23 ديسمبر، 2024 6:54 ص

لقاء النقيضان ومتعة المشاهدة ما بين الإعلاميان سلام مسافر وأحمد البشير

لقاء النقيضان ومتعة المشاهدة ما بين الإعلاميان سلام مسافر وأحمد البشير

إستضاف الإعلامي المعروف والمميز سلام مسافر في برنامجه الشهير “قصارى القول” الذي يُعرض على فضائية روسيا اليوم الشبه رسمية ( آر.تي) الإعلامي الأشهر أحمد البشير مقدم برنامج “البشير شو” الذي تعرضه القناة الفضائية الألمانية الشبه رسمية (دي.دبليو)، وحيثُ عنونَ مقدم البرنامج حلقته بعنوان مثير “هل يترشح أحمد البشير للرئاسة”؟؟!!، على إعتبار أنّ برنامج “البشير شو” الساخر قد أطلق عليه مقدمه أحمد البشير “جمهورية البشير”(*).

وربما أكون مطالب من قبل القرّاء الأعزاء عن تفسير لمعنى “لقاء النقيضان” كبادئة لعنوان مقالتي هذه والتي ربما أوضحها بشكلٍ دقيق الإعلامي القدير سلام مسافر في الدقيقة الأولى من البرنامج وفي معرض توضيحه لخروجه في هذه الحلقة عن السياق المتبع في إستضافة الشخصيات السياسية من “رؤساء وزارات ووزراء ورؤساء جمهوريات يتحدثون بلغة دبلوماسية عالية ويتجنبون أو يتحاشون الإجابة على الأسئلة التي تثير الجدل”، هذا ما قاله مقدم البرنامج سلام مسافر، أي أنّ برنامجه يمتاز بالجدّية والطرح السياسي البعيد عن السخرية والهزل، إضافة لفارق العمر بين المقدمين، فالأول (سلام مسافر) ينتمي الى جيل الإعلاميين آبان فترة السبعينات للقرن المنصرم وذو خبرة إعلامية تمتد الى أكثر من أربعين عاماً، والثاني (أحمد البشير) ينتمي الى جيل الإعلاميين الشباب.

وعلى (النقيض) من برنامج ضيفه أحمد البشير الذي تبثه قناة (دي.دبليو) الألمانية ذو الشعبية المميزة الذي وصلت عدد المشاهدات له الى خمسة ملايين مشاهد ومشاهِدة من العراقيين للحلقة الواحدة على السوشيَل ميديا (أون لاين)!!، وحيثُ أصبح من البرامج العربية وحتى العالمية التي يحرص المواطن العربي أينما وجد على متابعته لإستخدام مقدمه الخطاب السياسي الساخر لإيصال الفكرة والمعلومة الجادة وهو أصعب أنواع البرامج السياسية لِما يقتضيه من موازنة صعبة لإرسال الرسائل السياسية الجادة والهادفة بطريقة كوميدية (ساخرة) وغير مسرفة بحيث لا يطغي الهزل على الجد أو العكس، كما ويحتاج الى حنكة ودراية وسرعة بديهية لمقدمه لطرح الموضوع السياسي بصيغة ساخرة، كما أنّ مشاهديه من الجنسين يجب أن يتصفوا بالذكاء لحل الألغاز وإستنباط الجد من الهزل ليحصلوا بالنتيجة على جوهر الطرح الجاد مِن خلال المشهد أو المحاورة السياسية الساخرة مع (الضحية السياسية) سواء أكانت حاضرة داخل البرنامج أو جرى التصويب عليها مِن بُعد أو تمّت محاكمتها من خلال البرنامج (غيابياً)، مما يضفي جو من البهجة والمرح والضحك وجميعها يحتاج اليها الشعب العراقي في خٍضَم المآسي التي يعيشها وعلى شاكلة المثل المعروف “شر البلية ما يُضحك”!!، ولله الحمد فأنّ الشعب العراقي برمته نبيه ويستطيع حل الألغاز وقراءة ما بين السطور لخبرته (الميدانية) التي إكتسبها لعقود طويلة من تجاربه القاسية مع قادته السياسيين الذين لا يجاريهم أي فصيح في إطلاق الوعود وعسل الكلام وفي ذات الوقت لا يجاريهم أي سياسي في العالم في نكث تلك العهود!!!.

الرابط أدناه لكامل الحلقة لبرنامج “قصارى القول” الذي إستضاف الإعلامي الساخر “أحمد البشير”:

http://2tubenow.com/video/9WEPmgrQ9o4/video.html

لقد كانَ اللقاء ممتعاً بين (النقيضين) تناصف فيه الجد والهزل الحوار بين الشهيرين من مقدمي البرامج العراقية الموجهة عبر الفضائيات الأجنبية الى الشعب العراقي.

لكن ما إستوقفني أو بالأحرى (صدمني) هو ما ورد على لسان الإعلامي المميز سلام مسافر أثناء تداخله مع الإعلامي أحمد البشير في الحوار بينهما حول شخصية رئيس الوزراء السابق نوري المالكي حين وجّه المحاور الأول (سلام مسافر) سؤالاً الى المحاور الثاني (أحمد البشير) في الدقيقة (23:0) من البرنامج وهذا نصّه:

“ما هي أبرز شخصية يجري إختيارها لتكون المادة للنقد السياسي الساخر؟”.

فأجاب أحمد البشير : “بأنها لنوري المالكي”.

وتداخل سلام مسافر بإستفساره: “لماذا” ؟؟؟، مبرراً (والكلام لا يزال لسلام مسافر) “من أنّ نوري المالكي أولاً رجل فصيح ويتحدث العربية بفصاحة ربما لا تتوفر عند آخرين!!، كذلك متأنق (تداخل معه بشكل ساخر كما بدا لي أحمد البشير بقوله: جداً)!!، ثمّ طموحاته السياسية عالية جداً وأطلق على نفسه أو أطلقوا عليه مختار العصر”!!، هذا ما قاله الأستاذ سلام مسافر ثم تسائل: “لماذا هو (يقصد نوري المالكي) يكون ضحية لسخرية برنامجك (يقصد برنامج البشير شو)”؟!.

أجاب البشير: “من أنّ الإخفاق في السنوات السابقة في إدارة الحُكم وطريقة الحُكم في العراق ومن المشاكل التي صارت بتسليم محافظات لداعش والسقوط الذي صار لمحافظات الموصل والأنبار وصلاح الدين صراحةً ـ ـ والأصدقاء الذين يلتفون حوله (يقصد حول المالكي) هم جميعهم مادة دسمة للسخرية وللتناقضات والوعود الكاذبة وبدون أسماء لأنهم راح يرفعون دعوة قضائية عليّ!!!، لذا فأن المالكي قد أدار العراق بطريقة سيئة وأوصلنا للذي نحن فيه ونحتاج الى ثلاث سنوات لخطأ إرتكبه لنتعافى منه (يقصد إحتلال داعش لثلث العراق ومن ثمّ طردهم منه) ونحتاج الى سنين لنتعافى من الأخطاء الأخرى، أعتقد بالنسبة لي (والحديث لا يزال للبشير) أسوأ مرحلة مرّت بالعراق ربما أو واحدة من أسوأ المراحل التي مرّت في العراق هي فترة حُكم المالكي وهذا رأيي الشخصي، فعلى الأقل نسخر من عنده وره اللي صار بينا”، هذا ما أجاب به الإعلامي أحمد البشير نصاً على سؤال الإعلامي سلام مسافر.

لكن ما تداخل به بعدها الأستاذ سلام مسافر يدعو حقيقةً الى العجب والتوقف عنده حين برر ثانيةً أخطاء نوري كامل المالكي التي أضاعت ما تبقى من البلد بقوله:

” فلنكن رحيمين!!، لولا المالكي ودخول داعش وتدميرها للمدن ـ ـ أولاً: ما كانت تتوفر فرصة للجيش العراقي أن يتدرّب ويصبح واحد من الجيوش المهمة التي يشار لها بالبنان (يضحك الإعلامي أحمد البشير لأنه إعتقد كما إعتقدنا نحن المشاهدين لهذه الحلقة بأنّ السيد سلام مسافر كان يسخر بكلامه هذا من أخطاء المالكي، لكن تبيّن للجميع من أنه كان يتكلم بجد مثلما أكد هو على ذلك لاحقاً وأعتبره أحد أفضال المالكي)!!!!!، ثمّ أردف الصحفي سلام مسافر مكملاً تبريراته (الجدّية) لأخطاء نوري المالكي بقوله:

” والفضل الثاني للمالكي من أنّ الشركات العالمية ستقوم بإعادة إعمار ما دُمِرَ وبالتالي يحرّك عجلة الإقتصاد الدولي”!!!.

ولغاية إنتهاء مقدم البرنامج سلام مسافر من هذا التبرير وجميع المشاهدين ومعهم الناقد الساخر ضيف الحلقة أحمد البشير كانوا يعتقدون أن الأستاذ سلام كان يسخرأو يمزح في تداخله ليضفي جو من التناصف بين الجد الذي دأب عليه والهزل الذي فرضته عليه حلقته الخاصة تلك!!!، حتى تداخل معه أحمد البشير قائلاً:

“ما أريد دعاوي جديدة لأن الدعاوي اللي عليّ كافية” ظناً منه مرة أخرى بأن مقدم البرنامج يحاول إستفزازه بهذه الطريقة ليسخر من (الهدف المقصود)، فتفاجئ الجميع من قول مقدم البرنامج سلام مسافر:

“لا آني أحچي بمنتهى الجديّة ربما الرجل كان راسمها”!!!!!، فأجابه أحمد البشير:

” تقصد هذا الجانب الإيجابي!!!!، أي ربما كان مخطط الها”!!!، فأيد مستبشراً سلام مسافر هذا الجواب!!!، لكن أحمد البشير خذله بتكملته لتداخله بالقول:

” لا أعتقد هو بهذه الرؤيا، حتى بالفشل ما راح يخطط بهذه الدرجة”، ثمّ يتداخل (بجديّة) مرّة أخرى مقدم البرنامج بقوله:

“النصر الذي تحقق هو نصر مبين، وما كان ليأتي لولا الرجل (يقصد نوري المالكي) سمح ـ ـ “!!، فقاطعه الإعلامي أحمد البشير بطريقة إحتجاجية لا تخلو من الإستغراب والذهول لمثل هذا التعليل أو التبرير الذي شاركه فيه كل المشاهدين بقوله (والحديث لأحمد البشير):

” شنو الفائدة، چان من المفروض أصلاً ما يجي هيچي نصر لأنه ما نريد هيچ خسارة حتى ننتصر”، إنتهى هذا الحوار بعد أن غيّر المخضرم الإعلامي سلام مسافر دفة النقاش!!!!.

ولربما أراد مقدم برنامج “قصارى القول” الأستاذ سلام مسافر إرسال رسالة (بينية) للشعب العراقي مِن أنه وبحكم إستضافته لأرفع الشخصات العالمية ومنهم مَن عملوا أو لا يزال يعملوا في الأجهزة الإستخباراتية والمخابراتية قد إستطاع أن (يستقرئ) معلومة خلف الكواليس مِن ضيوفه (ليس كل ما يقال خلف الكواليس يُطرح على الشاشة) مِن أنّ السيناريو الذي تم تداوله بين المحاوِرَين سلام مسافر وأحمد البشير بشأن (إيجابية النتائج العرضية) لدخول داعش الى العراق هو سيناريو (حقيقي) خططوا له مَن كانوا وراء المالكي مِن دول ونفذه المالكي على إساس ضمان حصوله على ولاية ثالثة ليقوم خلالها بتصحيح أو معالجة الكارثة بدخول داعش والتي مُنحت لـ (بديله) حيدر العبادي في إعادة هيكلة الجيش وإعادة بنائه وتنظيمه وتقويته ومن ثمّ تحريره للأرض العراقية ودعوة الدول لتقديم المساعدة لإعادة الإعمار!!، وحيثُ أنّ سيناريو السماح لدخول داعش ( مِن قِبل المالكي) ومن ثمّ طردها سيكون عذراً مقبولاً لا يحتاج الى تدقيق للتغطية عن (إختفاء) مئات المليارات من الدولارات خلال فترة الثمانية سنوات من حُكمه!!، فيظهر نوري المالكي بعدها وبولايته الثالثة بمظهر “البطل القومي” الذي خذله القادة العسكريين والمستشارين السياسيين بسماحهم لداعش بالنمو وإحتلال الأراضي العراقية خلال الولايتين السابقتين، لكنه إستدرك الأمر ونظّم بولايته الثالثة الجيش والحشد الشعبي الذي كوّنه بطريقة طردت داعش وجلبت الإستثمارات الى البلد وبهذا يكون قد هيأ لا بل ضمن لولاية رابعة وخامسة والى الأبد!!!، لكن “جرت الرياح بما لا تشتهي السفن”!!!، وذلك عندما أفشلت بعض الدول ذات التأثير الأقوى على الساحة العراقية هذا السيناريو أو المخطط فأجبرت المالكي على التنازل عن الولاية الثالثة فخرج بصيغة المهزوم والفاشل الذي حصلت في فترة رئاسته كل النائبات والهزائم عسكرياً وإقتصادياً وأمنياً.

ولا يسعني إلاّ أن أقول للساخر السياسي أحمد البشير “برافو” فقد نطقت بلسان كل العراقيين، وأقول للإعلامي القدير سلام مسافر: “ما هكذا تورد الإبل” يا إستاذنا الفاضل!!، فمن المعروف لديك بأن الشعب العراقي فطن ولا تنطلي عليه مثل هذه التسويقات الإنتخابية والتي لا تنفع لا بل تضر مروّجيها، كما وأنّ برنامجك يُخاطب النُخب المثقفة من العراقيين والعرب فلا تستخف من خلال هذه الطروحات بفكرهم، وصاحب هذه السطور وأعتقد معي مئات الآلاف من المثقفين العراقيين والشعب العراقي بشكل عام نفتخر بمكانتك الإعلامية فلا تغيّر رأينا فيك!!، فعذرك ومبررك وتبريرك لأخطاء رئيس الوزراء السابق خطير ولا يمكن قبوله ومن الخطأ تسويقه، خاصة على لسان أحد الإعلاميين المعروفين بمكانتهم في الأوساط الثقافية العراقية كجنابك، فلو صح ما تقول لكان على جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق ومنهم روسيا، وكذلك أوربا والعالم أجمع أن يقيموا التماثيل في أشهر ساحات مدنهم ويترحموا على النازي “هتلر” بإحتلاله وتدميره روسيا وأوربا وبلده المانيا، لأن بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية بسنوات قليلة إنتعش الإقتصاد العالمي نتيجة الإعمار للدمار الذي خلفته الحرب وتطورت قدرات الجيوش وإختراعاتها التسليحية ومنها القنابل النووية التي ما كانت لتصنّع لولا قيام الحرب الكونية الثانية وتطورت بقفزات هائلة الصناعات المدنية لأن “الحاجة أم الإختراع”، لكن ماذا عن الضحايا بعشرات الملايين من الجيوش والمدنيين والمآسي التي لا تزال تعرض على الشاشة الصغيرة، كذلك الحال بالنسبة لفترة الثمانية سنوات من حُكم المالكي، ويكفي جريمة سبايكر التي راح ضحيتها (1700) شاب بساعات قليلة وأكثر من ثلاثين الف ضحية مدنية لا تزال البعض منها تحت الأنقاص كلفت أهل الموصل لتحريرها، ناهيك عن الآلاف من السبايا الأيزيديات وضحايا داعش في المدن التي إحتلتها وفقدان مكوّنات عراقية بكاملها نتيجة تهجيرهم مع تحطيم كامل للآثار والصروح المعمارية، إضافة الى الخسائر البشرية الأخرى في صفوف الجيش والقطعات الساندة المتجحفلة معه، وخسارة مئات المليارات من الدولارات وإنهيار كامل للميزانية العراقية.

إنّ ما ذكره الصحفي الجليل سلام مسافر من (مميّزات) ربما إعتبرها هو ضرورة إستثنائية وتفاضلية لصالح رئيس الوزراء السابق نوري المالكي مقارنة بمنافسيه في إدارة الدولة من عدمها لا أعتقد أنه قد أصاب بها كبد الحقيقة، فما علاقة فصاحة اللغة والأناقة ومختار العصر بإدارة الدولة؟؟؟!!!، ولا أعتقد بأن خليفته العبادي تنقصه هذه المميزات أو تختلف كثيراً عن سابقه.

أعتقد إنّ على الإعلامي القدير سلام مسافر تقديم تفسير مقنع لما برره لنوري المالكي من أخطاء دمرت البلد لكي لا يُفهم من كلامه على أنه عبارة عن تقديم (الشكر) للمالكي نيابة عن روسيا التي تُعتبر إحدى الدول الكبرى المستفيدة من دخول داعش الى العراق وسوريا!!!!!، أو قد يُعتبر كلامه دعاية إنتخابية مبكرة لأحد أهم من شاركوا في تدمير العراق بعد 2003م، وما يعتبره المراقبون السياسيون أسوأ رئيس وزراء في تاريخ العراق الحديث، ولكي لا يوضع هذا التبرير الضبابي على أنه خلط أوراق لمصلحة المالكي الذي زار (روسيا) قبل أشهر و(ربما)بدعم وتسويق إيراني كما تسربت بعض الأخبار عن تلك الزيارة لطلب المساعدة (فنياً والكترونياً) ورد الجميل عند فرز الأصوات الإنتخابية القادمة وعلى شاكلة ما تسرب في الإنتخابات الأمريكية السابقة!!!.

للمُقدِمَيْن الشهيرين أقول كل عام وأنتما بخير ونتمنى أن تكون السنة الجديدة (2018) سنة إستمرار النجاحات الإعلامية لكما.

وبعد أن أنهيتُ المقالة وكنتُ على وشك نشرها، ومن خلال مشاهدتي للبرنامج السياسي “بالحرف الواحد” الذي يُعرض على قناة الشرقية لمعده ومقدمه الإعلامي أحمد ملاّ طلال والذي عُرض يوم الأربعاء المصادف العاشر من كانون الثاني 2018م، تفاجئت وكما تفاجأ غيري من المشاهدين للبرنامج بخبر إنضمام أحمد البشير الى قائمة من القوائم الأكثر راديكالية من بين قوائم إحدى مكونات المجتمع والمثيرة للجدل بسبب إرتباطاتها الخارجية الإقليمية والتي تعزز وبقوة النزعة الطائفية في المجتمع!!.

الرابط أدناه لحلقة برنامج “بالحرف الواحد” الذي أعلن فيها الإعلامي أحمد ملاّ طلال هذا الخبر:

https://www.youtube.com/watch?v=HgmnIzUnOaQ

فماذا حصل لكم يا أهلنا؟!!، كلما نرتجي الأمل والفرج خاصة على أيدي الشباب الواعد العابر للطائفية نتفاجأ بالأسوأ.

الم يكن الأجدر بالشاب الإعلامي أحمد البشير التفكير الف مرّة، لا بل مليون مرّة قبل إتخاذ هذا القرار؟؟؟، وما هي المغريات التي دفعته لتبديل ثوبه الوطني وهويته الوطنية بالهوية الطائفية؟؟؟!!!، الم يكن في برنامجه يسخر من الطائفيين ويتكلم بلسان العراقيين العابرين للطائفية الذي إستقطب قرابة الخمسة ملايين مشاهد ومشاهدة من العراقيين الوطنيين من مختلف الشرائح؟؟؟!!!، وهل يعتقد بأنّ هذه الملايين ستبقى تشاهد برنامجه حين يستقل بمحطة خاصة تبث من خلال الإنترنيت (كما نوه خلال حديثه في برنامج قصارى القول)، لتصبح هذه المحطة ممولة من جهات مشكوك بأغراضها ودوافعها بدل الفضائية الألمانية الواضحة التمويل من الحكومة الألمانية؟؟، وبكل تأكيد سيكون أصحاب الأقلام والبرامج الوطنية بالمرصاد لبرنامجه الذي سينحى منحى طائفياً بلغة ربما تكون وطنية مغلفة.

لماذا إستبدلت أيها البشير أهلك ذو الخمسة ملايين من مختلف مكونات الشعب العراقي وبعتهم في سوق النخاسة السياسي؟؟؟، فلقد تورطت ووضعت يدك في خلية النحل التي سوف لن تتذوق شهدها!!، وإنما ستدمى وتتورم بلسعات الدبابير السامة!!.

فلقد كنتَ إعلامياً وطنياً محبوباً وستصبح سياسياً طائفياً منبوذاً ما لم تتراجع عن هذا القرار الخاطئ، وإذا كان لابد من خدمة بلدك العراق ومواطنيه من خلال السياسة، فإدعم وإنضم للتحالفات الوطنية العابرة للطائفية التي سخرت منها في برنامجك الذي أصبح شعبياً بوطنيته وليس بطائفيته.

لقد كنتُ قاب قوسين لعدم نشر هذه المقالة “إحتجاجاً” على هذا التطور الدراماتيكي، وحيثُ كنتُ أرى في مقدمتها وكما هو واضح للقرّاء من أنّ هذا الإعلامي الشاب ومن في توجهه الإعلاميين الشباب الأمل للعودة الى لمّ الشمل تحت المظلة الوطنية، لكنني قررت نشرها بعد إضافة المقاطع الأخيرة التي أرجو أن تصل الى كل وطني ووطنية عراقية خاصة من الشباب ليتفادوا الشراك التي يوقعهم فيها تجّار السياسة وبالمغريات المادية وغيرها.

وقولي الأخير لله درّك يا عراق، والف وسفة على من يبيع هويته الوطنية وأهله وناسه بأبخس الأثمان.

إنتباهة:

(*) إطلاق صفة “الإعلامي” صحيحة لغوياً على من يعمل في الصحافة والنشر والإعلام والأدب، وليس كما يعتقد بعض الساسة ومنهم المهندس إنتفاض قنبر رئيس حزب المستقبل العراقي وحسب ما ورد في حديثه من خلال برنامج “ستوديو التاسعة” لمقدمه (الإعلامي) المعروف أنور الحمداني، وحيث يعتقد أنّ من الخطأ إطلاق هذا الأسم على من يعمل في الصحافة والإعلام!!!.