17 نوفمبر، 2024 8:43 م
Search
Close this search box.

لعبة لا تنتهي!!

لعبة لا تنتهي!!

لعبة بدأت ولن تنتهي أبدا , لأنها ذات ربحية عالية ومردودات خيالية تغذي التطلعات الستراتيجية وغيرها من التصورات والمعتقدات القابعة في دياجير العصور.

لعبة إبتكرتها عقول قادات السياسات الخارجية في الدول الأقوى في هذه الدنيا , التي تتسيد فيها شرائع الغاب المأساوية.

لعبة بدأت في أفغانستان وتواصلت في كلّستان!!

خلاصة اللعبة ومنهجها هو الإرهاب , الذي يتم تزويقه وتسويغه وتعزيزه بالدين , ومنذ الربع الأخير من القرن العشرين ولعبة الإرهاب سارية المفعول ومتنامية التأثير , حتى صار الدين الإسلامي هو الإرهاب والعربي هو الإرهاب!!

إنطلقت اللعبة تحت رايات الجهاد في أفغانستان ضد الإتحاد السوفياتي الذي تم إستدراجه إلى مستنقعها , وأسهمت في هذا السلوك الدول النفطية المعروفة , وبذلت الأموال والشباب ونقلتهم طوابيرا طوابيرا إلى سوح المواجهات , بعد أن غسلت أدمغتهم وحشتها بأفكار ما أنزل الله بها من سلطان , وفتاوى وعاظ الكراسي المسوغة بالأضاليل والبهتان.

وراحت رقعة اللعبة تنتقل من مكان إلى مكان , واليوم رقعتها البلدان العربية المحورية الأساسية في قوة الوجود العربي المعاصر , وتطورت فنونها وقواعدها وأدوارها , لكنها ذات اللعبة , التي تسمى الإرهاب المعفر بعقائد منحرفة تنسب إلى الدين.

واللاعبون من نسل اللاعبين المجاهدين , والممولين ذات الممولين , ومدراء اللعبة لم يتغيروا , الذي يتبدل هو رقعة اللعبة وميادينها , التي أخذت تتسع وتهيمن على مساحات شاسعة من الأرض العربية , فتحولت إلى سوح دمار وميادين خراب وويلات دامية.

هذه اللعبة كاسحة حضارية وقنبلة تدمير شامل , أفظع فتكا من أعتى القنابل النووية والهيدروجينية التي تمتلكها البشرية , فهي ذات سلوك إقتلاعي إجتثاثي لما هو إنساني وحضاري , وتهدف إلى محق الحياة من جذورها , وتثوير النفوس الأمّارة بالسوء وتحقيق العمى النفسي والعقلي والعقائدي , وسيادة الإنفعالات والعواطف الحامية الحاقدة السلبية المتأججة , الكفيلة بتحقيق متواليات هندسية من التقاتل المروع الشديد ما بين أبناء البلد الواحد والدين الواحد , لضمان مصالح الآخرين , وتأمين قوتهم وهيمنتهم وسطوتهم.

كما أن اللعبة تساهم في إدامة سلوك التبعية والخنوع , وعدم القدرة على الإعتماد على النفس وإنما على الغير , وهذا يعني أن الدول العربية في مسيرة الإنحلال والوصاية والإنتداب , الذي يتحقق بإرادة الحكومات وطلبها , لأنها أصبحت في مأزق خطير وعلى شفا حفرة سوء المصير.

تلك هي خلاصة اللعبة التي تتحقق في الدول العربية منذ عقود , وتسير نحو أوجها الذي بلغته في العراق وسوريا وليبيا واليمن , والبقية ستأتي من الدول التي يُراد لها أن تكون رقعة للعبة الإرهاب والدين.

أحدث المقالات