الايتام هذه الكلمة المقدسة التي طالما تخللت هي بصدارة رحمانية ايات القران الكريم وهي تتحدث عنهم برقة وعطف كبيرين هذه الكلمة التي نسبت الى أطهر الخلق وسادتهم محمد وعلي صلوات الله عليهما بصراحة كم كنت خائفا ان تستعمل هذه اللفظة الوضيئة في غير معناها الذي وضعت لأجله كم كنت اتمنى ان لا تكون مجازا لشيء آخر وان تبقى هذه اللفظة وحيدة بعيدة مستثناة عن كل ما يدور في مباحث الالفاظ في المنطق وان تبقى خارجة عن اطر المجاز والاستعمالات والاستدراك بالقرائن لفهم المراد منها اصلا ام مجازا كم كنت اود ان يتركها الجميع لشأنها لآلمها لأحزانها وهمومها وان لا يدفع بها لسان بني البشر الى مكان آخر مليء بالقذارة والرجس انها جناية كبيرة ان لاتنجو هي ايضا من قبح الانسان وجرأته وتطاوله على كل شيء جميل لقد آلمني جدا ان لفظة الايتام باتت تهجر معناها الحقيقي القراني النوراني الى معنى آخر عندما صار منبر الفيس بوك يضعها في كل سطر في كل تعليق في كل رد هجومي سياسي على انها تحمل معنى الانانية والنفاق السياسي والتملق النفعي فصارت تستعمل في اتباع المالكي او ايتام الولاية الثالثة في باديء الامر كانت تلفظ ايتام المالكي اما اليوم قرأتها في أكثر من مكان مجردة عن الاضافة فقط الايتام ويراد بها ذاك المعنى السياسي المقيت العفن فخفت كثيرا ان يجري عليها حكم اللفظ المنقول كما ذكر في منطق المظفر في السطور التي سأكتبها في نهاية المقال فيصلب معنى هذه اللفظة على ايدينا بدون وعي منا كصلب المسيح وعندها نحتاج الى قرينة دالة لنؤكد او نفهم معناها الاصلي المقدس اليست جريمة ان نستعمل لفظا قرانيا يحبه الله كثيرا في مستنقع بعوض الساسة للاسف لم نعد نعي الاشياء الجميلة ونحاول ان نخسر كل شيء السطور التي وعدتكم بذكرها انفا هي (قد يكثر استعمال اللفظ في معناه المجازي بحيث يكون ذلك المعنى المجازي هو الذي يفهم من اللفظ بدون قرينة، ولا يفهم المعنى الحقيقي بدون قرينة، فهذا يسمى (منقولاً) مثل الصلاة فإن معناها الحقيقي الأصلي هو (الدعاء) بأي نوع كان، وبأي شكل صار واستعمالها في هذه الركعات المخصوصة مجاز، ولكن كثرة استعمالها في هذا المعنى المجازي، جعلها بحيث كلما يقال (الصلاة)، يفهم منها المعنى المجازي، ولا يفهم المعنى الحقيقي، فحينئذ يجب عند استعمال مثل هذا اللفظ وإرادة معناه الحقيقي، من الإتيان بقرينة تدل على أن المقصود من اللفظ معناه الحقيقي المهجور، مثل أن تقول: (صليت صلاة رؤية الهلال) فـ(رؤية الهلال) قرينة على أن المراد من (الصلاة) هو (الدعاء) لأن المستحب عند رؤية الهلال هو (دعاء) لا (صلاة) وأما عند استعماله في معناه المجازي ـ المنقول إليه ـ فلا يحتاج إلى قرينة، إذ يفهم المعنى المقصود بدون قرينة، فلو قلت (صليت صلاة) يفهم السامع أن المراد هي الصلاة ذات الركعات المعروفة لدى المسلمين، ولا يفهم (الدعاء) أصلاً.))