يكذب من يقول ان الحكومة لاتعمل على خدمة المواطن .. فالمواطن في نظر الحكومة هو الهدف ومايخرج من باطن الارض من ثروات نفطية هي الوسيلة لاسعاده .. فالحمد لله لايوجد في العراق جائع فكل الجياع اصبحوا في ظل المكاسب التي حققتها الحكومة متخمين حتى باتت الصناعة العراقية التي كان يعول عليها كثيرا في تشغيل افواج الجياع في خبر كان ومايشهد على ذلك تخمة السوق العراقية بالبضائع الاجنبية التي باتت لاتقوى ( المولات ) و( سوق مريدي) عرض المستورد .. حتى الفاكهة والخضروات العراقية انعصر قلبها وماتت وتم تشييعها ودفنت في مراسم حزينة بعد عمليات الغزو التي نفذها المغول ونقصد ما لذ وطاب من الفواكه والخضروات والمعلبات المستوردة .
قبل اكثر من من عقد من الزمان وتحديدا خلال فترة الحصار اعتلى عرش السوق العراقية ( الباذنجان ) بعد ان اصبح المواطن لايقوى على شراء احتياجاته من اصناف اخرى لتدني دخله الشهري .. حتى بات ( الباذنجان ) وحش الطاوة في ساحة المطبخ العراقي خاصة بعد ان ابتكرت المرأة العراقية وبما عرف عنها من تدبير وتقتير خبيرة في شؤون طهي ( الباذنجان ) وجعله اكثر تقبلا في المائدة العراقية بعد ان اضافت اليه المقبلات والمطيبات .
ورغم اختلاف الاراء والطروحات في اصل وحش الطاوة ( الباذنجان ) الا ان الاراء اتفقت على ان اصوله قد تكون من اواسط اسيا دخل العراق مع بدايات الغزوا المغولي للعراق كمستلزمات ساندة لجيش المغول .. في حين اعتبرت اراء اخرى ان اصوله قد تكون من مناطق في افريقيا لوجود شبه بين لونه الاسود ولون البشرة الافريقية وفي كل الاحوال فأن ( الباذنجان) استطاع خلال فترة الحصار ان يحتل مكانا مهما في المائدة العراقية وان يكون سيد الموقف خاصة بعد ان تزاوج مع مفردات البطاقة التموينية ليسد رمق العائلة العراقية ويسترها من جوع .
اليوم وبعد ان انتعش المواطن العراقي بعد ازدياد دخله وتعود اكل ( النمنمات ) اقدمت الحكومة على حجب مفردات البطاقة التموينية وتعويضها بمبلغ من المال هو في كل الحسابات لايقارن بقيمة مفردات الحصة التموينية هذا القرار حفز المرأة العراقية بعد ان كسرت الجرة ابتكار الى ابتكار صيغ جديدة لمواجهة الموقف من خلال تهيأة مستلزمات اخرى اكثر قدرة على سد رمق العائلة العراقية فباتت متحفزة لاستلام المبلغ المخصص وتوزيعه على ايام الشهر لشراء ( لفة فلافل ) يوميا خاصة وان ( الفلافل ) معروفة الاصل والفصل كونها دخلت العراق خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي مع افواج ( الجدعان ) المصريين الذين شاركونا رغيف الخبز فكانت ( الفلافل ) البديل الطبيعي عن وحش الشاشة ( الباذنجان ) تؤكل خارج نطاق اسوار البيت في المسرات والليالي الملاح لكن انعكاساتها الطبية غير محمودة العواقب خاصة اثناء فترة الليل كونها تعطي المواطن تنفيس لاخراج همومه .