8 أبريل، 2024 11:11 م
Search
Close this search box.

لغة العصافير

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما يجلس الانسان في وقت مبكر وتكون بالقرب منه حديقة يسمع منها اصوات العصافير والطيور بكل انواعها وهي تطلق اعذب الالحان مصحوبة بزغاريد الصباح..
وبما اننا لانفهم لغة الطيور الا اننا نستنتج ونحلل ما تقوله بينها هذه المخلوقات العجيبة.. والاصعب لو اننا عرفنا ان هذه الطيور الجميلة تشعر بكل معاناتنا وتعرف كل تفاصيل حياتنا وبدقة فتحليلاتنا تقول انها تقوم منذ الصباح الباكر بالتسبيح لخالقها وتشكره على يومها الجديد الجميل او ربما تهدي بعضها البعض عبارات الصباح الجميلة كصباح الخير او يوم سعيد..
. ولكن العجب الكبير لوتخايلنا ابعد من ذلك واكتشفنا انها تعرف مفردات حياتنا اليومية عندها سوف نجد في كل مدينة طيور تعيش حالة تختلف كليا عن المدينة الاخرى. فمثلا عصافير وطيور مدينتا الجميلة مدينة الموصل سوف تتكلم عن معاناة اهلها وتخيل قارئي الكريم عندما تخرج من الصباح وتسمع زغزغة العصافير وهي تقول فيما بينها هذا المسكين ذهب لإنجاز معاملة البطاقة الوطنية الموحدة لأنه لا يستطيع ان يتجول في مدينته بدونها… او انه ذهب لإنجاز جواز سفر كونه لا يستطيع السفر بدونه..
ويالعجب العجاب مخلوقات بسيطة تنتقد طريقة حياة الانسان هذا الكائن الذي تصور نفسه كبيرا في كل شيء الا انه قام بكتابة القوانين الوضعية في هذه الارض وتم تطبيقها على نفسه وفي كل شؤون الحياة..
نعم ايتها العصافير صباحك جميل وصوتك مع الصباح أجمل.. وصباحنا جميل ولكن اغلبنا يجلس في صباحه متشائم وغير متفائل وهذه طبيعتنا بني البشر..
لقد حملتنا هذه الدنيا ايتها العصافير كل همومها ونريد لها حلولا سريعة ولكن دون جدوى فنحن مقيدي الارادة ضعفاء في عزيمتنا حياتنا مجرد صفحات من كتاب نقرأ فيه كل يومٌ صفحة فننفذها بكل حروفها وبصورة دقيقة وحسب المتيسر منها…
نحن بني البشر متفرقون بيننا ايتها العصافير والطيور الجميلة وقد صنفنا انفسنا إلى عدة طبقات. طبقة الاغنياء وطبقة الفقراء وكل فئة تعيش مع واقع طبقتها…
نعم ايتها العصافير يحكمنا قوانين في هذه الارض فلا نستطيع ان نحلق مثلكم من مدينة الى اخرى او نسافر بين الدول الا بوثائق رسمية مكتوبة بخط ايدينا ولكنها مقدسة بالنسبة لنا… وثائق نحافظ عليها في خزانات بيوتنا اكثر من محافظتنا على عوائلنا انفسها…
نحن ليس مثلكم نرضى بالعش الواحد الا في نهاية المطاف اما في هذه الدنيا فالجميع يسعى الى التوسع وتعدد المساكن…
فزغردوا وقولوا ما تشاؤون علينا فنحن لانفهم لغتكم ومن لا يفهم لغة قوم لا يستطيع مناقشتهم…
ولاتتأسفوا على حالنا ونحن نعيش بين الروتين وقوانين الارض فنحن من صنعها وألزم نفسه بتطبيقها…
ايتها العصافير الجميلة صباحك خير وسعادة واصواتك زغردة وعبادة…
وما اطيب الصباح ونحن نسمع منك تلك الزغاريد…..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب