شكّل لقاء الصدر والخنجر في الحنانة مرحلة جديدة وايجابية في المشهد السياسي العراقي ، خصوصا وان اللقاء جاء بوفد ضمّ رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بعد انتخابه لدورة برلمانية ثانية ورئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني .
اهداف الوفد واضحة في محاولته رأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين الاطار التنسيقي والسيد مقتدى في اطار مبادرة للسيد مسعود بارزاني .
الغريب في الأ مر ان بعض قوى الاطار التنسيقي بدت منزعجة من وجود الشيخ خميس الخنجر ضمن وفد المبادرة وحرّكت منصاتها الاعلامية لمهاجمة هذا التطور الايجابي في العلاقات السياسية في المشهد العراقي ، مجتّرة كلاماً لايخدم حتى الاهداف المعلنة لها عن الوحدة الوطنية وترميم الشرخ في البيت الشيعي كما يسمونه انفسهم ، وكان الاجدر، ومن منطلقات وطنية لحلحلة الانغلاق السياسي بين الاطار والتيار، دعم المبادرة ومنحها زخماً أكبر للوصول الى حلول تخرجنا جميعا من عنق الزجاجة كما يقال .
ربما فاتهم الوزن السياسي الحالي للشيخ الخنجر في مجمل العملية السياسية وعلاقاته الايجابية مع قيادات الاطار التنسيقي الرئيسية مثل المالكي و الفياض و العامري والحكيم والعبادي ، واللقاءات المباشرة بين الخنجر وهذه القيادات المؤثرة في المشهد السياسي العراقي بحجومها الانتخابية ورمزيتها السياسية .
وفاتهم ايضاً ان الشيخ الخنجر حمل مع الوفد النوعي مبادرة من السيد مسعود بارزاني بوزمه الانتخابي ورمزيته السياسية المؤثرة في الموقف الكردي من مجمل الاحداث السياسية في البلاد ومجرياتها المتنوعة .
كان الاجدر بهذه القوى العائشة على فتات اسطوانات الماضي المشروخة ، ان تتعامل بايجابية مع هذا الحراك ومع طبيعة ونوع اللقاء بين الصدر والخنجر الذي كانت توضع أمام تحقيقه العقبات الكبيرة والمتخيلة بالضد من الجهود الوطنية الساعية لتصفية الاجواء وتنقيتها من محاولات تعكير اجواء الجهود المقابلة .
اعتقد جازماً ان لقاء الشيخ الخنجر بالسيد الصدر فتح الآفاق أمام نمط جديد من العلاقات السياسية حتى بين المختلفين ، والدليل التعامل الايجابي للسيد الصدر مع روح المبادرة مع احتفاظه بمشروع الاغلبية الوطنية وشعار لاشرقية ولاغربية وحصر السلاح بيد الدولة ومحاربة الفساد مع فتح الابواب مشرعة اما من يريد المساهمة في تحقيق هذه الاهداف ، وان كان في ” المعارضة ، التي هي ايضا من متبنيات الكرد والسنّة معاً .
والدليل الذي ارجف البعض ورقصوا على انغام فشل المبادرة ، نقول الدليل ، هو تغريدة الشيخ خميس الخنجر التي جاء فيها ” اغلب مبادرات الاوقات الصعبة تأتي من أربيل الخير ومن الرئيس البارزاني. عام 2010 أنقذ البلاد من أزمة سياسية خانقة واليوم يتكرر نفس المشهد . الشكر والتقدير للسيد مقتدى الصدر على قبوله المبادرة بقرار وطني خالص حفاظاً على وحدة واستقرار العراق ” .
ولا اعتقد ان سياسيا بوزن الخنجر يعلن عن قبول الصدر لمبادرة بارزاني دون ان تكون هناك اجواء ايجابية حقيقي للتعامل مع المبادرة بمخرجات ابتكار سياسي ينفذ الجميع من الحرج ويسير بالعملية السياسية خطوة الى الامام ، بديلا عن افواه التبشير بالفوضى وتعريض السلم المجتمعي للخطر أو سياسة التهديد والترهيب واستهداف مقرات الاحزاب والمنشآت الحكومية .