22 ديسمبر، 2024 11:44 م

قصة قصيرة
خادعه الزمن الرقمي باتصال وانقطع..فابرمه التساؤل بمن تكون ؟وكيف لهذا الحس ان يستمر بصدق معطياته ؟…اهجريني ,فقد تبسم لي الحب لأيام وديعة كان بها الناس تستدفئ بمواقد الجمر ,وتحكي لنا عجائزنا أقاصيص السعالي عند مقابر أجدادهن.وأنا رجل ما زلت أومن بالرسائل وصناديق البريد ,وليلي درويش يسمع دفه عن بعد عرب وقبائل.
قالت له: ما خيالك ينبئك عني؟.. حسبك, …فكتبك القديمة وافاها اجل محزن.
– يئس الحياة إذن,لو كان فيها الحظ لعبا بائسا .. سأرتدي زيي القديم غدا,وآتيك بروح كلما تعتقت فاح منها شذى المكابرة والاخضرار
– ما أنت سوى وهم كأيام شارع الرشيد, غرق بماء شارع النهر ,وفاتته الصلاة بجامع الحيدر خانه…
– لا تفرحي يا بضاعة الصين…فالحب أبدا لا يموت.
فانقطع الاتصال على منتصف ضحكة بينها ,يحمل البرد همسها و الاثير قلقه العاجز عن فهم نضوب الرصيد وانتهاء المكالمة…- حتى الكلام بالفلوس -.. فيفتش عن ألاعيب الزمن الجميل,ون الليل بعد منتصفه سيكون الكلام ببلاش. فلم يعد ضوء القمر ملزما للعاشقين بعد اليوم ولا المغامرات في الشوارع ورمي الرسائل عند أقدام الحبيبات, وبطاقات الحب قضى قدرها مرسلة بذلك المجهول دون عناء وبكل اختصار:تم التسليم. فاجتمعت على طاولته بقايا قهوة وشاي وإعقاب لفافات ,تبارز تجاعيد وجهه عقارب ساعة ملول,فيغرز من لوعة الانتظار أصابع يده بمروج شيب لحيته ,فيغرق متكئا على مسند أعوامه الأربعين وتصعد عيناه حيث (( الريل وحمد)) كتابا يختنق بدخان الجنوب , و العمر ما عاد ريلا … و لا حمد. وما وهبه سوى صدق لوعة و تمتع بألم ..ولا احد سيهتم,وأي عتي رياح سيدفعه برسائل قصيرة تختصر فيها لهيب أشواق و انتظارات ما بعد منتصف الليل…وأي استبداد لهذا الليل الذي طال أوله وابتعد كل البعد آخره؟وليس يدري ان أخذها الأنين مثله و الغرق بنفس لجة ألتوق و الهيام..
لا يوجد شي خارج التغطية و الوضع مسيطر عليه كجنود حرب عقد الثمانينيات ,الا النبض فما عهده كقديم عهده,لولا قبس حل عليه بلا موعد كرياح شرقية شتوية تحمل الدفء و المطر معا…. فاقترح على نفسه بارتداء بذلته المقلمة الداكنة لاجتماع الأناقة و الوقار بها و ربطة عنق تعلن حداد دواخله.. سيحاول فهمها كما اعتاد على فهم الغير وبرغم اقترابه من النكوص بان لا حب بهذا الزمن المتسارع و المتغير بكل يوم, الا إنها أبعدت عنه هاجس ذاك النكوص بشباب ود هو لو كان فيه.فامتدت يداها حيث ياقتي سترته و التبسم هال حول شفتيها:
– بمن ستلتقي يا رفيع المستوى؟
– سألتقي برفيعة جسد تمنعت الغذاء لغاية الجمال,فالتصقت ثيابها كمومياء المصريين..
– انك لا تحمل روح العصر
– العصر… الظهر ..فالشمس حاضرة.. وكل أسباب الإعجاب تدفعني نحوك يا جديدة..تعالي فتحديثات روحي ما عادت تملكها نساء زمني ,وان الموت او الأعوام قد طوتهن بغابر ذكريات تركوني فيها وحيدا أصدقاء وقتي ورفاق روحي, ومتعتي كابرت رغم الحروب عن هول إعلام رفرفت وتلقفت نعوش الراحلين تحمل أجسادهم رصاص القتال..
– حسبك …
قاطعته وأكملت بان روحه ما تزال ربيعا مستمر وان أجمل ما يكون ببضاعة الصين كما يسميها أنها لا تدوم إلا بأيد رصينة,ولقلبها متسع تلتقي فيه الفصول….