إن مطالبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للكونغرس بإستحصال تفويض رسمي لمحاربة داعش في العراق وسوريا ولمدة ثلاث سنوات, أمر مفضوحة غاياته وأهدافه وأبعاده, ويمكن معرفة ذلك من خلال الإجابة على التساؤلين الآتيين:
هل هذا التنظيم يمتلك القوة والتنظيم والقدرة والعدة والعدد لدرجة لا يمكن القضاء عليه إلا بثلاث سنوات؟! أم إن سياسة أمريكا في المنطقة تحتاج لهذه المدة من التواجد العسكري والاستخباراتي الأمريكي من أجل خلق بديل لداعش في المنطقة وبالتالي يضمن استمرار بقاءكم و تواجدكم في العراق إلى ما شاء الله؟!.
فإذا كان تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” يمتلك القدرة والقوة والتسليح الكافي لثلاث سنوات, فأين كنتم عن هذا التنظيم عندما كان عبارة عن بضع أفراد يسكنون الصحراء عندما كانوا لا يملكون القوة والقدرة التي يتمتعون فيها الآن وكان بالإمكان القضاء عليهم؟! فلماذا لم تتحركوا وتتخذوا اللازم؟ أين استخباراتكم؟ وأين منظومتكم المخابراتية والتجسسية؟! أين ذكائكم؟ أين طائراتكم وأقماركم الاصطناعية ؟! وأين تطوركم وتكنولوجيتكم وأين وأين وأين؟!.
هل عجزت كل هذه الأمور عن محاربة هذا التنظيم ؟! إن كان الأمر كذلك فهذا يدل على إن هذا التنظيم يمتاز بالذكاء العالي لدرجة انه اعجز أقوى دولة في العالم في القتال, وهذا يؤكد ما قاله المرجع الديني الصرخي الحسني في محاضرته لعقائدية التاريخية الرابعة والعشرون …
{… احذر الشعوب الغربية احذر الشعب الأميركي من حصول مواجهات غير متوقعة لأنكم تقاتلون أناس متمرسين جدا ومتمكنين جدا وأذكياء جدا فعليكم وعلى لجميع إن يتصرف بذكاء يكفي العناد يكفي الطفولية يكفي الصبيانية…}.
لكن في حقيقة الأمر إن هذه المطالبات من الرئيس الأمريكي والتي تقتضي بنشر الآلاف من المستشارين العسكريين في العراق – جنود تحت عنوان مستشارين – وزيادة الطلعات الجوية, جاءت من أجل ضمان التواجد العسكري الأمريكي في العراق, لأكثر وأطول فترة زمنية ممكنة من أجل إعداد العدة والخطة المحكمة لخلق بديل لداعش في المنطقة – كما أصبح داعش بديل للقاعدة – وبهذا سوف يضمن إضافة فترة زمنية أخرى للتواجد الأمريكي في المنطقة, فاللعبة مكشوفة وواضحة يا سيادة الرئيس أوباما, فما مطالباتك تلك إلا تعبير عن حقيقتين وهما :
الأولى: إنكم عاجزين عن مجارات هذا التنظيم الذي يمتاز بالذكاء والقوة والقدرة العالية في كافة المجالات, الأمر الذي يحتاج إلى مدة زمنية طويلة لمواجهته ومحاربته.
الثانية : ضمان بقاء التواجد الأمريكي في العراق والمنطقة بصورة عامة من أجل السيطرة على المنطقة خصوصا وهي منطقة تماس مع الدول الشرقية كإيران وروسيا بالإضافة إلى السيطرة على الثروات والخيرات والأموال التي من شانها إن تدعم الاقتصاد الأمريكي .
وهنا اذكر بكلام المرجع الديني الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية التاريخية الثالثة والعشرون…
{… الآن الاميركان الأنجاس الذين يريدون أن يثبتوا ويرسخوا وجودهم في العراق إلى ما شاء الله الآن يقولون نتدخل!! كيف تتدخل ماذا تضرب أي أهداف تضرب؟! كانت أهداف محصورة ومعدودة في الصحراء لم تفعل شيئاً ولم تقدر عليهم، الآن عندما اختبؤوا بين الناس في هذه المساحات الشاسعة أين تجد هؤلاء وأين تضربهم وأين تقضي عليهم؟! كلها عبارة عن خديعة في خديعة…}.