18 ديسمبر، 2024 6:48 م

جلس محمد على الاريكة في المقهى ومع الرشفة الثانية من القهوة والنفس الرابع من النرجيلة سأله صديقه إبراهيم الجالس على الكرسي أمامه. بينما جلس صفاء على الاريكة قريبا من صديقه يصغي السمع اليهم وسعيد بلقائهم مجددا.
اخبار فلسطين؟
أصبحت إسرائيل. حزن إبراهيم. قال صفاء كنت انتظر خبرا افضل. لم يلتفتا اليه.
الله ينتقم منهم. فكر إبراهيم قليلا وسأله.
اخبار العُراق؟
افتقرت وكسرت عيننها…اكلها الفساد.
ماذا تقول؟ سأله متفاجأ وكيف للعراق أن يفتقر.
نشكو همنا الى الله. اتسعت عينا صفاء وشعر بغصة في قلبه.
اخبار ريهام يعقوب؟
الشهيدة! قتلوها.. ضرب صفاء جبينه.
سينتقم منهم الله شر انتقام.
ماذا عن إيهاب الزوني؟
قتل اول البارحة.
ابث شكواي وحزني الى الله. ارتفع صوت صفاء باكيا ولم يثير بكاءه شفقتهما.
ألا تخبرني. ما هي قضية شعوبنا الأساسية في هذا الزمان.
لا قضية لنا. لنا الله، والإسلام. صاح بهم صفاء. لا ينفذ الله رغباتكم بل يأخذ بيدكم، لقد جعلتم الدين لهوا.
التفت صفاء الى مرافقيه وقال الحمد لله انتهت الاجازة اريد العودة الى مكاني. وسلم على محمد وإبراهيم، لم يجيباه كانا منهمكان بلعبة النرد. وبينما كان في طريقه خارجا من المقهى سمع أصوات النرد التفت قائلا ” العبوا فما خلقتم الا للعب. نلتقي عام 2050.”
وخرج حتى وصل مكانه وودع مرافقيه واختفى خلف حجارة مكتوب عليها ” صفاء سلمان مجيد فارس السراي ابن ثنوة.
مر رجلان بالقرب من القبر سأل أحدهما الآخر لمن هذا القبر.
اجابه الآخر – حقيقة لا أعرف لكن يقولون هذا أول المتهورين من رجال ساحة التحرير. خسر شبابه.. ماذا كسب.
خرج صفاء من القبر ثانية ونادى على مرافقيه وما أن التفتا ابلغهما – لا تعودا الي في عام 2050. لن أخرج ثانية حتى يوم يبعثون..