ادلى اسامة النجيفي بتصريحات صريحة وشجاعة قبل ايام حول قضايا عدة تدين التدخل الايراني في الشأن العراقي وما يشبه تنسيقاً مباشرا أو غير مباشر بين إيران وداعش في الاحداث العراقية إلا ان قولاً له استوقفني وهو أن( إيران تدعم المشروع الطائفي في العراق.. و لا يوجد أي دعم عربي للمشروع الوطني السني في العراق). وليس النجيفي وحده يلوم العرب على عدم اسنادهم للسنة العراقيين، اذ سبقه أخرون الى ذلك وسيليه أخرون الى ذلك أيضاً. ولكن اليس من حق العرب الامتناع عن التضامن مع العرب السنة العراقيين؟ بعد أن ذاقوا (العرب) منهم الامرين خلال حكمهم للعراق بين عامي 1921 و2003 اذ على امتداد العقود بين العامين اظهر السنة العراقيون اطماعهم في الكويت، بل ان الطمع هذا ما برح يراود قادتهم وهم خارج السلطة، ثم أو لم يكن العرب السنة العراقيون احتلوا الكويت 1990-1991 وقصفوا السعودية والامارات بالصواريخ.؟ كما لم يكونوا حراس أمناء للبوابة الشرقية قط حين لم يميزوا بين الكويت وإيران؟ ولو قمت بمراجعة لأدبيات القوميين العرب العراقيين من بعثيين وناصريين والاسلام السياسي السني العراقي لوقفت على اتهامات لكل الدول العربية الملكية الخليجية وغيرها بالرجعية و الفساد والعمالة لأمريكا واسرائيل وو.. الخ فضلاً عن ما ذكرته وهو على سبيل المثال، فان النظام السني العراقي 1921-2003 كان مشروع تأمر دائم على سوريا وغيرها من الدول العربية، وبهذا فأن من الصعب التمييز بين الدورين: السني العراقي والايراني السلبي تجاه الدول العربية، لا اجانب الحقيقة اذا قلت ان سياسة النظام السني في العراق سابقاً كانت أخطر على العرب من سياسة إيران عليهم.
ان من حق الدول العربية وشعوبها ان تتحفظ أو تمتنع عن دعم واسناد السنة العراقيين للأسباب المار ذكرها، رغم الحياة الرهيبة التي يعيشها السنة العراقيون الان ومنذ اعوام وتقع المسؤولية الكبرى في ذلك على عاتق الحكام السنة السابقون وقادتهم الحاليون .