23 ديسمبر، 2024 10:47 ص

لعنة معاوية تحل بألاهوار

لعنة معاوية تحل بألاهوار

ان من أصعب الأمور، وأشدها تعاسة على الأنسان، أن يكون مصيره، أو قدره بيد عدوه، ليتلاعب به كيفما شاء.

المعروف ان العراق، يصب فيه نهرين، هما دجلة والفرات من تركيا وسوريا، ومن الطبيعي ان تكون السدود في اعاليها، عند المناطق الشمالية والغربية.

ليست المشكلة في المياه، ولا في السدود، لكن المصيبة والمشكلة الكبرى، هي بيد من يتصرف بها.

المنطقة المحيطة بالعراق، من الشمال الى الجنوب غربا، لها أرث ديني وفكري وعقائدي من إسلام أموي، يكن أشد العداء للشيعة، ويتربص بهم دوائر السوء والشر، من كل حدب وصوب.

معاوية( عليه اللعنة)، مؤسس الدولة الأموية، بنى دولته على دين وإسلام، مضاد لأسلام النبي محمد( عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام)، أعتمد فيه على سياسات التفريق، والقمع والقتل، والتهويل والتخويف، والتضليل والتجويع، ضد أتباع الامام علي عليه السلام.

هذه السياسات، وهذا دين معاوية، ورثه اليوم، أبناء المنطقة المحيطة بنا، بدلا من الاسلام المحمدي الأصيل، القائم على الرحمة والرأفة، والتسامح والتعاطف، والتعامل بالحسنى مع الآخرين، وحسن الجوار، وعدم مقابلة الاحسان بالاساءة.

تصور انت معي، ان سياسة تجفيف الاهوار، التي مارسها الحكم البعثي المجرم، والتي تسببت في حرمان مئات الألوف من الناس، من أرزاقها، وهجرتهم عن مناطق سكناهم.

أو سياسة تركيا، بتخفيض مناسيب المياه، للضغط على الشيعة وأبتزازهم، هل أتت من فراغ؟ أم هي أستمرار لسياسة التجويع، التي أستخدمها معاوية ضد شيعة الامام علي عليه السلام، عندما حرمهم من العطاء، من بيت مال المسلمين، ليضعفهم أقتصاديا، ويبقوا فقراء تحت رحمته..!؟

الاهوار، تشكل قوة أقتصادية كبيرة للشيعة، إضافة الى النفط والسياحة، حيث تعتمد على ثروة سمكية هائلة، بأمكان ان يعيش اهلها عليها، مئات السنين، بل وتصدر الى الخارج، ان أحسن استغلالها، والتعامل معها.

بعد ان سنحت الفرصة لقادتنا في الحكم، لم يحسنوا التصرف، وفشلوا فشلا ذريعا في السياسة، بسبب غياب العمق التفكيري لديهم، والرؤية الواضحة، والنظرة الصحيحة للمستقبل.

هناك سبب آخر مهم، هو عدم الرجوع للماضي، والاستفادة من تجاربه، لهذه الاسباب، أبقوا حالنا على ما هو عليه، بل أسوء من ذلك، فجعلونا فريسة سهلة، لأعداءنا، يتحينون بنا الفرص.

كلمة ختامية، أقول: شكرا لكم يا قادة حزب الدعوة، حيث لم تقدروا ان ترفعوا عنا، لعنة معاوية، وابقيتم مصيرنا وقدرنا تحت رحمة عدونا..!