10 أبريل، 2024 1:24 م
Search
Close this search box.

لغة غير مجدية بالمرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

مع مناقشة مناقشة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الاثنين الماضي وحتى الجمعة المقبل، مشروع قرار يدين النظام الايراني، ولاسيما بعد أن ضاقت البلدان الغربية ذرعا بمماطلات ومراوغات النظام الايراني فيما يخص الرد على تساٶلاتها حول إکتشاف اليورانيوم في ثلاثة مواقع، سارع النظام الايراني وقبل صدور أي قرار بإدانته الى التأکيد على رفضه لمشروع القرار وإنه سيرد على أي قرار من هذا النوع.
طوال ثلاثة عقود من المفاوضات والتواصل مع النظام الايراني فيما يخص برنامجه النووي وعدم تحقيق أية نتيجة حاسمة، صار واضحا بأن النظام ليس يماطل فقط وإنما حتى إنه لايريد أبدا حسم موضوع برنامجه النووي وفي کل دورة محادثات جديدة يعتمد أساليب اللف والدوران والمراوغة والتي صار يجيدها ويتمادى في إستخدامها في کل مفاوضات يجريها.
المشکلة الحالية مع النظام الايراني هي مشکلة حقيقية ذلك إن المفتشين الدوليين للوکالة الدولية للطاقة الذرية، قد إکتشفوا آثار يورانيوم في ثلاثة مواقع إيرانية ومع إنهم قد وجهوا الاسئلة للنظام الايراني وفي ثلاثة جلسات مختلفة بخصوص ذلك، لکنهم لم يتلقوا لم يتلقوا أية إجابة بل ظل النظام الايراني کعادته يسعى لإشغال الوکالة الدولية للطاقة الذرية بأمور ومسائل أخرى لاعلاقة لها بأصل الاسئلة المطروحة، وبطبيعة الحال يجب علينا أن لاننسى بأن هذا النظام قد أدخل المفاوضات النووية في مطب مطالبته بشطب حرسه الثوري من قائمة الارهاب، وهو أمر خارج موضوع المفاوضات لکنه أصر على ذلك حتى جعله شرطا، وبذلك فإن الذي يتوضح هو إن النظام يسعى مجددا لإستخدام العامل الزمني من أجل تحقيق أهدافه من خلال جعل إطالة المفاوضات وسيلة من أجل تحقيق غايته.
الملفت للنظر هو إن البلدان الغربية التي سارعت من أجل إتخاذ إجراءات إستثنائية ضد العراق وليبيا على خلفية برامج اسلحة الدمار الشامل لديهما والتي تعاونا الى أبعد حد وحتى إن برامجهما لم يصل أبدا الى مستوى الخطورة التي بلغها برنامج النظام الايراني، فإنهم وکما يبدو واضحا يتعاملون بسعة صدر وصبر ملفت للنظر مع النظام الايراني على الرغم من إن الاخير قد أثبت کذبه وخداعه وتمويهه لهم.
اللغة التي تتعامل بها البلدان الغربية مع النظام الايراني بخصوص برنامجه النووي، هي لغة غير مجدية بالمرة وقد أثبتت عقمها طوال العقود الثلاثة الماضية، والحقيقة التي يجب على البلدان الغربية أن تعيها وتضعها في حسبانها هي أن الطريقة الوحيدة لوقف مشاريع الأسلحة النووية لهذا النظام هي إعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن الست، وتفكيك المواقع النووية وأنشطة التخصيب التابعة للنظام بالكامل، وإجراء عمليات التفتيش في أي وقت وفي أي مكان.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب