23 ديسمبر، 2024 2:00 ص

سألني صديقي التركي : ما هو مرادف كلمة هفيف hafif)) باللغة العربية؟
تبسمت وقلت له : لا يوجد مرادف لها لأنّها كلمة عربية وتنطق : خفيف.
هنالك العديد من الكلمات العربية والفارسية والإنكليزية مستعملة في اللغة التركية ليست في الكلام الدارج فقط بل حتى في اللغة المستعملة في الكتابة.
معظم اللغات تنطبق عليها ما حصل للغة التركية بتأثير القرآن والحضارة الفارسية المجاورة في عهد السلطنة العثمانية إضافة إلى تأثير اللغات الأوربية بعد تبديل الحروف العربية إلى حروف لاتينية نتيجة للثورة الثقافية التي قادها مصطفى كمال أتاتورك في تركيا.
اللغة العربية في فترة تأليف القرآن حصل لها ما حصل للغة التركية، فالدارس المتمعن لآيات القرآن يجد فيها كلمات غير عربية عديدة نتيجة لتأثيرات الشعوب المجاورة لشبه الجزيرة العربية كالشعوب الفارسية والحبشية والرومية والشعوب التي كانت تستعمل اللغة السريانية في الكلام والكتابة.
تذكر دائرة المعارف الإسلامية أن هناك نحو 275 كلمة بخلاف أسماء الأعلام اعتبرها العلماء كلمات أجنبية.
في “تأريخ القرآن” للشيخ إبراهيم الابياري (طبعة دار الكتاب المصري بالقاهرة سنة1981م ص 190) أورَد بعض الأمثلة للألفاظ الأعجمية في القرآن، وأشار إلى كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي (ج 1 ص 288)، وكتاب الاتقان في علوم القرآن للسيوطي (ج1 ص139).
بعض الأمثلة على الكلمات الغير العربية الدخيلة في القرآن :
ـ الطور: سريانية، معناها: الجبل.
* البقرة 2: 63 وغيرها ” وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ”.
 
ـ طفِقا: رومية، معناها: قصدا.
* الأعراف 7: 22 ” وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ”.
 
ـ الرقيم: رومية، معناها: اللوح.
* الكهف 18: 9 ” أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا”.
 
ـ هدنا: عبرانية، معناها: تُبْنا.
* الأعراف7 : 156 ” وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ .”
 
ـ طه: عبرانية، معناها: طأْ يا رَجُل.
* سورة طه 20: 1 “طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى”.
 
ـ سينين: عبرانية، معناها: حسن.
* التين 95: 2 ” وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ.”
 
ـ السجل: فارسية، معناها: الكتاب.
* الأنبياء 21: 104 ” يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ”.
 
ـ الاستبرق: فارسية، معناها: الغليظ.
* الدخان 44: 53 ” يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ”.
 
ـ السندس: هندية، الرقيق من الستر.
* الدخان 44: 53 ” يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ”
 
ـ السرىُّ: يونانية، معناها: النهر الصغير.
* مريم 19: 24 ” فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا”.
 
ـ المشكاة: حبشية، معناها: الكوة.
* النور 24: 35 ” اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ”
 
ـ الدري: حبشية، معناها: المضيء.
* النور24: 35 ” الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ. الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ”
 
ـ ناشئة الليل: حبشية، معناها: قام من الليل.
* المزمل 73: 6 ” إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا”.
 
ـ كِفْلين: حبشية، معناها: ضعفين.
* الحديد 57: 28 ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِه “.
 
ـ القَسْوَرَة: حبشية، معناها: الأسد.
* المدثر 74: 51 ” فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ”.
 
ـ الملة الأخرى: قبطية، معناها: الأولى
* سورة ص 38: 7 ” مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ”.
 
ـ وراءهم: قبطية، معناها: أمامهم.
* الكهف 18: 79 “وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا” (الطبري وَكَانَ أَمَامهمْ مَلِك).
 
ـ بطائنها: قبطية، معناها: ظواهرها.
* الرحمن 55: 54 ” مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ”
 
ـ أباريق: فارسية، معناها: أواني.
* الواقعة 56: 18.
 
ـ إنجيل: يونانية، معناها: بشارة.
* آل عمران 3: 48.
 
ـ تابوت: قبطية، معناها: صندوق.
* البقرة 2: 247.
 
ـ جهنم: عبرية، معناها: النار.
* الأنفال 8: 36.
 
ـ زكاة: عبرية، معناها: حصة من المال.
* البقرة 2: 110.
 
ـ زنجبيل: بهلوية، معناها: نبات.
* الإنسان 76: 17.
 
ـ سجَّيل: بهلوية، معناها: الطين المتحجر.
* الفيل 105: 4.
 
ـ سرادق: فارسية، معناها: الفسطاط.
* الكهف 18:29.
 
ـ سورة: سريانية، معناها: فصل.
* التوبة 9: 124.
 
ـ طاغوت: حبشية، معناها: الأنداد.
* البقرة 2: 257.
 
ـ فردوس: بهلوية، معناها: البستان.
* الكهف 18: 107.
 
ـ ماعون: عبرية، معناها: القدْر.
* الماعون 107: 7.
 
هناك آيات قرآنية عديدة تؤكد بأنّ القرآن نزل بلسان عربي مبين، منها:
 
ـ سورة يوسف 12: 2 “إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون”.
ـ سورة طه 20: 113 “وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا . “
ـ سورة الزمر 39: 28 “قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون”.
ـ سورة فصلت 41: 3 “كتاب فصلت آياته، قرآنا عربيا لقوم يعلمون”.
ـ سورة الشورى 42: 7 “أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها”.
ـ سورة الزخرف 43: 3 “إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون”.
ـ سورة الأحقاف 46: 12 “وهذا كتاب مصدق [لكتاب موسى] لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا”.
ـ سورة الشعراء 26: 193و195 “نزل به الروح الأمين.. بلسان عربي مبين”.
ـ سورة النحل 16: 103 “وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ”.
اختلف العلماء في كيفية إنزال القرآن على ثلاثة أقوال:
القول الأول: ” نزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك منجما على النبي صلّى الله عليه وسلّم في مكة قبل الهجرة والمدينة بعد الهجرة، في مدة عشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين سنة، حسب الاختلاف في مدة إقامته في مكة بعد البعثة “.
القول الثاني: ” نزل القرآن إلى سماء الدنيا في عشرين ليلة قدر من عشرين سنة، وقيل: في ثلاث وعشرين ليلة قدر، وقيل: خمس وعشرين ليلة قدر، ينزل في ليلة القدر في كل سنة ما يقدر الله إنزاله في تلك السنة، ثم ينزل بعد ذلك منجما في جميع السنة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهذا القول ذكره الإمام فخر الدين الرازي، نقلا عن بعض العلماء “.
القول الثالث: ” ابتدأ نزول القرآن في ليلة القدر، ثم أخذ ينزل منجما بعد ذلك في أوقات مختلفة، وهذا قول الشعبي.
قال ابن حجر في شرح البخاري: والأول هو الصحيح المعتمد، وهناك رواية رابعة حكاها الماوردي، وهي ” أن القرآن نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة، ثم تولى الحفظة تنجيمه على جبريل، ثم تولى جبريل تنجيمه على الرسول صلّى الله عليه وسلّم “.
والتساؤل المنطقي هنا : إذا كان ألله أنزل القرآن بكلام عربي مبين، فما هو موقع الكلمات الأجنبية الدخيلة فيه من الإعراب ؟ 
إنّ  القول بكون القرآن كلام ألله يعني أنّ ألله يتكلم بلغة هجينة، او على أقل تقدير فإنّ القرآن مخلوق كما قالت المعتزلة.
جميع الدلائل من وجود كلمات اجنبية دخيلة ووجود أخطاء نحوية وإملائية وعلمية وتاريخية وركاكة بعض الآيات وغموض بعضها وتكرار بعض الآيات والتناقضات التشريعية بين الآيات المكية والمدنية التي حدثت نتيجة لتبدل وضعية الدعوة الإسلامية من الضعف في مكة إلى القوة في يثرب، وكذلك وجود آيات ناسخة لآيات أخرى في القرآن إن دلّ على شيء فإنّما يدل على أن القرآن مؤلَف بشري.
نلتقيكم في مدارات تنويرية أخرى.