17 نوفمبر، 2024 6:51 م
Search
Close this search box.

لعبة خامنئي ومأزق العبادي    

لعبة خامنئي ومأزق العبادي    

يبدو ان ادارة اوباما استهوتها اللعبة التي يمارسها المرشد الايراني في العراق،والتي تتمثل بإطلاق يد الميليشيات المسماة بالحشد الشعبي ،والذي ورط به نوري المالكي رئيس الوزراء السابق ،مرجعية النجف (كما اعترف هو بنفسه بهذا حينما قال ان فكرة الحشد الشعبي أنا وراؤها وأنا من اطلقها وعرضها على المرجعية)،وقامت بإصدار فتوى(الجهاد الكفائي)،والذي هو بالأساس مخطط ايراني لإنشاء الحرس الثوري العراقي كما اعلن بذلك نائب وزير الدفاع الايراني،هذه الميليشيات تأتمر مباشرة بأوامر المرشد الاعلى الإيراني عن طريق قاسم سليماني ،ومن قادتها هادي العامري وقيس الخزعلي وحركة النجباء وسرايا السلام وأكثر من (40) مسمى اخر من الميليشيات التي هي حرس ثوري ايراني تدريبا وتسليحا وتنفيذا وقيادة ،وهو الان جيش مستقل عن وزارة الدفاع العراقية وتتلقى اوامرها من قاسم سليماني لا من وزير الدفاع او القائد العام ،كما يدعون ويزعمون ،ومعروف لدى العراقيين والعالم ماذا فعلت هذه الميليشيات في العراق ،من قتل وتهجير واعتقال وابتزاز وخطف واغتيال وحرق للجثث والبيوت ونبش المقابر ،حتى ظهر لنا من ضلع هذه الميليشيات وردا على افعالها الاجرامية هذه ،تنظيم داعش ،حيث لم يكن قبل سنة له اثر ملحوظ في العراق قبل هذا التاريخ،وسيطرت على محافظات استيراتيجية هائلة الموارد والثروات ،لان حكومة نوري المالكي  الطائفية وجيشها وميليشياتها من الفرقة القذرة وأخواتها، التي اذاقت هذه المحافظات الامرين من انواع الحنظل العراقي،خسرت المحافظات الغربية والشمالية كلها (اعتراف حاكم الزاملي قبل يومين)كحاضن مهم جدا استغله تنظيم داعش،هي من يقف وراء هذا الدمار والخراب كله في العراق،اذن الفساد والطائفية التي يقودها نوري المالكي شخصيا وما زال ومعه شلة فاسدة من الاحزاب المنتفعة والرؤوس الكبيرة ذات العمائم المفخخة بالطائفية والفساد ،اضافة الى قضاء تابع ذليل بيد المالكي ،جعل من اخراج العراق من محنته ومآسيه وكوارثه ودماره امرا مستحيلا ،هذا هو مشهد العراق الان ،ولكن وفي ظل التحولات الدراماتيكية الكبيرة التي افرزتها ثورة الشعب العراقي في الجنوب والفرات ضد حكومة العبادي ،قد اوجدت وضعا اصعب على العملية السياسية الفاسدة الفاشلة،قد يقودها الى الانهيار واستقالة العبادي او الانقلاب عليه او الذهاب الى حكومة انقاذ وطني كما يفترض او الى اعتصامات دائمة للمتظاهرين يجبر العبادي وجيشه وميليشيات ايران من قمع وقتل وتفريق المتظاهرين بالقوة المسلحة ،تماما كما فعلها سلفه نوري اللعين وارتكب مجزرة الحويجة والموصل والانبار وديالى بحق المتظاهرين العزل والسلميين،حينما اطلق تصريحاته التي تقطر طائفية –نحن انصار الحسين وهم انصار يزيد والفقاعة والنتنة وبحر من الدم بيننا وبينهم- وهكذا ،هنا في هذا المقال سنحلل نتائج التظاهرات ومستقبلها ولعبة خامنئي التي ارسلها بيد المالكي قبل اسبوع حين استدعاه الى طهران ،وأطلعه عليها بحضور الرئيس الايراني حسن روحاني،فما هي لعبة خامنئي وماهي نتائجها وما هو موقف حيدر العبادي منها ،وكيف استقبلها،لذلك نقول ان التظاهرات قد افرزت معطيات تاريخية نعم تاريخية منها ،انها حطمت هالة وقدسية العمائم المتأسلمة الفاسدة ،والمتبرقعة باسم الدين (باسم الدين باكونة الحرامية ) ،وبروز هتافات بالأسماء لرموز دينية لها تاريخ وجذور طويلة جدا في العراق تدينها بالفساد المالي والأخلاقي،وهذا لم يحدث في التاريخ،اذن تحطيم الاصنام وتعريتها لأنها فاسدة اولى انجازات التظاهرات ،وكسر حاجز الخوف من هذه العمائم المزيفة امر بالغ الاهمية ،ناهيك عن الهتافات الاخرى لرموز الفساد ،كان من الصعب التقرب منها والتفوه ضدها بشيء،وفي المقدمة نوري المالكي وجلاوزته وعصاباته ،وبهذا فشل حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي وخسر جمهوره وحاضنته هو وبقية الاحزاب الدينية الاخرى الى الابد ،وأصبحت اضحوكة ونكتة على السن اهلنا في الجنوب،وموضع احتقار وسخرية لهم،وبهذا قد هزت عرش خامنئي في العراق والذي بناه بعد الاحتلال،وصارت صوره وصور المقبور الخميني يدوسها عليها ابطال ساحة التحرير في قلب بغداد العباسية ،اي هنا قبر المشروع الايراني الكوني الديني لتوسعي ،وهذا مما دفع الخامنئي من طلب استدعاء المالكي على عجل،رغم ان المالكي مقالا من منصبه،استقبله كمسئول عراقي رسمي،وأسبغ عليه صفات كبيرة(قائد اسلامي في المنطقة ،ورمز من رموز الممانعة  وووالقاب اخرى ) ،اذن الخامنئي يهيء العالم والعراقيين ان المالكي هو (رجل المرحلة القادمة لايران)، نعم هو رجلها القادم،لان العبادي خرج بعض الشيء عن الطاعة الايرانية وتراه ايران رجل امريكا ،وان المالكي هو الاقرب اليها من العبادي،بالرغم من انهما من مؤسسة حزبية واحدة هو حزب الدعوة وامينه العام المالكي نفسه ،ومرجع ديني واحد هو البروجوردي،لهذا اوكل الخامني المهمة المستحيلة للمالكي،فجاء المالكي مهددا ومحذرا بكشف كل الملفات لكبار المسؤولين والاحزاب والشخصيات والوزراء وغيرها ،بما فيهم مقتدى الصدر بقضية الخوئي وحيدر العبادي عندما كان وزيرا للاتصالات،بعد حصل على ضمان من الخامنئي،بان العبادي لن يحيله الى القضاء بقضية سقوط الموصل وغيرها من الجرائم التي اقترفها بفترة حكمه الدموية لولايتين ووصف حاكم الزاملي رئيس اللجنة في قضية الموصل نوري المالكي بارتكابه الخيانة العظمى للعراق،وهذا بالون اختبار لخصومه،بان لديه ملفات تدين ايا منكم قاسكتوا افضل لكم،وهكذا سكتوا وبلعنوا الاهانة ،وفي هذا الجو الملتهب سياسيا وعسكريا ،والمتفجر غضبا في شوارع العراق ،نقول ان اصلاحات حيدر العبادي كشفت وعرت وفضحت حكومته لحجم الفساد الذي كان يعشعشش فيها،ولم تكن الاصلاحات ذات جدوى وتمس جوهر التظاهرات،لان سقف المطالب ارتفع وأصبح عاليا جدا ،يصعب على العبادي وحكومته وأحزابها ومرجعيتها من تلبيته الان،فعن اي اصلاحات يتحدث العبادي ورأس القضاء هو الافسد،ومسيس ومجير وتابع ذليل بيد(خصمه) المالكي وعصابته ،وعن اي اصلاحات يتحدث والدستور المسخ المفخخ بالطائفية موجودا وبرلمان هزيل وفاشل وحيتان الفساد تصول وتجول ولا من رادع لها،الاصلاحات كذبة يريد ان يسوقها على المتظاهرين والرأي العالم،مطالب المتظاهرين واضحة لا رجعة عنها،وهي تغيير الدستور وإلغاء قرارات بريمر وإلغاء او تجميد البرلمان،والذهاب الى حكومة انقاذ وطنية وإعلان الطوارئ،وتحديد سقف زمني لإجراء انتخابات برلمانية تشرف عليها الامم المتحدة ومجلس الامن والجامعة العربية ومنظمات دولية والاتحاد الاوروربي،لكن هذا كله لم يتم، لان مخطط خامنئي الذي ارسله وكلف المالكي المالكي في تنفيذه هو الذي سينفذ على الارض،وهو قمع وقتل المتظاهرين وإنهاء التظاهرات بأية طريقة وبالقوة اولا ، وهذا ما رأيناه من حرق الخيام في البصرة وهو اول ألغيث وبعدها ستكون المواجهة مع المتظاهرين،وهو نفس سيناريو المالكي مع اقرانهم في المحافظات المنتفضة الغربية،ومن بنود مخطط الخامنئي الانقلاب على العبادي بقيادة بدر والعصائب وبإشراف المالكي،لغرض اعادته الى رئاسة الوزراء،ولكن ما هو موقف ادارة اوباما من هذا كله، وهل هي الان تتفرج فقط ،ام لديها سيناريو هي الاخرى يزيل كل هذا الورم السرطاني الايراني من ميليشيات وتدخلات ايرانية ونفوذ كامل على مقدرات العراق، لم يعد بإمكان امريكا السكوت عليه لاسيما وان الانتخابات الامريكية تلقي بظلالها على الشارع الأمريكي فلابد من عمل شيء يلفت نظر الأمريكان ويحقق للمرشحين دعائية انتخابية في الخارج ،اعتقد ان السيناريو الامريكي للتغيير هو الاقرب الى التنفيذ ،من المخطط الايراني،والسبب ان امريكا ستستغل هذه التظاهرات ،وتلقي بمشروعها على الشارع العراقي ،المتحمس والمصر على ألتغيير، ليكون طوق نجاة لها ،وفرصة مؤاتية تقتنصها،وهو ما سيكون في اخر المطاف وبشكل مؤكد.انه صراع الارادات بين امريكا وايران في العراق،هذه هي صورة من لعبة خامنئي وأزمة العبادي في مواجهتها والانحناء لها…

أحدث المقالات