23 ديسمبر، 2024 11:17 ص

لعد ايران شكد رجليها خضرة ؟

لعد ايران شكد رجليها خضرة ؟

هي بالتأكيد كانت وما زالت قطبا مهما في الخطة الجهنمية الموسومة بالشرق الأوسط الجديد .. واذا كانت امريكا راعية هذا الرسم الجيوسياسي المشوه الجديد ضمن أخطر بقعة على وجه المعمورة ، وتسببت فيما تسببت فيه من دمار لقوى رئيسية كان يحسب لها ألف حساب في ميزان المواجهة مع اسرائيل .. فأنها أي امريكا وجدت استثمارا ممتازا في الحقد الأيراني الأزلي على العرب وطموحاتها المتنامية في تصدير ثورتها (الأسلامية) التي قسمت وبجدارة شعوب المنطقة الى ملل وقوميات واعراق ومذاهب .. ونجح الأستثمار الأمريكي نجاحا كبيرا في تشغيل العمامات الأيرانية ضمن سياق تلك الخطة الجهنمية ، بل تعاظم الدور الأيراني (التخريبي) في المنطقة بشكل مهول تحت سمع وبصر الأدارة الأمريكية ، مما استوجب مكافأة ايران عن كل خدماتها السابقة و (القادمة) باتفاق نووي مبهم ، يعتقد الكثير أنه يصب في مصلحة اسرائيل وامريكا ومن لف لفهم ، رغم تمثيليات الشجب والأستنكار والرفض التي صدرت من الكونغرس او من الحكومة الأسرائيلية .. فليس لأسرائيل بديلا أن تكون ايران شرطيها الأمين في المنطقة .

 

ومن المؤكد ان قوى الأرهاب الآنية التي تتسيد المشهد في الشرق الأوسط وعلى رأسها داعش الدموية ، هو مولود (سفاح) بين ايران وامريكا من أجل اعطاء الزخم والمطاولة لذلك المخطط المشبوه ، بعد ان لاقى ما لاقى من عثرات ومعضلات كبيرة ، وقد كشفته لأبصار كل من كان قد قرء حسن الظن جهلا وغباءا في الربيع العربي الخسيس ، بطولات جيش مصر المسنود بقوة بشعب عربي جبار ، وقيادة حكيمة شجاعة حازمة تمثلت بالرئيس السيسي الذي كشف ذلك المخطط الخسيس بوقت مبكر جدا .. وما ابتعاد داعش عن اي عملية داخل الأراضي الأيرانية ، وايضا البرود وعدم الحزم الذي تنتهجه الولايات المتحدة في محاربة ذلك التنظيم ، لهما الدليلان القاطعان على أن داعش ايرانية الطعم امريكية واسرائيلية الدعم والتمويل .

 

يعلم الجميع والعراقيّون على وجه الخصوص أن ايران ووفق المقولة الشعبية العراقية ، رجليها خضرة على اي دولة تتدخل فيها ، لكي تجعل عاليها سافلها وتنهي مقومات الدولة ومؤسساتها وتضع لحكومات تلك الدول السياسات والأسبقيات والأملاءات .. الحيرة والغضب والأستهجان الذي يملأ النفوس ، هو ماذا تريد ان تحمي ايران في تدخلها بشؤون معظم دولنا ، ومن أجل من ؟ ولأي غاية تتدخل ؟ ومن اين لها مليارات الدولارات التي تسهل عليها تنفيذ سياساتها التوسعية بدعمها لميليشيات طائفية لها اول وليس لها آخر ، رغم حصار كبير جدا على تصدير ثرواتها النفطية وعلى معظم اقتصادها ؟ .. أسئلة كثيرة تحتاج الى اجابات (امريكية) بالدرجة الأولى .. وبانتظار ذلك ، لم يعد التدخل الأيراني يسيء الى تاريخ وحاضر ومستقبل العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وغيرها ، بل وصل من الأنحطاط والخسّة أنه جعل حكومة في بلد مثل لبنان لم تستطيع رفع حتى النفايات والزبالة التي تكدست في شوارع بيروت .. للتنويه رجاءا .. قبل أن تصل اكداس (الزبالة) الى ابواب بيوتكم ايها العرب .