23 ديسمبر، 2024 12:57 م

لعبة روحاني في العراق

لعبة روحاني في العراق

يسعى النظام الايراني بکل مافي وسعه للعمل من أجل إحکام قبضته على العراق وضمان بقاء نفوذه في سبيل جعل هذا البلد ممر وجسر لتمرير مخططاته لتنفيذ مشروع خميني من جهة، وکحديقة خلفية له لکي يسخدمها لأهداف وغايات شتى نظير خرق العقوبات الامريکية عليه والقفز عليها الى جانب نهب ثروات العراق وإحکام القبضة على إقتصاده لکي يدعم النظام الايراني المهزوز، ومن أجل ذلك هناك لعبة جديدة لهذا النظام توحي بأن روحاني الافضل والاحسن في تعامله مع العراق لأنه يسعى أن تتم العلاقة بين البلدين عبر حكومتي طهران وبغداد.
هذه اللعبة أو الکذبة الجديدة لايمکن أن تنطلي على أحد لأن لاروحاني ولاغيره بمقدوره أن يٶثر على مسار وسياق الدور المشبوه والخبيث لفيلق القدس الارهابي بقيادة الارهابي قاسم سليماني في العراق، خصوصا وإن روحاني وخلال الزيارة الاخيرة للديکتاتور السوري لطهران والتي کان عرابها الارهابي سليماني قد صار واضحا دوره الجانبي في النظام قياسا لفيلق القدس وقائده، لکن مع ذلك فإن اللعبة الجديدة التي يتم تسويقها في العراق، هو لتخفيف حدة الضغط والرفض الشعبي والسياسي العراقي ضد الدور والنفوذ المشبوه للنظام الايراني.
روحاني ومن قبله خاتمي، کان هناك ثمة دور معهود لهم بالعمل من أجل تخفيف الضغط الشعبي الايراني على النظام وإلهاء الشعب بلعبة الاصلاح والاعتدال والتي لم تحقق لحد الان ومنذ إنطلاقها المشبوه ولو مجرد إصلاح واحد کما إعترف بذلك خاتمي بنفسه بذلك قبل فترة قصيرة، وإن السعي لدفع روحاني کي يلعب هکذا لعبة خبيثة ومشبوهة في العراق لايجب أبدا أن تنطلي على أحد خصوصا وإن ستراون ستيفنسن، رئيس الجمعية الأوروبية لحرية العراق (إيفا)، قد أکد في بيان له بمناسبة زيارة روحاني بأن الاخير”الذي غالبا ما يتم تصويره على أنه إصلاحي ومعتدل من قبل وسائل الإعلام الغربية، هو ذئب يرتدي ملابس الأغنام. لقد انهارت أوراقه الإصلاحية والمعتدلة خلال فترتي ولايته في إيران”، ولذلك فإن هذه اللعبة قد صارت مفضوحة منذ بدايتها.
النظام الايراني وهو في مواجهة أوضاع مصيرية تعصف به وتدفعه بإتجاه منحدر السقوط خصوصا وإن إنکشاف وإفتضاح أرواق النظام داخليا وعدم تمکنه من الاستمرار في لعبة الاصلاح والاعتدال المخزية التي إتضح بأنها مجرد ستارة رثة من أجل المحافظة على النظام وضمان إستمراره والحيلولة دون سقوطه، ولأن النظام الايراني يعلم مدى قوة الضغط الداخلي الايراني حيث جبهة الشعب والمقاومة الايرانية ضده وفي العراق حيث الرفض الشعبي الوطني العراقي المتصاعد ضد دور ونفوذ النظام الايراني بالاضافة الى الرفض الدولي المتزايد لهذا النفوذ والمطالبة بإنهائه، فإن کل ذلك دفع بالنظام الى هذه اللعبة المفضوحة التي لايجب الانخداع بها أبدا.