23 ديسمبر، 2024 11:06 ص

لغة الحوار عند بعض الشباب المسلم

لغة الحوار عند بعض الشباب المسلم

من الاستراتيجيات المهمة في الحياة الفعالة، ايلاء الأهمية لثقافة الحوار. ان الحوار يتضمن الصبر في فن الإصغاء، وعمق الرؤية في عملية التفكير والتعددية في الحوار.

حينما تكون الثقافة حوارية، سوف تشيع في جو المناقشات التي تدور في الاجتماعات والمدارس روح الحرية، الأمن، الثقة المتبادلة. سوف يبرز الصدق العنصر الأول لإقامة حوار بناء هادف. من خلال الحوار ستسود ثقافة التفاهم والتشاور، ويصبح الذهن مستعدا لإنتاج الفكر،عكس ذلك إنتاج الخراب.

الحوار الثقافي أمر ضروري. بالرغم من الاختلافات القائمة بين الثقافات، لابد من بذل الجهود لمعرفة النقاط المشتركة الموجودة بين العقليات المتخاصمة في حواراتها، لأن هناك عملية اقتباس واسعة بينها.

بدلا من اختزان أورام التاريخ ومآسيه وما فعله بنا وما أنتجه لنا العقل العراقي غير التحاوري، بدلا من ذلك نتعلم تهذيب الطبع والسلوك ورباطة الجأش من اجل استيعاب الآخر.

في التحاور، يجب إبعاد أسلحة الدمار الشامل خاصة(الأحذية النسائية والرجالية) لأن الصغار سيستخدمون (الولادية)على غرار الآباء والأمهات البرلمانيات. لأن الحذاء (الفردة) هي المفردة الخارجة من عقلك وراسلها لغيرك انك أنت الحذاء في هذه الحالة. كذلك اخلع أنيابك وقلم أظافرك وغض من طرفك ولا تجعل الأسلاك الشائكة حول فم الآخرين وكلماتك فقط مقدسة مزيته بالسيكوتين.

يقول فكتور هيجو: ليست هناك فكرة أفضل وأقوى من الفكرة التي حان وقتها. لم يقل الحذاء أو قنينة الماء أو العبارات الفحشاء.

راقب، كيف يتحاورون؟ انظر إليهم في الفضائيات ومجالس المحافظات والبرلمان، نتيجة حواراتهم البرلمان لا (بر)ولا (امان).

يشير القرآن الكريم في أحد آياته الى هذا الأمر حيث يقول الله سبحانه:(فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) سورة الزمر/17 و18.

في ظل المجتمع الشبكي حيث يتراسل الشباب بنقاشات حادة وكلمات نابية. لو استند البعض من جيل الناشئة و الشباب أو جيل الانترنت الإسلامي الى هذه التعليمة القرآنية في عملية التخاطب الفكري، لا شك انه سيحقق لنفسه رقيا فكريا وسموا سلوكيا مع تحقيق الغاية التي تتمثل في التنامي الذاتي أمام شباب الديانات الأخرى.

ان إحلال ثقافة الحوار محل ثقافة الحديث والثرثرة، سوف تشييد علاقة ثنائية الاتجاه بينما تبرز في ثقافة الحديث علاقة أحادية ذاتانية الاتجاه متعصبة وتحكمية في الآخر.

ففي ثقافة الحوار تزدهر آداب المداراة والحلم، سعة الصدر، عمق التفكير، الإبداع، تكتسب التربية والتعليم في ظل هذه الثقافة، معنى أوسع من تعليمات المدرسة ونحن على أبواب عام دراسي جديد. لهذا السبب تصرح المنظمات العالمية المعنية بشئون التعليم والتربية ـ كمنظمة اليونسكو ـ أن التعليم يجب أن يقوم على أسس منها:

1ـ تعليم كيفية التعلم:

أي تعلم طريقة مثلى، خلق البراعة والقابلية لدى المتعلم على إيجاد حلول للمشكلات والأزمات.

2ـ تعليم كيفية الحياة:

سيدرك الطلبة من خلاله معنى الحياة ومهارة العيش والانسجام الفعال مع تحديات العصر والحداثة والعولمة. يعد فن العيش والتعايش عملية معقدة ومزيجه بأسلوب حياة كل فرد، والتصور الذي لديه عن العالم الذي يحيط به ومستقبله.

3ـ كيفية العيش المشترك:

هذا اللون من التعليم أحد ضروريات مهارات التعليم في العالم التعددي المعاصر. فمن أهم العناصر التي تتدخل في صياغة السلوك وتسامي الأفكار خلال الحوار، هي: معرفة المخاطب، تحديد الحاجات، اختيار اللغة المناسبة، فهم الزمان، احترام المكان سواء كان للعبادة أو الدراسة أو فضائيات تطل على الأسرة.

4ـ تعليم كيفية أداء الأعمال:

تحويل المعرفة الى استطاعة، والعلم الى سلوك.