23 ديسمبر، 2024 11:29 ص

لغة المناشدة والحث لاتنفع لمخاطبة طهران

لغة المناشدة والحث لاتنفع لمخاطبة طهران

يبدو إن التقارير المقلقة بشأن السعي المحموم لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل التوصل الى إنتاج القنبلة النووية باتت تتزايد بصورة ملفتة للنظر والذي يزيد من حدة القلق الدولي إن التقارير صادرة من الوکالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يلفت النظر أکثر إن وتيرة السعي المحموم لطهران في تسارع غير عادي منذ بدء محادثات فيينا معها بشأن العودة للإتفاق النووي، ويظهر واضحا بأن طهران کعادتها المعروفة عنها، تقوم بإستغلال واضح للأجواء الودية التحفيزية معها في تلك المحادثات وإنها تقوم مرة أخرى بإدخال المفاوضين في أمور وقضايا فرعية من أجل الابتعاد عن المسائل الجوهرية التي تعمل على الحيلولة دون إستمرار المساعي المشبوهة من أجل إنتاج الاسلحة الذرية.
التقرير الاخير المقلق بشأن البرنامج النووي الايراني أشار الى أن إيران قد سرعت تخصيبها لليورانيوم إلى درجة تقترب من مستوى الأسلحة. وهذا التقرير يأتي بعد أن كانت فرنسا وألمانيا وبريطانيا قد أبدت الشهر الماضي قلقها البالغ إزاء تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكدت أن إيران أنتجت لأول مرة معدن يورانيوم مخصب بدرجة نقاء انشطاري تصل إلى 20% ورفعت الطاقة الإنتاجية لليورانيوم المخصب إلى 60%. وفي ضوء التقرير الاخير، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن ألمانيا حثت إيران، اليوم الأربعاء، على استئناف المحادثات بشأن الاتفاق النووي، حيث قالمتحدث باسم الوزارة في إفادة صحفية: “نناشد إيران بقوة العودة إلى طاولة المفاوضات بشكل بناء وفي أسرع وقت ممكن.. نحن مستعدون للقيام بذلك، لكن الإطار الزمني لن يكون مفتوحا إلى أجل غير مسمى”، لکن الذي يجب ملاحظته هنا، إن النظام الايراني ومنذ أن بدأ مشوار محادثات فيينا فإن اسلوب ونمط تعامله وتعاطيه مع المفاوضين الدوليين في هذه المحادثات قد طرأ عليه تغييرا غير عاديا لاحظته البلدان التي تفاوض النظام الايراني في فيينا، إذ بدأت بالممطالة والتسويف وإشغال المحادثات بأمور وقضايا ثانوية تعيقها عن الامور الجوهرية والاساسية.
عندما تحفز وتناشد ألمانيا أو غيرها من دول العالم النظام الايراني بالعودة لطاولة المفاوضات فيما يعمل الاخير وبطريقة ملفتة للنظر على التلکٶ والمماطلة والتسويف في المفاوضات من جهة وفي العودة إليها من جهة أخرى، فإن ذلك يدل وبصورة واضحة جدا على إن النظام الايراني يعمل کل مابوسعه من أجل المضي قدما من أجل تطوير برنامجه النووي والتوصل لإنتاج القنبلة الذرية وإن الاتفاق النووي لعام 2015، وکذلك محادثات فيينا وکل ماقد عمله المجتمع الدولي من أجل حث النظام الايراني على التخلي عن مساعيه المشبوهة من أجل إنتاج الاسلحة الذرية، لم تجد نفعا ولاسيما في ضوء ماقد ذکرته التقارير الاخيرة، ومن دون أي شك فإن لغة المناشدة والحث لاتنفع لمخاطبة طهران کما أثبتت التجارب الماضية بل إن لغإة الحزم والصرامة والقوة هي وحدها من يمکن أن تٶثر على طهران وتجعلها تنصاع للأمر الواقع.