18 ديسمبر، 2024 8:47 م

لغة الاستثمار وكفة الأحرار..!

لغة الاستثمار وكفة الأحرار..!

لفت انتباهي تصريح رئيس اللجنة الأولمبية العراقية عندما صرح لوسائل الإعلام عن حل الهيأة الإدارية لنادي الزوراء الرياضي وتهيئة بديل عنها من رجالات (الاستثمار) في العراق، وعلى قوله لِلاِفادة من أموالهم في دعم النادي بالأموال المتاحة لديهم.

وهذا التصريح لم يأتِ من فراغ ولايمكن لأي مسؤول حالي مهما كان منصبه أن يصرح هكذا، الا اذا كانت هناك لغة مشتركة تدار في الدولة العراقية الحالية بما فيها الحكومة والبرلمان والأجهزة الأخرى.

وان الضوء الأخضر موجود ويؤيد جلب (المستثمرين) في تولي مناصب إدارية في القطاع العام والخاص،  والغرض من ذلك واضح لاشكّ فيه، وهو ان رأس المال اصبح جزء مهم في حلحلة أي أمر مستعصي، (فبالمال يمشي الحال) وهذا التوجه عشناه في هذا البلد من فترة ليست بالقليلة وكأنما المنصب أصبح يشترى بالمال وبكل ثقة..

فمن أين نأتي نشاهد هذا النهج موجود في أعلى السلطات ومثال على ذلك رئاسة البرلمان ولفترتين تولت المنصب بالمال وكذلك القطاعات الأخرى.

فما بالك بالجامعات الأهلية.؟ التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي فالمال هنا هو الرئيس الواقعي للمؤسسة.. وان جميع الكوادر (مأجورين) يقبضوا الأموال لقاء تنفيذ ما يريده (المستثمر)، حتى وأن كان غير واضح للعيان، ولكن في واقع الحال المتنفذ الوحيد هو المستثمر وهو صاحب العلاقات مع اجهزة الدولة وهو (الممول) للمشاريع والصفقات الخاصة بالمسؤولين وحتى (أعياد الميلاد) ان أقتضى الحال.. واكيد الطامة الكبرى أن أغلبهم كانوا بالأصل (جياع) ومتسولين وكما صرح لي انا شخصياً أحدهم بأنه كان يبيع (الرقي) في الشارع، والآن أصبح (رجل أعمال) يتصل بأعلى الجهات و(يأمر وينهي) بماله، وبالطبع ايضاً (بعد العز) أشترى (الشهادة) وأمسى (يتفلسف) برأس الجميع وكأنه (عالم) مُبجل..

أن ما نشاهده من مشاريع (استثمارية) في المحافظات كافة جاءت وفق توجه الدولة بأن يتم استغلال هذه الفرص في عملية البناء، وهذا شيء جيد وله أهمية في مواكبة التطور وخلق فرص عمل لأبناء المجتمع الا في بعضها فأن الاستثمار فيها كسب بدون نفع، فحتى العاملون فيها مستوردون..! والكسب هو لمصلحة حزب ما او أي جهة سياسية تريد تمويل مشاريعها بهذه الاستثمارات..

كنا نتمنى ان تكون عملية بناء الجسور والمولات والجامعات الأهلية والمجمعات السكنية ذات الكلف العالية ، مقابلها يتم بناء منظومة الكهرباء ايضاً.. التي دامت خرابًا منذُ ما يقارب (ربع قرن) والسبب اكيد واضح، لاتوجد رؤية وطنية حقيقية لإعادة تأهيل محطات الكهرباء المتهالكة وهدر المال السنوي يذهب للصيانة البائسة واستيراد الغاز المشغل لمحطات عمرها تجاوز الثلاثون عامًا.. والسؤال هنا لماذا لايتم استثمار الطاقة الكهربائية وتسليم هذا الملف الى رجال الاستثمار او حتى الى شركات أجنبية حقيقية وليس بأسماء جهات وهمية تحتضنها الطبقة السياسية الفاسدة .

الاستثمار لغة للبناء وليس لعقد صفقات فساد مشبوهة كما ورد الينا من أسماء اُناس سرقت ونهبت وسميت بأسمائهم (صفقات القرن) وغيرها من التسميات.

كفى تلونًا واصطناعًا وكذبًا ، فهناك رجال تولت مناصب وهي لاتعرف القراءة والكتابة وبقدرة قادر اصبحت شخصيات ناجحة وقيادية و(الله يچرم) علمية واكاديمية واذا كان الذي تحدث معي وقال انه كان (صاحب بسطية) فمنهم من كان (سائق شاحنة) ومنهم من كان (حمّال) في الشورجة والآن اصبحوا (ملائكة الدولة) ويتمتعوا بالحصانة السوداء مع احترامنا لما ذكر من أعمال، ولكن كيف بشخص يترأس (مجلس إدارة) في جامعة أهلية (ربحية) والان يتحكم بشريحة لها وزنها و(يتفلسف) برأس بعض الجياع الذين ينتظرون منه (معونة) تساعدهم على هذه الحياة الصعبة التي تسير عكس ما تعلمناه وعرفناه سابقاً وبئساً لتلك المبادئ فإن من ينفع الان هو (المال) و (السلطة) فقط وغيرها فهي (جعجعة) كاتب وانا منهم.. تحيا لغة الاستثمار والاصطناع و (اللّوكية) ولنا عودة.