الاشارات الاولية للقاءات وفد احزاب المعارضة الكردستانية ( حركة التغيير والجماعة الاسلامية الكردستانية وحزب برهم صالح الجديد, التحالف من اجل الديمقراطية والعدالة ) لحكومة اربيل وحزب السيد مسعود البارازاني, الحزب الديمقراطي الكردستاني وكذلك وفد ( الاتحاد لوطني الكردستاني – بافل الطالباني ), كل على حدة, مع اطراف الحكومة الاتحادية تشير الى ان المشاكل بين الاقليم والمركز في سبيلها الى الحلحلة في اطار القانون والدستور, بعد ان عجزت حكومة السيد نيجيرفان البارازاني عن الأتيان بما هو مفيد لرفع معاناة ابناء شعبه بعد فشل استفتاء الانفصال وتداعياته وتعنت حكومته في تنفيذ التزاماتها الدستورية اتجاه الدولة العراقية.
لابد وان هذه اللقاءات قد ارعبت القائمين على الحكم في اربيل لأنها سحبت البساط من تحت ارجلهم وجعلتهم يترنحون… فهي دشنت ظهور بدائل كردستانية , تعبت حكومة بغداد في البحث عنها كشريك لها على مائدة المفاوضات, مستعدة وقادرة على تمثيل مصالح شعب الاقليم.
وكانت اولى ثمار هذه اللقاءات, تبويش مساعي ادارة اربيل الى توتير الاوضاع داخلياً وتمديد امد الازمة بأمل حدوث طاريء يقلب موازين القوى لصالحها فئوياً على حساب معاناة مواطنيها.
كما احبطت هذه اللقاءات مشاريع تأليبها القوى الدولية ضد الحكومة الاتحادية لتعقيد اوضاعها خارجياً, بدعوى رفض المركز للحوار مقابل استعدادها هي لذلك, وقد اعطت هذه اللقاءات رسالة واضحة لدول العالم بأن التملص عن الجلوس على مائدة المفاوضات كان من قيادة الاقليم في اربيل وليس من حكومة المركز.
وفدا الاقليم خرجا باستنتاج متفائل من اللقاءات مع الرئاسات الثلاث, وبالخصوص من اللقاء مع السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء.
ان اجراءات حسن النيّة التي ابداها السيد العبادي في فصل القضايا المتعلقة بمعيشة المواطن في الاقليم كرواتب موظفي الاقليم عن الخلافات السياسية, عبرت عن بُعد نظر وتُحسب له. كما ان تأكيد الوفدان التزامهما بوحدة العراق قد عززت امكانيات التوصل الى حل.
الحديث يجري ايضاً عن احتمالات قيام تحالفات بين هذه الاحزاب او بعضها والسيد رئيس الوزراء حيدر العبادي بما يدفع بمشروع الدولة العابرة للطائفية والاثنية الى النور, وهو ما يقوض وحدانية تسلط حزب البارازاني في الاقليم.
وهذا ما دفع السيد مسعود البارازاني هو ايضاً بالمقابل للبحث عن حليف مناسب له في المركز, ويبدو انه قد حصل على ضالته بشخص عدو الامس اللدود ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي بعد جولات غزل سياسي دارت بينهما على موجات الأثير نشرتها صحف ايضاً.
وهما في حقيقة الامر يلبقون لبعضهما البعض, والمشتركات بينهما عديدة, فهما يعانيان من خسارات وخيبات سياسية كبيرة, اودت بسمعتهما السياسية, شعبياً الى الهاوية. ولديهما سوابق تحالف وتوافقات تحاصصية ارهقت العراقيين وادمتهم.
والاهم من كل ذلك, لديهما عدو مشترك جاهزملبلب هو السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي رافع لواء مكافحة الفساد, وقد يكونان من ضحاياه لو شرع بها حقاً.
كما ان الجماهير في الاقليم كما في باقي مناطق العراق وصمت فترات حكمهما بالفاشلة والاستبدادية.
ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية في الاقليم, كما قيل, في نيسان القادم فأن تغييرات جوهرية سوف تطرأ على شكل حكومة الاقليم قد تستبعد وجوه الفساد والاستبداد عن السلطة او تحد من نفوذها.
ان ما تظهر من تطورات واعدة نتيجة هذه اللقاءات ستنعكس ايجابياً على احزاب المعارضة الكردية وتزيد من حظوظها امام شعبها للحصول على مقاعد وتأثير اكبر في البرلمان فيما لو لم يجر تزوير الانتخابات كما هو مألوف في كل انتخابات سابقة اسوة بسلوكيات أحزاب المركز الاسلامية.
تتكشف يوماً بعد يوم مظاهر التزوير التي مارسها حزب السيد البارازاني, الحزب الديمقراطي الكردستاني وتوابعه من احزاب السلطة على اطار واسع كما اشار لذلك مسؤولون في المعارضة بلغت نصف مليون صوت مزور, مما يعطي الشرعية للمعارضة لتمثيل شعب الاقليم لاسيما بعد اعادة تمديد عمل برلمان كردستان, بشكل مزاجي من قبل رئيس الاقليم السابق مسعود البارازاني بعد تعطيل غير شرعي له بعد سنوات ايضاً بمزاجية الحاكم الفرد.
لله در النائبات فأنها…. صدأ اللئام وصيقل الاحرار / لعلي بن محمد التهامي