22 ديسمبر، 2024 3:31 م

لغة التسامح والحوار مع الطرف الثالث (العصائب وحزب الله) لن تبني دولة المؤسسات والقانون !

لغة التسامح والحوار مع الطرف الثالث (العصائب وحزب الله) لن تبني دولة المؤسسات والقانون !

الحرب الأهلية الشيعية / الشيعية بين الميليشيات الولائية الإيرانية الخاسرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة , والفائزين “الكتلة الصدرية” وذراعها العسكري “سرايا السلام” نتمنى أن لا تكون مجرد مسالة وقت ليس إلا وبعد تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية “الصدرية” والشواهد على هذا الحدث , ما جرى خلال الأيام الماضية من سلسلة متواصلة ومنسقة من التفجيرات والاعتداءات المفتعلة والعنف المسلح على مكاتب ومقرات الأحزاب الكردية والسنية ,والتي انتهجتها الميليشيات الولائية لغرض فرض معادلة برلمانية جديدة ,هدفها الأول والأخير عملية ابتزاز مسلح للحصول على مكاسب ومقاعد برلمانية , وبعد خسارتهم المدوية بالانتخابات ومعاقبتهم من قبل الناخب العراقي !
اليوم يثبت للرأي العام بصورة تامة وبما لا يدع مجال للشك أو التأويل, بأن “الطرف الثالث” الذي أوغلا في دماء العراقيين من قتل وتصفية جسدية بحق المتظاهرين السلميين في ساحات الاعتصام ,و بالأخص بعد عملية الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء (الكاظمي) فجر يوم الأحد 7 ت2 2021 هم الميليشيات الولائية الإيرانية والمتمثلة بـ (عصائب أهل الحق ,كتائب حزب الله العراقي) والتي تتخذ بدورها من “الحشد الشعبي” ستار رسمي لتنفيذ مخططاتها وفرض سياستها وأجندتها الطائفية بواسطة السلاح والترغيب والترهيب.
لغة العصا والجزرة التي استخدمها “الكاظمي” في معرض إدانته لمحاولة الاغتيال التي تعرض لها , لن تبين حتما دولة المؤسسات والقانون المنشودة !؟ وهو يعرف جيدا من هو “الطرف الثالث” بالتحديد وبعد بيانه من خلال الاجتماع المجلس الوزاري الأمني الطارئ,وإنه يعرف جيدا من يقف خلف محاولة اغتياله، ومتوعدا بالوقت نفسه بالكشف عن المتورطين؟ حيث ذكر في بيانه:” تعرض منزلي لاعتداء عبر استهدافه بطائرات مسيرة وُجهت إليه بشكل مباشر، وهذا العمل الجبان لا يليق بالشجعان، ولا يعبر عن إرادة العراقيين”. وأوضح : “سنلاحق الذين ارتكبوا الجريمة، نعرفهم جيدا وسنكشفهم”. هذه كانت لغة العصا الصريحة من قبله شخصيآ ,أما الجزرة فتمثل بكلامه عن لغة :” الحوار الهادف والبناء من أجل العراق ومستقبله” وفيما أشار إلى أن :”الصواريخ والطائرات المسيرة الجبانة لا تبني أوطاننا ولا مستقبلنا ” وبعد كل هذا الكلام الواضح والصريح والعلني من رئيس الوزراء أمام وسائل الإعلام , ما يزال القضاء والمؤسسة العسكرية والأمنية مع الأسف عاجزين عن محاسبة هذه الميليشيات الولائية وقادتها على أفعالهم وتصريحاتهم !؟.
الميليشيات “البرلمانية الخاسرة” الولائية الايرانية )كتائب حزب الله العراقي ,عصائب اهل الحق ,كتائب سيد الشهداء ,حركة النجباء) والمتمثلة بالمضلة السياسية لـ “تحالف الفتح” تعتبر اليوم الداعم الرئيسية والمنفذ لإستراتجية الحرس الثوري الإيراني للسيطرة على العراق في كافة المجالات السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية منها ,ويستخدم هؤلاء الخاسرون حاليآ إستراتيجية العنف المسلح والتفجيرات المفتعلة والاغتيالات,في محاولة يائسة منهم لقلب معادلة نتائج الانتخابات لصالح الأحزاب الخاسرة ,ولغرض إيجاد مناصب وزارية وقيادية سيادية مهمة تسهل لهم السيطرة على القرار السياسي والاقتصادية في الحكومة المرتقبة المقبلة.
الحرب الأهلية الشيعية / الشيعية ستكون على الأبواب بعد تشكيل حكومة الأغلبية المرتقبة , والتي سوف تبدأ من خلال سلسلة من التفجيرات الإرهابية الدموية المفتعلة في الأسواق الشعبية والشوارع التجارية الرئيسية,ومن خلال السيارات المفخخة , أو حتى من خلال عمليات الاغتيالات لبعض النواب والشخصيات السياسية والأمنية والعسكرية لإحداث فوضى في الحكومة وتبيان عجزها وفشلها لحماية المواطن أمام الرأي العام والشارع العراقي , ولغرض جر “سرايا السلام” مرغمين إلى حرب أهلية في شوارع بغداد ومختلف المحافظات , وليدفع المواطن العراقي فقط هذه الضريبة الإرهابية وحده دون غيره !؟ حقيقة نحن لا نستبعد أن يتم هناك تفاهمات مسبقة وفتح قنوات سرية مع تنظيم داعش الإرهابي لغرض تقديم الدعم اللوجستي لهم أو حتى غض الطرف عنهم من خلال تسهيل مرور السيارات والشاحنات المفخخة والأشخاص الانتحاريين في المناطق المحيطة ببغداد والتي تخضع لسيطرتهم المباشرة العسكرية والأمنية , ولأن الهدف سيكون واحد ومشترك بينهما لغرض إفشال الحكومة المرتقبة والتي سوف يتصدر زعامتها التيار الصدري , والذي بدوره قد حذر السيد “مقتدى الصدر” ببيان شديد اللهجة خلال الساعات الماضية الكتل والأحزاب الخاسرة بالانتخابات البرلمانية والمعارضة لحكومة الأغلبية الوطنية المنشودة من قبله والذي يصر عليها , وذلك من خلال استهداف مقرات الأحزاب والمكاتب الموالية للحكومة !؟.

[email protected]