القرارات حول حظر الطيران للطائرات العراقية في شمال العراق وجنوبه كانت نتيجة للأحداث ألتي تلت الإنتفاضات في جنوب العراق وشماله ضد حكم رئيس الجمهورية صدام حسين وحزب البعث بعد الإنسحاب من الكويت حيث قام الحرس الجمهوري وبقايا قوات الجيش العراقي بقمع هذه الإنتفاضات بشدة وقسوة لا مثيل لها.
أثناء تقدم قوات الحرس الجمهوري نحو مدينة الذهب الأسود مروا بناحية تازة خورماتو التركمانية التابعة لمحافظة كركوك. في الأيام 22-24 من شهر آذار أعدموا رميا بالرصاص 25 من شباب الناحية.
قبل دخول قوات الجيش العراقي إلى مدينة كركوك أنسحبت قوات المليشيا للأحزاب الكردية نحو الشمال وأتجهت نحو مدينة أربيل والسليمانية ودهوك والقصبات والقرى التابعة لهذه المدن.
خوفا من بطش الحرس الجمهوري والجيش العراقي وتفاديا لأضرار الإشتباكات والقصف المدفعي وقصف الطائرات السمتية للمدينة هرب آلاف من سكان مدينة الذهب الأسود بإتجاه شمال ألعراق بسياراتهم أو مشيا على الأقدام لإعتقادهم بأنّ الجيش العراقي سيكتفي بإشغال مدينة كركوك، ولكن الجيش أستمر في التقدم نحو ناحية آلتون كوبري والتي أغلب قاطنيها من القومية التركمانية والتي تقع في منتصف الطريق الذاهب إلى أربيل (42 كيلومتر شمال مدينة كركوك).
بعد دخول الجيش إلى ناحية آلتون كوبري قام أفراد منهم بإعدام عدد من شباب القومية التركمانية ألذين فروا من بطش الحرس الجمهوري.
ففي صبيحة يوم 28 من آذار عام 1991م وخلال الانتفاضة الشعبانية , ارتكبت مجزرة رهيبة بحق المدنيين الأبرياء من الأطفال والشباب والشيوخ في ناحية التون كوبري , حيث أن المرتكبين كانوا مجردين من إلانسانية وكانوا كانوا يعلمون بان هؤلاء الضحايا أبرياء ولم يقاومواالجيش العراقي ولم يرتكبوا أي عمل إجرامي .
بعد اقتحام قوات الحرس الجمهوري لنظام صدام حسين للمدينة قاموا بتفتيش الدور السكنية وإخراج الشباب والشيوخ من البيوت عنوة بحجة التحقيق معهم ولكن لم يعد احدا منهم وبقيت عوائلهم بإنتظار عودتهم وقاموا بالبحث عنهم في كل مكان ولم يعثروا عليهم إلا بعد فترة حيث وجدوهم جثثاً مشوهة وفي خارج ناحية التون كوبري في قضاء دبس بالقرب من معسكر للجيش.
بلغ عدد شهداء ناحية التون كوبري 102 شهيدا من مختلف الأعمار.
إنّ قيام الانتفاضة في شمال العراق كان متزامناً مع قيامها في بقية مناطق العراق حيث أنتفضت اربعة عشر محافظة من مجموع المحافظات العراقية البالغة ثمانية عشر محافظة.