(بعثة يونامي في العراق تتحول الى مظلة للإرهاب)
من الأمور التي تثير الإنتباه والتي يبدو انها صارت عرفا في تعامل الأمم المتحدة مع الإرهابيين هي اللقاءت الشاذة التي قامت بها رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق (جينين هينيس بلاسخارت) مؤخرا مع المرجع الشيعي علي السيستاني والإرهابي الدولي (أبو فدك)، فقد كان لقائها الأول بعلي السيستاني وهو رجل فارسي ويمثل طائفة شيعية معينة وليس كل العراقيين، فلا أهل السنة ولا الاكراد ولا بقية الأقليات لها علاقة بالسيستاني، بل الشيعة أنفسهم لا يقلد الكثير منهم علي السيستاني، مثلا معظم الميليشيات الولائية تقلد الخامنئي، والتيار الصدري يقلد المرجع كاظم الحائري المقيم في ايران وآخرين يقلدون اليعقوبي وهلم جرا. لذا فعندما تناقش ممثلة الأمم المتحدة علي السيستاني الإنتخابات القادمة والامن والإستقرار في العراق فأنها تجهض عمل الأمم المتحدة، وتحرف بوصلته عن الاتجاه الصحيح، فهي تمارس دورا سياسيا وليس دينيا في العراق، فقد شُكلت الوكالة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي(رقم 1500 لعام 2003) بناءا على موافقة وطلب الحكومة العراقية. وقد أنيطت بها مهمات إضافية بموجب (القرار 1770 لعام 2007). ومدد مجلس الأمن فعالية القرار 2061 الذي تم اعتماده في 25 تموز/ 2012 ولغاية 31 تموز/ 2013. ومهمتها استشارية بكلب من الحكومة فقط.
لذا كان من الأجدى بها ان تلتقي احد الرئاسات الثلاث وتناقشه في هذه المواضيع وليس رجل دين اجنبي لا علاقة له بأنتخابات العراق، بل كان تدخل السيستاني في الإنتخابات السابقة وتزكية القائمتين (169) و(555) من اهم أسببب بلاء العراق وتدميره وشيوع ظاهرتي الفساد والإرهاب، فمن زكاهم السيستاني في القائمتين وطالب شيعته بإنتخابهم هم نفس الوجوه التي تتصدر المشهد العراقي لحد الآن، نوري المالكي وعائلة الحكيم وهادي العامري ومقتدى الصدر والعبادي والخزعلي والمقبور أبو مهدي المهندس وصولاغ وبهاء الأعرجي وجلال الصغير وغيرهم من الفاسدسن كلهم أتوا من تحت عباءة السيستاني، فهو يتحمل وزر إنتخابهم إضافة الى العراقيين المستحمرين والجهلة الذين لوثوا ايدهم بالكنيف البنفسجي، فزادوا الطين بله.
وهذا السيستاني من عجائبه انه رفض الجنسية العراقية التي وهبها له الذيول معتزا بقوميته الفارسية، لكنه لا يشارك في الإنتخابات الإيرانية أصلا، فما شأنه بالإنتخابات العراقية؟ وعلى أي أساس قامت المبعوثة الدولية بهذه المهمة المبتذلة، هل رجعت الى الحكومة العراقية أم انها تصرفت من تلقاء نفسها، وطالما ان عمل البعثة مرتبط بطلب استشاري من الحكومة العراقية، فمن طلب منها القيام بهذه الزيارة؟ أليس من المفروض أن توضح المسألة للشعب العراقي المضطهد من كل الأطراف الدولية والاقليمية والأمم المتحدة؟
في الزيارة التي سبقتها ذكرت انها لم تلتقي السيستاني وجها لوجه، بل عبر نافذة صغيرة، وانها لم تراه بل كانت تسمع منه من وراء حجاب، لكن هذه المرة صور اللقاء وجها لوجه، فهل صارت بلاسخارت من أهل بيت السيستاني أم ان الصورة مفبركة؟ وهذا هو الصحيح برأينا. ثم كيف يسمح السيستاني ان تنقل بلاسخارت تصريحاته الى الشعب العراقي اليس من الأجدى به ان يلتقي بشيعته على أقل تقدير ويحادثهم بلا وسيط أجنبي، وسيط عُرف عنه موت الضمير وتلقي الرشاوي؟ اليس من المعيب والمخجل ان تنقل بلاسخارت توجيهات السيستاني الى العراقيين؟
الأغرب منه اللقاء الثاني لبلاسخارات مع زعيم ميليشيا مصنف على قوائم الإرهاب العالمي وهو المجرم ابي فدك (عبد العزيز المحمداوي) القيادي في ميليشيا كتائب حزب الله الموالية لإيران، وهذا الإرهابي هو المسؤول المباشر عن قتل وخطف واغتيال وجرح الآلاف من العراقيين خلال الإنتفاضة التشرينية المباركة، ولا نعرف هل إطلعت أم فدك على تصريحات ابي فدك السابقة حول قصف السفارة الامريكية، وقيام ميليشياته الإرهابية بالهجوم على المنطقة الخضراء، وتهديد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في عقر داره، وقصف مجمع السفارات في المنطقة الخضراء؟ ربما حاولت أم فدك ( بلاسخارت) ان تحصل على معلومات حول توقيتات القصف القادم للمنطقة الخضراء؟ ثم لماذا لم تطرح ام فدك اسئلة عن مستعمرة جرف الصخر، والمعتقلين في سجونها، ومصير المختطفين من المتظاهرين، واين ذهب حزب الله بالمختطفين من أهل السنة في الفلوجة وصلاح الدين وديالى وهم بعهدته لحد الآن.
هل من الطبيعي أن تلتقي ممثلة الأمم المتحدة بإرهابي دولي، ملوثة يديه بدماء الأبرياء العراقيين؟ وهل تم شراء ذمة بلاسخارت كما فعل الزعماء الشيعة مع من سبقها من ممثلي الأمم المتحدة. فقد فضحهم (طاهر بو مدرة) المستشار الخاص ليونامي في زمن مارتن كوبلر بقوله” لم يتعامل كوبلر مع الأطراف السياسية المتنازعة بعدالة لغرض تسوية المنازعات الطائفية بل كان يتبنى مواقف الحكومة الطائفية. ولم ينقل الصورة الحقيقية لوضع أهل السنه وما يتعرضون إليه من إقصاء وتهميش وقتل من قبل الميليشيات الشيعية. فكان طرفا في الصراع الطائفي لصالح الحكومة الطائفية وساعد على تغطية جرائمها، وعدم نقل الصورة الصحيحة عن الأوضاع في العراق وطائفية الحكومة ودعمها للميليشيات الإجرامية”. وجميع من تولى مهمة (اليونامي) سار على طريق كوبلر. قلما تغادر محطة ذاكرتنا صورة الثعلب الأممي مارتن كوبلر وهو يقف بقرب ضريح الإمام علي في خشوع تام وتكاد دموع التماسيح تنطلق من عينيه الوقحتين فتوسخ القفص، وذلك قبل أن ينطلق في مقابلته للسيستاني ليتحادث معه في شئون السياسة العراقية. نفس المشهد يتكرر مع بلاسخارت.
هل تعلم أم فدك ان تعيين المحمداوي نائبا لرئيس هيئة الحشد الشعبي في فبراير 2019 خلفا لأبي مهدي المهندس، في خطوة أثارت حينها حفيظة أربعة فصائل موالية للمرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، ودفعتها للانشقاق عن هيئة الحشد الشعبي، فإنضمت الألوية التابعة للسيستاني الى وزارة الدفاع العراقية.
تزعم (أم فدك) في تبرير لقائها بالإرهابي ابي فدك” ان الحياد والاستقلال في صميم تفويض الأمم المتحدة يعني أننا نتعامل مع مجموعة واسعة من أصحاب الشأن في السعي لتحقيق السلام. وعملنا في العراق ليس استثناء”.
هل تعلم ام فدك الأميية انها فقدت خلال هذه الزيارات مصداقيتها عند الشعب العراقي ولا سيما ثوار تشرين الأبطال الذيم يمثلون غالبية الشعب العراقي، فقد أطلقوا عليها تسمية تناسب مهمامها وهي (بلاسخارت عدوة الإنسانية)، واستحقت كمضيفها ان تلقب بـ (الخالة)، فقد تكاملت العائلة الفدكية، ونسأل الله تعالى ان يعقمها، فلا نريد تفقيس الكثير من الفدكيين يكفينا الخال والخالة.
هل تعرف الخالة معنى (فدك) وما هي مدلولياتها عن الشيعة؟ هل تعلم ان هذه التسمية هي تعبير صارخ عن البعد الطائفي، ومراجع الشيعة تعتمد هذه الإسطورة للضحك على المستحمرين والجهلة،
ربما تناقشا بشأن مكاتب الحزب التي حرقها المتظاهرون في المحافظات الجنوبية بعد مقتل وجرح الآلاف منهم، وربما أعربت أم فدك عن شديد أسفها للظلم الذي وقع على حزب الله بسبب حرق مكاتبه، واعربت عن القلق العميق للأمين العام للأمم المتحدة عن الظلم الذي ألحقه المتظاهون بحزب ( الخال الديمقراطي)، وتعاطفه العميق مع نشاطاتهم الارهابية التي طالت البعثات الدبلوماسية والناس الأبرياء، والحقيقة ان الخال لم يطول به الوقت ليعبر لأم فدك عن حبه للسلام والأمن والاستقرار في العراق، من خلال اطلاق صاروخ كاتيوشا على عائلة عراقية وقتل (7) افراد هم من النساء والأطفال، لانظن ان أم فدك ستتعاطف مع القتلى الأبرياء فهي قد انضمت الى محور المقاومة، وربما في قوادم الأيام ستأخذ بندقية وتحارب مع ميليشيا حزب الله في سوريا لحماية مرقد السيدة زينب، اوتلتحق بالحوثيين والله أعلم.
الا تعلم ام فدك ان زعماء الميليشيات الولائية هم جميها أعضاء في فيلق القدس الايراني، ولديهم رتب عسكرية، ويخضعون الى توجيهات الولي الفقيه في ايران، وليس القائد العام للقوات المسلحة، فرواتبهم واسلحتهم وعتادهم وعجلاتهم وطعامهم وملابسهم كلها من أموال العراق، لكنهم يخدمون النظام الايراني، فان كانت (الخالة أم فدك) تبحث فعلا عن تحقيق الأمن والاستقرار في العراق، فعليها ان تناقش هذا الموضوع مع (الأبي) اي مع الولي الفقيه وليس مع ذيله ابو فدك، أو أي مسؤول عراقي ابتداءا من الرئاسات الثلاث الى حراسهم.
هل تعرف أم فدك انه العراقيين لا يعرفون شخصية المسخ ابا فدك سوى انه عراقي هرب الى ايران خلال الحرب العراقية الايرانية، وعاد مع الإحتلال بعد عام 2003، وانه أعد من قبل الحرس الثوري ليكون قطب الإرهاب في العراق بعد أن طويت صفحة المالكي والعبادي والصدر وبقية الأقزام بظهور أقطاب جديدة؟ فمن هو ابوفدك وما هي اوليات (الخالة) عنه، يا حبذا ان تعلمنا بما يتوفر عندها من معلومات عن شخصيتة مثلما نقلت لنا تصريحات السيستاني، فقد كانت الناطقة الأممية للسيستاني، وآن لها الأوان تكون الناطقة الأممية لإبي فدك.
هل قرأت الخالة البيان الرسمي الذي صدر عن ميليشيا حزب الله في29/6/2020 بأن ” سلاح المقاومة الإسلامية هو أَصل أُصول الشرع ، ولنْ يسلم إلا بيد مولانا ابن الحسن، ولن يحصر او يحصي السلاح ْ إلا صَحَابَته الـ 313″. سوف نترجم هذا التصريح ونرسله الى الخالة على موقع اليونامي، مع شرح موجز المقصود (313)
تبقى المسألة المهمة: هل تم التنسيق بين (أم فدك) ورئيس الوزراء الكاظمي، سيما ان وزير الخارجية سبق أن صرح بأن الحكومة ستفاوض الميليشيات، فهل ام فدك كلفت بهذه المهمة؟
كلمة للمتظاهرين الأبطال الغيارى ارفعوا لافتتات تندد بالخالة، وطالبوا الأمم المتحدة بتغييرها على الفور بسبب لقائها بزعيم الإرهاب في العراق. املأوا ساحات الإعتصام بشعارات تندد بالبعثة الأممية في العراق، فلم ينصف أي منهم الشعب العراقي، بل كانوا ذيولا للزعماء الفاسدين، وابواقا لهم، عليهم لعنة التأريخ ولعنة الشعوب المبتلية بهم.