23 ديسمبر، 2024 5:24 م

لعبة كونية وخطل سياسي

لعبة كونية وخطل سياسي

ما يجري في عراق ينضوي تحت مفهوم لعبة الأمم وصراع كونيGLOBALلم يفهما ولن هواة
الدعارة السياسية من أنصاف المتعلمين وأشباه السياسيين ولا المتدينين لأنها ليست لغة سوق ولا لغة منابر تتلى على عوام الناس حرب يقودها علماء سياسة وفكر وتكنولوجيا إدارة الأزمات بدون

اثر للعواطف ولا الأحقاد بل مصالح وصراع من اجل البقاء للأقوى والأصلح الذي يصارع الزمن كي لايفوته الزمن نفسه وطبعا لا دور فيها لحقائق مضى عليها 1400 سنة لذا لا معاوية ولا يزيد فيها واكيد تقنيات حرب صفين لن تستخدم .

ما جرى ويجري في العراق إعادة لحروب الإنابة زمن الحرب الباردة يتخذ أشكال غير معهودة من القسوة والجرأة والإبداع لا دور فيه للضعيف سواء كان دولا أم شعوب تغير فيها شكل الحلفاء وشخوصهم فغابت الأيدلوجية وحضر الاقتصاد , الفريق الروسي يضم لأعيبين جدد غير الدول التي كانت عالة على الاتحاد السوفيتي تأكل وتشتم الروس, اليوم روسيا ليست الأخت الكبيرة بل أم بديلة تقاتل نيابة عن الهند والصين والبرازيل وهؤلاء في الجولة السابقة كانوا مابين حدائق خلفية لأمريكا أو دول تصارع الجوع إما بهذه الجولة فهم عمالقة اقتصاد يبغون دورا وحصة من ثروات العالم ومواده الأولية تحتكرها أمريكا وحليفتها القارة العجوز المنهكة ولان روسيا تملك قدرات المواجهة ولان وروسيا بحكم تواجدها في قلب العالم كما وصفها عالم الإستراتيجية العظيم ماكندر فان روسيا قد اقتنصت طموحات إيران الجيو سياسية وجوعها المزمن للسلاح والعظمة النووية بقيمة 150 مليار دولار نصفها مازالت ديون فأصبحت إيران بالنسبة لروسيا أشبه بكوريا الشمالية للصين مخرز في خاصرة المصالح الكبرى للغرب مع اختلاف الجغرافية وثبات الغاية والأسلوب, إيران المؤثرة طائفيا المنتشية بكونها وكيل إقليمي أمريكي منذ عام 2003 بفضل هذه العلاقة أصبحت كما غازلت نفسها على شاطئ البحر المتوسط حلم الفرثيين القديم مع ملاحظة إن هذا التناقض لم يأتي دفعة واحدة بل بتدرج طردي كلما توطدت علاقة إيران بروسيا تركزت مظاهر التأثير العسكري والسياسي الإيراني في المنطقة في مواجهة أدارة أمريكية عانت من ارث بوش العسكري ومن رئيس مدهوش بفكرة إن يكون ثاني رئيس أمريكي ينهي ولايته بدون حرب بعد كارتر لذا ظهرت ملامح

التوافق الأمريكي- الإيراني في عراق ما بعد2003 الذي بدا تحت سيطرة إيران لأول مرة منذ 1400 سنة واضمحلال الوزن السياسي للمملكة العربية السعودية الحليف الأساسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط التي باتت هي موضع هجوم من إذناب إيران.

أمريكا ضاقت بسياسة إيران- روسيا فقد أخرجتها من العراق ودخلت سوق مشترياته العسكرية واستثماراته النفطية ومنعت التغيير في سوريا واحتوت لبنان وتناور استراتيجيا على أجنحة السعودية الرخوة في اليمن والبحرين لذا بنى الغرب إستراتيجية مواجه الحلف على محورين الأول تقليل اعتماد اوربا على الغاز الروسي من خلال الغاز القطري وإيصاله عبر الساحل السوري الذي يبعد 400 كم فقط عن أوربا ولكن فشل بسب الجهود الإيرانية التي استمات بالدفاع عن نظام بشار الأسد بل وحاولت هي مد أنبوب نفط إيراني إلى السواحل السورية الذي توقف بسب استهدافه عدة مرات عند ديالى.

انتقل الغرب بالمواجهة إلى أوكرانيا فقاد إلى نجاحات نسبية و محدودة خسرت أوكرانيا القرم لكن الغرب نجح في فصل وحدة عمرها 300 سنة بين الشعبين لذا باتت عودة العلاقات الأوكرانية- الروسية ضرب من المستحيل وأصبح حلف شمال الأطلسي على حدود روسيا الغربية حقيقة لا ينكرها بوتين

الضربة الثاني التي وجهت إلى التحالف الإيراني – الروسي هي الإحداث التي جاءت بعد الانهيار الكبير للمنظومة العسكرية والأمنية العراقية إذا طالما آمنت إيران إن ورقة العراق محسومة لولاية الفقيه و قد أضحى ورقة في الصراع النووي الإيراني وان المساومة عليه قد تؤدي إلى احتفاظها بالمشروع النووي أو الاحتفاظ بالعراق كمشروع اقتصادي وبدا سقف التوقعات قبل مباحثات 20/6 كبيرا كانت تناور وتساوم في مؤتمراتها السرية الموازية للمفاوضات النووية والخاصة بالجوائز التي تحصل عليها جراء إي تسوية فالمغامرة النووية كان ثمنها باهظا لذا هي تخشى من رأي عام محلي الذي سيحاسب عن نتائج هذه المغامرة وثمنها بعد إي تسوية أو تنازل.

الذي حدث في الموصل كان اقرب لتداعيات التغييب التراجيدي لرفيق الحريري الذي كان من نتائجه خروج بشار الأسد ونظامه مخذولا مهزوما إذ خسرت فيه سوريا كل الورقة اللبنانية مرة واحدة والى الأبد رغم مناورات ومغامرات ورشاوى معسكر الممانعة يفسر هذا الارتباك الذي حصل في معسكر إيران من الساسة الشيعة وتخبطانهم وتناحرهم وتناقضاتهم وبين مرجعية رؤاها

توقفت عند الإمساك باللحظة التاريخية في 9/4 والحفاظ على المشهد- الحلم فانجرت إلى موقف كانت تتجنبه طيلة 11 سنة من الأزمة وهو الظهور بمظهر المصطف من خلال عبارة الجهاد الكفائي حمالة الأوجه.

كل هذا أدى إلى خروج مذل للمالكي رغم التزوير والرشا والوعد والوعيد , فشهدنا مشهد جديد كليا هو التباكي الأمريكي والأوربي على مصالح السنة واشتراطهم عليها من قبل اوباما وكان لم تكن أمريكا هي من تعمد أضاعها وكذلك تأخر إيران وروسيا في الترحيب بالعبادي اي بعد المعسكر الغربي وتصريحات خامنئي واركان نظامه كانت ركوب متاخر لموجه الرئيس المكلف

مؤشرات ظهرت قبل هزيمة 9 حزيران , زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية والتي لم تحظ بتغطية إعلامية مناسبة والانقلاب العسكري في مصر , الحملة الأمريكية للتخلص من استثماراتها النفطية في جنوب ووسط العراق وتمسكها باستثماراتها في كردستان كانت مؤشر على إحداث كبرى تغافلت عنها الطبقة السياسية

ما الذي تغير طالما نفس عملاء إيران في العراق؟

إن مجرد قبول الساسة الشيعة في تقاسم السلطة مع الباقين معناه إن العراق لم يعد ورقة بيد إيران تساوم عليها وتبتز بها العالم ( لاحظ تراجع الاهتمام الإعلامي بالمفاوضات النووية ) لذا لجأت إلى حيلة الحكام العرب القديمة هي التصعيد من قبل حليفها القديم حماس لإشغال العالم واستجداء النفوذ والظهور بمظهر المدافع عن المقدسات ولمجرد القول نحن قادرين على الضغط ولدينا أوراق نستطيع ان نلعبها لكن النتيجة لن تكون أحسن من حرب نصر الله في حزيران 2006 عندما نفذ القرار 1701 الذي حيد ورقة حزب الله .

و ما الذي يمنع إيران من الانقلاب على أمريكا عن طريق العبادي الموالي عقائديا وتنظيميا وهو من نفس مدرسة المالكي ………..الدعوة ؟؟؟؟؟؟؟؟ بلاك ووتر ( عفوا داعش النسخة الإسلامية ) على بعد 12 كم من بغداد فساعات وستجد إيران أنها تواجها في الاحواز او في كردستان- إيران فحلفائها من جيش ومليشيات انكشفت عوراتهم لم يعد احد يأخذهم بشكل جاد ومتطوعيهم هم آخر ما تبقى من النواة الصلبة لنظام ما بعد صدام و قد تواجه أزمة لجؤ لم يسبق لها مثيل في التاريخ لا قبل لها, بأوضاعها السياسية والاقتصادية

والاجتماعية فإيران غير قادرة على خوض صراع عسكري من هذا النوع فالعقوبات الاقتصادية والاستنزاف السياسي في محور صراعاتها الكبرى والانغماس بأكثر من بؤرة صراع استنزف إيران سياسيا واقتصاديا لذا استدعت كل مهارات البرغماتية والدبلوماسية ا فتخلت وبشكل مؤلم عن رجلها المالكي والعبادي بمواصفاته وبمهارات الشخصية المحدودة والظروف المحيطة به غير قادر على المحافظة على إي مكتسب لإيران , ونظام الملالي غير مستعد للتورط في صراع عسكري مباشر بالعراق لانه يعرف جيدا ان هذا ما تسعى إليه أمريكا لذا هي تفضل التضحية بأخر شيعي عراقي فقط ارخص وانسب .