23 ديسمبر، 2024 7:03 ص

لغة و منطق ملالي إيران

لغة و منطق ملالي إيران

هناك وجهان للواقع الانساني، وجه أبيض و وجه أسود، وجه يشع خيرا و نبلا و قيما و مبادئ تخدم الانسانية و التطور، وجه يقطر شرا و يمطر من الخبث و اللؤم و العدوانية و معاداة الحرية و التقدم وکل ماهو إنساني و حضاري، لئن کان هناك إختلاف کبير بشأن تحديد دولة تعکس الوجه الابيض للواقع، لکن قطعا ليس هناك من خلاف أو إعتراض على تحديد النظام الديني المتطرف في طهران على إنه الوجه الاسود للواقع الانساني.جرائم و إنتهاکات و تجاوزات الممارسات القمعية للنظام الديني المتطرف في إيران لم تتوقف ولو لوهلة واحدة منذ تأسيسه، فهذا النظام المتعطش للقتل و الابادة و الاستبداد و معاداة الانسانية عامة و النساء بوجه خاص، يجد في إستمراره على نهجه الهمجي هذا بمثابة الاوکسجين الذي يعيش عليه فيما يجد من الاجواء الإيجابية التي يتنسم فيها الشعب عبير الحرية و تحصل المرأة على حقوقها کاملة غير منقوصة و تسود العدالة الاجتماعية في سائر أرجاء إيران، بمثابة الجو الخانق الذي يخنق هذا النظام و يقضي عليه قضاءا مبرما.لغة و منطق نظام الملالي المتطرفين الدمويين المصدرين للإرهاب و الجريمة في طهران، يمکن إختصارها بجملة موجهة للشعب الايراني و لشعوب المنطقة و العالم وهي: أقتلکم کي لاتقتلونني. ولذلك فإن الذي يتابع الاوضاع في إيران يجد أن الاعتقالات و مصادرة الحريات و الاعدامات و إنتهاکات حقوق الانسان و معاداة المرأة و تصدير التطرف الديني و الارهاب للمنطقة و العالم مستمرة على الدوام و دونما توقف.نظام الملالي الذي يسعى ليل نهار من أجل تلميع صورته و وجهه القبيح، ويحاول من خلال قناع الاصلاح و الاعتدال المزيف و الواهي أن يخلط الاوراق و الحقائق کي يحقق أهدافه و غاياته المشبوهة و المعادية ليس للشعب الايراني فقط وانما للإنسانية جمعاء، لکن مايرتکبه من جرائم و إنتهاکات و مجازر هي من الضخامة بحيث لايتمکن من التستر عليها، ولهذا فإن التقارير المختلفة الواردة بشأن الاوضاع في إيران، تميط اللثام عن الواقع المزري الذي يعيشه الشعب الايراني في ظل هذا النظام و الذي هو بحق و حقيقة الوجه الاسود للواقع الانساني بکل ماللکلمة من معنى.ماورد أخيرا بشأن إنتهاکات حقوق الانسان في إيران و الذي هو يعکس و يجسد مرة أخرى مايجري في إيران في ظل هذا الحکم الدکتاتوري الدموي البغيض، عبارة عن التقرير السنوي الذي قدمه شهيد أمس الخميس، لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في دورته 31 المنعقد في جنيف، والذ ي کشف فيه إن ‘عمليات الإعدام في إيران، ما زالت في ارتفاع، حيث شملت توجيه الاتهامات إلى من هم دون السن القانوني، إضافة إلى التمييز ضد المرأة، وكذلك القيود المفروضة على النشطاء السياسيين’، مستطردا بأن’عمليات قمع تتزايد ضد الأقليات الدينية في إيران خاصة ضد السنة والبهائيين’ وقد طالب المقرر الأممي طهران بوقف إعدام القاصرين والأحداث، وعبر عن ‘دعمه لقرار السلطات الإيرانية القاضي بتخفيض عمليات الإعدام ضد المتهمين في تهريب المخدرات’، کل هذا يثبت مرة أخرى للمجتمع الدولي لغة و منطق ملالي إيران الحقيقي و الواقعي للتعامل و التعاطي مع الشعب الايراني و المجتمع الدولي، وإن هذا النظام الذي فقد صلاحيته منذ أن بدأ الشعب الايراني يقاطع مهزلة الانتخابات هو نظام غير جدير أبدا بالشعب الايراني خصوصا و بالانسانية عموما وإن السجل الاسود لهذا النظام والذي يحفل ب 60 قرار إدانة دولية ضده لإنتهاکات حقوق الانسان ناهيك عن ماقد إرتکبه و يرتکبه بحق شعوب المنطقة بفعل تصديره للتطرف و الارهاب الاسلامي لها، يستدعي بالضرورة للإلتفات مرة أخرى لما قد طالبت به زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي بإحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي من أجل إيقاف الدولاب الدموي الدائر في إيران.