لكل مناسبة مراسيمها … وعادة ما تظهر هذه المراسيم على صفحات وسائل التواصل الإجتماعي … قرأت كما قرأ الآخرون ، كلاماً كثيراً ومديحاً وافراً بحق الإمام علي ، يتعلق ( بمناسبة عيد الغدير ). من جملة ما لاحظت ، أن البعض حاول أن يحتكر الإمام علي لجهة او مذهب … في حين أن الإمام كان أكبر من ان تستقطبه جهة أو جماعة أو مذهب … فهو يلتقي مع كل أحرار العالم ، وكل المدافعين عن إنسانية الإنسان و حقوقه .. فجورج جرداق الكاتب اللبناني مسيحي ، وجبران خليل جبران ، وميخائيل نعيمة ، وجرجي زيدان، و سليمان كتاني ، وغيرهم الكثير من مختلف الديانات والمذاهب و المعتقدات ، كانوا يكنون للإمام المحبة والإحترام ويعتبرونه رائداً من رواد الحرية و الإنسانية .
الإمام ما كان يُطربه المديح ، ولكن يعجبه من ينتصر للحق …. ويبدو أننا حين نستغرق في المديح و نستنفر ما في البلاغة من طاقات ، وكأن هذا يُعبّر عن سلوك تعويضي عن الإلتزام بالمبادئ والقيم التي انتهجها الإمام ، فالعاجز عن الفعل ، يلجأ لكثرة الكلام … وإلّا لو كنا كما أراد الإمام ، لصرنا نعيش مجتمعاً يندر فيه الفساد والظلم .
فلقاء علي و غاندي و جيفارا ، هو لقاء المبادئ والأهداف السامية ، لا لقاء تبادل المديح و المجاملة على حساب الحق ، فلا نستغرب حين يكون جيفارا او مارتن لوثر كنج ، او غاندي ، او تولستوي ، او ابراهام لنكلن محرر العبيد ، لا نستغرب ان يكونوا أقرب من بعضنا ، بل من الكثير منّا إلى الإمام علي ، الذي لم يُجامل أخاه عقيل على الحق .
وبهذه المناسبة ، فان معظم بل الأعم الأغلب من رجالات السلطة والحكم في العراق كانت هواتفهم النقالة مستنفرة ولقاءاتهم حثيثة ، بتبادل التهاني والتأكيد للإمام بأنهم على العهد والولاية … أي عهد ، وأي ولاية .. ؟؟؟؟ !!! أنتم توالون من كان يتهيّب أن يعصي الله في نملة يسلبها جلب شعيرة ، حتى لو أعطي الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها . أنتم يامن جعلتم العراق في الدرك الأسفل من حيث الاقتصاد والأمن والخدمات الإجتماعية والصحية والثقافية ، وكل شئ يمس حياة المواطن … أنتم يامن بإسم الدين سرقتم قوت المساكين ، أنتم يامن باع البلد وما فيه . أنتم تبايعون علياً ؟؟؟!!! الفاسد والمُفسد ، أبعد الناس عن الإمام ومبادئه .