مـثـلـمـا هـي مـبـادئ الـتـربـيـة الـسـلـيـمـة تـبـنـى عـلـى قـواعـد وأسس سـلـيـمـة ! ، كـذلك مـهـنـة ( الـعـلاقـات ) الـتـي هـي الآن عـلـمـا ً مـن الـعـلـوم الـعـصـريـة الـتـي تـدرّس فـي أرقـى جـامـعـات الـعـالـم ، لـمـا لـهـذا الـشـطـر الـحـيـوي مـن أثـر وأهـمـيـة فـائـقـة للـدول والـحـكـومـات والـشـركـات الـعملاقـة والـدبــلـومـاسـيـيـن وكـبـار الـمـوظـفـيـن والـمـسئـولـيـن الـتـنـفـيـذيـيـن ، ولـمـن يـرغـب فـي إظـهـار الـوجـه الـنـاصـع لـمـؤسـسـتـه ، أي ٍ كـان حـجـمـهـا ، أو حـتـى لـتـسـويـق بـضـاعتـه أي ٍ كـان نـوعـهـا أو صـنـفـهـا !
وعـلـى مـن يـريـد أن يـتـصـدر الـعـمـل الـسـيـاسـي أو الـحـزبـي أو الـنـقـابـي ( مـثـلا ً ) عـلـيـه أن يـرتـقـي بـكـادره ويـنـتـقـي ( Group belong to him ) لا عـلـى أسـاس الـعـواطـف الـجـيـاشـة أو درجـات الـقـربـى والـصـداقـات … أو غـيـرهـا ، مـن دون الـنـظـر والـتمـعـن الـمـفـرط بـالكـفـاءة والتـخـصـص والاقـتـدار ، لأنـهـا لا تـقـل قـدرا ً وأهـمـيـة ومسؤولية عـن مـزاولـة مـهـنـة الـطـب ( لأمـي ٍ عـشـّـاب ) أو سـبـاك ٍ يـدّعـي الـهـنـدسـة !
مـهـنـة مـديـر الـعـلاقـات (Relations Manager ) واضـحـة الـمـعـالـم ، صـافـيـة الـنـقـاء لا يـمـارسـهـا إلا ّ الـمـخـتـص والــخـبـيـر والـذي عـلـيــه أن يـكـون مـلـمـا ً كـحـد ٍ أدنـى بـعـلـم الـنـفـس الـتـطـبـيـقـي ، ومـهـارات الـفـراسـة والتـخـمـيـن ، وفـن الاتـصـال الإيـجـابـي بـالـجـمـاهـيـر ، وسـحـاء نـخـلـة لامـتـصـاص غـضـب الـغـاضـبـيـن ، وتـهـدئـة عـواطـف الـمـنـدفـعـيـن ، وصـدر مـنـفـتح ورحـب للـقـادمـيـن والـغـاديـن ، ووجـهـا ً نـاصـع الـبـيـاض لـمـن يـكـون مـنـسـقـا ً لـعـمـلـهـم ! … ولا يـدنـو مـنـهـا قـطـعـا ً الأرعـن والـمتـشـنج والـمـداهـن والـكـذّاب والـمحـابـي وعـديـم الـذوق والـمـتـلـكـئ نـطـقـا ً وعـمـلا ً والـمـرائـي والـمـنـافـق ، والـدجـال الـذي يـبـعـّـد الـقـريـب ويـقـرّب الـبـعـيـد ، ويـصـغـّـر الـكـبـيـر ، ويـحـجــّم الـضـخـم الـمـهـول ، ويـهـوّل الـعـنـكـبوت ، ولا يـنـاط إطـلاقـا ً لـذوي الـعـاهـات الـنـفـسـيـة والـبـدنـيـة ، ولا تـحـديـدا ً لمـن يرزحون تـحـت وطـئ مـشـاكـل عـائـلـيـة وأسـريـة مـزمـنـة ( وعـاجـزون عـن حـلـهـا )
إذ كـيـف يـمـكـنـك الاستـغـاثـة وطـلـب الـعـون والـمـسـاعـدة فـي حـل شـاكـلـتـك الإداريـة مـن شـخـص ( مـثـلا ً ) عـاجـز عـن حـل مـشـاكـلـه الـعـائـلـيـة ، وكـيـف يـصـغـي إلـيـك بـهـدوء ورويـة ، ثـم يـمـعـن الـنـظـر بطـلـبـك الـمـشـروع ويـحـقـــق مـا تـصـبـو إلـيـه ، مـن دون أن يـؤذيـك بـلـذة ٍ وتـشـف ٍ ! ويـحـاول إرهـابـك عـنـدمـا يـدرك إن ذلك مــمـكـنـا ً ، ويـسـتـشـيـط غــيـضـا ً وغـضـبـا ً عـنـدمـا يـدرك بـحـسـه الـغـريـزي أنـك أكـثر مـنـه مـقـدرة وكـفـاءة . وكـأنـك قـادم لـخـلـعـه مـن مـسـامـيـر كـرسـيـه الـتـافـه !
كـنــت قـد عـرجـت عـلـى قـيـمـة التـربـيـة كـونـهـا الأسـاس الأول لـبـقـيـة الـقـيـم والأخلاقـيـات فـي سـلـوك أي فـرد ، والـيـنـبـوع الـرافـد لـجـعـفـر الـمـعـارف والأسـاسـيـات فـي نـهـوض الـشـعـوب والـمـجتـمـعـات ، وهـي الـقـاعـدة الـصـلـبـة لـبـنـاء أجـيـال تـحـمـل كـافـة مـعـانـي الـرفـعـة والـفـضـيـلـة والـسـمـو .
ولـن أتـحـدث الآن فـي ( الـعـلاقـات ) لأن مـا حـصـل مـعـي مـنذ قـرابـة أكـثـر مـن أسـبـوع هـو مـا دفـعـنـي لتـسـجـيـله هـنـا كـون الـمـفـارقـة الـغـريـبـة وقـعـت عـلـى أرض الـنـاصـريـة ، والتـي سـأرويـهـا : –
يـشـهـد الـحـق وضـمـيـري ، أن كـل مـا سـأقـولـه قـد حـصـل مـعـي فـعـلا ً ، ولمـّا أزل بـعـد تـحـت وطـئ الـصـدمـة والـذهـول ، وأكـرر قـسـمـي بـأن كـل مـن سـأذكـرهـم بالاسم سـوف لـن أتـجـنـى أو أفـتـري أو أظـلـم مـنـهـم أحـدا ً ، ومـع أنـه ( واحـد ٌ فـقـط ) ولـن أتـزلـف أو أجـامـل أو أحابـي كـائـنـا ً مـن كـان ومـع إنـهـم كـثـر ! (و مـا فـعـلتـهـا مـن ذي قـبـل ٍ ، ولـن أفـعـلـهـا مـن بـعـد )
وللأسـى قـصـة ُ وحـكـايـة : –
كـنـت قـد تـلـقـيـت دعـوة ، وإلـقـاء كـلـمـة فـي واحـدة مـن الـمـهـرجـانـات الإعـلامـيـة بـالـمـركـز الـثـقـافـي فـي مـديـنتـي الـحـبـيـبـة سوق الـشـيـوخ ، وهـي ّ ذكـرى عـزيـزة عـلـى نـفـسـي وهـو ( العـيد الـحـادي عـشـر لـمـوقـع سـوق الـشـيـوخ ) الأغـر ، ومـع اعـتـلال صـحتـي ، فـلا مـنـاص مـن أن ألـبـي هـذه الـمـنـاشـدة الـطـيـبـة .
وبـاخـتـصـار شـديـد جـدا ً ، احتـفـلـت مـع الـجـمــع الـطـيـب مـسـاء يـوم الـسـبـت 29 / 10 / 2011 وكـان لـزامـا ً عـلـي َ أن أبـات تـلـك الليـلة مـع المضيـفـيـن .
وصـبـاح الأحـد وأثـنـاء عـودتـي إلـى بـغـداد خـطـرت لـي فـكـرة الـمـرور بـديـوان مـحـافـظـة ذي قـار ، وإلقـاء التـحـيـة عـلـى الـسـيـد الـمـحـافـظ ( كـبـرقـيـة مـرور ) مـتـغـنـيـا ً بـبـيـتِ شـعـر ٍ مـن ( مـيـمـيـة ) الـشـاعـر أبـو الـطـيـب الـمتـنـبـي : –
( وبـيـنـنـا لـو رعـيـتـم تـلـك مـعـرفـة ٌ …. إن الـمـعـارف َ فـي أهـل الـنـهى ذمـم ُ )
وتـبـا ً وقـبـحـا ً لـمـا حـصـل :
اتـصـلـت عـن طـريـق الاستـعـلامـات بـالـسـيـد سـكـرتـيـر الـسـيـد الـمـحـافـظ ، صـبـاح يـوم الأحـد الـمـوافـق 30 / 10 / 2011 وأذن لـي مـشـكـورا ً بـالـدخـول … واستـقـبـلـنـي بـالـحـفـاوة ، واسـتـضـافـنـي بـالـتـرحـاب، مـع استـكـان الـشـاي الـعـراقـي ، وسـألـنـي بـعـد هـنـيـهـة عـن وجـهتـي بـمـنتـهـى اللـطـف والـدمـاثـة . فـأخـبـرتـه أنـي أود زيـارة الـسـيـد الـمـحـافظ وإلـقـاء التـحـيـة عـلـيـه ( وقـوفـا ً ولـبـضـع ثـوان ٍ ) فـتـأسـف الأستـاذ ( ثـامـر ) بـشـدة عـن عـدم وجـود الـسـيـد الـمـحـافـظ هـذا الـيـوم بـمـكتـبـه فـي ديـوان الـمـحـافـظـة لانـشـغـالـه بـمـهـام عـمـل ، وجـولات مـيـدانـيـة تـفـقـديـة فـي أطـراف الـمـحـافـظـة ، واستـفـسـر إن كـنت بـاق ٍ حتـى يـوم غـد الاثنين فـي الـنـاصـريـة لـيـلـبـي لـي هـذا الـطـلـب ، وغـادرتـه شـاكـرا ً حـسـن حـفـاوتـه ، ورحـابـة صـدره ، ووعـدتـه بـالإيـجـاب .
وفـي اليـوم التـالـي ذهـبـت فـي بـدايـة الـدوام وجـلـست فـي غـرفـة الـسـكـرتـيـر قـرابـة الـسـاعـة ، وأيـقـنـت مـن خـلال الـمـراسـيـم أن لـدى الـمـحـافـظ ضـيـوف لـديـهـم قـضـيـة نـزاع مـلـكـيـة حـول مـدرسـة ، وتـدخـل الـمـحـافظ فـي حـل الـنـزاع الـقـائـم بـيـنـهـم وبـيـن رئـاسـة جـامـعـة ذي قـار ، وبـعـدهـا خـرج رجـال يـرتـدون المـلابـس الـعـشـائـريـة التـقـلـيـديـة ، وعـرفـت مـن بـيـنـهـم الـسـيـد ريـاض الـسـيـد كـريـم الـهـدام ، وتـعـانـقـنـا .
أخـذ الـسـكـرتـيـر هـويـتـي مـع قـصـاصـة ورق تـعـريـفـيـة وغـادر الـغـرفـة ، ثـم عـاد لـيـصـطـحـبـنـي إلـى غـرفـة الـسـيـد أحـمـد كـبـاشـي ( مـديـر الـعـلاقـات ) والـذي أول خـطـوة ( عـلاقـيـة !!! ) أبـداهـا الـسـيـد الـمـذكـور ، أن صـافـحـنـي جـالسـا ً فـظـنـنـت ( وإن بـعـض الـظـن إثـم ٌ ، أن الـرجـل ربـمـا يـكـون مـعـاقـا ً ) أو مـريـض !
وبـعـد أن أذن لـي بـالـجـلـوس ، قـال : ( شـتـريـد ) مـن الـمـحـافـظ أعـدت لـه مـن جـديـد الـرواية ، قـال : الـمـحـافـظ مـشـغـول ولـديـه زوار ، ويـمـكـن اعـتـبـار سـلامـك واصـل ، قـلت : أعـلـم ، ولا يـمـكـن أن يـكـون أي مـحـافـظ فـارغـا ً أثـنـاء الـدوام وبـعـده ، ولـكـنـي وددت أن أستـفـسـر مـنه ( بـعـد أن أعـيـانـي الاستـفـسـار ) وقـد قـابـلت يـوم أمـس الـسـيـد الـمـعـاون الـفـنـي ، ولـيـس لـه أي اطـلاع بــمـوضـوع قـطـع الأراضـي الـسـكـنـيـة الـمـمـنـوح للـصـحـفـيــين ، والتـي صـادق عـلـيـهـا مـجـلـس الـوزراء قـبـل أكـثـر مـن عـام ، ووصـلـت الـمـعـامـلات الأصـولـيـة مـن نـقـابـة الـصـحـفـيـيـن الـمـركـز الـعـام ،قـبـل سـبـعـة أشـهـر واسـتـوفـت كـامـل الـشـروط والـضـوابـط فـي مـديـريـة بـلـديـة الـنـاصـريـة قـبـل خـمـسـة شـهـور ، وأن صـحـفـيـي الـبـصـرة والـمـثـنـى والـعـمـارة اسـتـلـمـوا أراضـيـهـم مـنذ عـدة أشـهـر ، قـال : نقـابـتـكـم (( مـخـربـطـه )) ! ولا أعرف أي نـقـابـة يـعـنـي ، الـمـركـز أم الـفـرع ، قـلت دعـنـي أرى الـسـيـد الـمـحـافظ حتـى لـو نـهـايـة الـدوام ، قـال : سـأحـاول ، ولـكـن إن قـابـلت الـمـحـافـظ ( فلا تـزعـجـه ) لآن الـمـحـافـظ ( يـنـزعج بـسـرعـه ، ويـصـيـر عـصـبـي بـس يـضـوجـه واحـد ) … وإذا دخـلـت عـلـيـه ( وضـاج ، بـس أأشـرلـك تخرج بـسـرعـه ) !
لا أعـلـم لـمـاذا انـتـابـنـي إحـسـاس غـريـب ، وهـو مـزيـج مـن الـرعـب المـخـتـزل فـي الـعـقـل الـبـاطـن واللا ّ وعـي ، وشـعـرت بـأنـي أمـام ( مـحـمـد الـشـفـل ) فـي حـجـرة التحــقيـق ، بـإحـدى مـديـريـات الأمـن الـسـابـق ، لا أمـام – مـديـر عـلاقـات – !!!
ولـكـي أرطـب وألـطـف الـجـو ، أوحـيـت إلـيـه بـأنـي رجـل إعـلامـي وأجـيـد إلـى حـدٍ مـا فـن الأتـكـيـت وعـلـم ( البروتوكول ) ومـستـشـار لـوزيـريـن سـابـقـيـن فـي وزارتـي الـداخـلـيـة والـبـلـديـات ورئـيـسـا ً لـقـسـم الـتـشـريـفـات ، وعـضـو عـامـل فـي نـقـابـة الـصـحـفـيـيـن الـعـراقـيـيـن – المركـز – ، وعـضـو فـي اتـحـاد الـصـحـفــييـن الـعـرب واتـحـاد الـصحـفـيـيـن الـعـالـمـي ، وزرت أكثـر مـن أربـعـيـن دولـة فـي الـمـعـمـورة ، وقـسـم مـن هـذه الـزيـارات كـانـت رسـمـيـة ، وإن مـا قـدمـه لـي مـن شـرح يـمـكـن أن يتـلـى عـلـى شـخـص قـادم مـن صـحـراء الـرطـاويـة أو جـزر الـواق واق .
فـي هـذه الأثـنـاء دخـل شـاب ريـفـي يـسـأل عـن مـعـامـلتـه ، فـقـال لـه الـسـيـد مـديـر الـعـلاقـات ( ذيج الـمـعـاملات روح دوور عـلـه مـعـامـلتـك ! )
وبـعـد كـل هـذا الاستـجـواب والتـعـلـيـمـات الـرشـيـدة ، أخـذ هـويتـي وقـصـاصـة الـورق الـتـعـريـفـيـة ،وفـتـح باب غـرفـتـه وسـار بـالاتـجـاه الـمـغـايـر لـمـكتـب الـمـحـافظ ، وعـاد بعد أربـعـة دقـائق ورمـى الـهـويـة أمامـي عـلـى الـطـاولة بطريقة ( Stock gambling ) وقال : المـحـافـظ مـشـغول …… !
وقـبل أن أغـادر مـكتـبـه حـررت طـلـبـا ً ورجوتـه أن يـحـدد لـي مـوعـداً آخـر ، فـكـان رده الـشـافـي والـوافـي ((( سـجـل أسـمـك ))) بـالاستـعـلامـات .
تـشـكـرت مـنـه وعـدت أدراجـي إلـى بـغـداد وفـي رأسـي الـعـشـرات مـن عـلامـات التـعـجـب والاسـتـفـهـام والاسـتـغـراب ، إذ كـيـف حـصـل كـل هـذا مـن شـخـص هو الـبـوابـة الأخـيـرة لـمـكتـب الـمـحافـظ ، وعـنـوانـه الـصـريـح ولـوحـتـه تـشـيـر إلى أنـه ( مدير العـلاقـات ) ولـو أن مـا حـصـل مـعي مـن مديـر حـسـابـات أو مـوظـف فـي الأرشـيـف أو أي مـوظـف آخـر ، لـمـا ألتـفـت إلـى الأمـر قـطـعـا ً .
وأعـادتـنـي الـذاكـرة إلـى الـسـنـوات التـي قـضـيـتـهـا فـي أستـرالـيـا ، وكـيـف أن مـوظــفة الـبـنـك تـبـتـسـم فـي وجـهــي وتـقـول لـي شـكـرا ً وهـي تـعـطـيـنـي مـنـحـة الـعـاطـلـيـن ، قـبـل أن تـنـتدبـنـي ( Department of Immigration in Australia ) كـعـراقـي وحـيـد مـسـتشـارا ً لـشـؤون الجـالـيـة الـعـربـيـة والإسلامـيـة بـمـكتــب الـسـيـد ( بـوب كـار ) رئـيـس وزراء ولايـة ( N . s . w – نـيـو سـاوث ويـلـز – بـأستـراليـا ) وهـذه الـدائرة الـتـي اسـتـحـدثـت بـعـد أحـداث الـحـادي عـشـر مـن ( سـبـتـمـبـر ) أيـلـول عـام 2001 ، وجـريـمـة بـالـي الـمـروعـة الـتـي راح ضـحـيـتـهـا قـرابـة سـتـيـن طـالـبـا ً أستـرالـيـا ً فـي أندنـوسـيـا ( جـنـوب شـرق أسـيـا ) ومـهـمـة هـذه اللـجـنـة الاسـتـشـاريـة هـي الـبـحـث عـن الـجـواب الـمـقـنـع للـسـؤال الـمـدهـش عـن سـر كـراهـيـة الـجـاليـات الإسـلامـيـة للـغـرب ؟ مـع أنـهـا تـنـعـم بـعـيـشـه الـرغـيـد ، وتـتـمـتـع بـكـامـل حـقـوق الـمـواطـنـة الـتـي حـرمـت مـنـهـا فـي أوطـانـهـا الأصـلـيـة … فيتساءلون هـل أنـتـم جـاحـدي نـعـم ونـاكـري جـمـيـل … أم مـاذا ؟
وكـنـت قـد أجـبـت عـن مـعـظـم الـحـلـقـات الـمـفـقـودة لـهـذا الـسـؤال الـذي لا زال يـربـك الـغـربـيـيـن ، فـي سـلـسـلـة مـقـالات بـجـريـدة ( الـتـلـكـراف ) الـصـادرة فـي سـدنـي ، والـتـي عـلـمـت فـي مـا بـعـد أنـهـا ( أي الـمـقـالات ) سـبـب اخـتـيـاري لـهـذا الـعـمـل ، وعـرفــت حـيـنـهـا أنـهـم يـقـرؤون كـل شـيء !
إذاً كـيـف لـم يتـعـلـم الـسـيـد أحـمـد كـبـاشـي مـن تـجـارب هـذا الـشـعـب اللـطـيـف ؟ وقـد قـضـى سـنـوات عـديـدة بـين أكـنـافـه قـادما ً مـن الـيـمـن ولاجـئـا ً مـضـطـهـدا ً مـن الـنـظـام الـمـقـبـور . وهـل هـنـالك مـن صـلـة وصـل مـا بـيـن الـتـدريـس والـعـلاقـات الـعـامـة ، لا شـيء سـوى الـقـراءة والـكتـابـة !
لا أريـد أن أعـلـق عـلـى مـا حـصـل لـجمـلـة أسـبـاب ، وأتـرك الـبـاقـي لـذوي الـشـأن ، والـقـارئ اللـبـيـب ، وأستـمـيـح عـذرا ً شـديـدا ً جـمـيـع الـزمـلاء والأصـدقـاء الـذيـن حـاولـوا ثـنـيـي عـن نـشـر هـذه الـحـادثـة فـي وسـائـل الإعـلام ، (( ومـسـحـهـا بـلـحـاهـم ، كـمـا قـالـوا )) ومـنـهـم الـزمـيـل كـاظـم الـعـبـودي مـن دائـرة إعـلام الـمـحـافـظـة ، والـصـديـق الـعـزيـز الـدكتـور حـامـد الـشـطـري التـدريـسـي فـي قـسـم الإعـلام بـكـلـيـة الآداب جـامـعـة ذي قـار ، وبـقـيـة الأعـزاء …