18 ديسمبر، 2024 11:53 م

لعبة التهديد والتصعيد وذروة الخطر التي تخبطَ فيها “دونالد ترامب” وأتقنها “كيم جونغ أون”

لعبة التهديد والتصعيد وذروة الخطر التي تخبطَ فيها “دونالد ترامب” وأتقنها “كيم جونغ أون”

لعبة “ترامب” الماكرة التي استلمها من “أسلافه”! والتي أدركها الرئيس الكوري الشمالي “كيم جونغ أون” وفجرها في حضن “ترامب” وأربك استمراره فيها! .. هي مواصلة التهديد والتهديد المعاكس حيث واصل الرئيس “كيم جونغ” التصعيد حتى بلغ ذروته المخطط له ثم هبط فجأة إلى أقصى نقطة وكأنه كان ينفخ في بالون حتى يتضخم ويفجره في وجه “ترامب” حيث أصابه بالصدمة والرعب!

كانت الإدارات الأميركية السابقة تلعب هذه اللعبة بين إيران ودول الخليج سواء كانت إيران تشارك هذه اللعبة أم لا! فهي ساهمت في بيع صفقات السلاح الهائلة الأثمان لدول الخليج وخاصة مملكة الشر الوهابية؛ فكلما أعلنت إيران عن تجربة الأسلحة الصاروخية أو تقوية أسطولها البحري كلما سارعت تلك الدول لشراء الأسلحة والطلب من أميركا وبعض دول الغرب وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا وتتوسل لحمايتها من “إيران”!!

مما يثير الشكوك وغَلَبَة الظن إن تاريخ التعاون الإيراني – الأميركي قبل إسقاط الشاه عميل أميركا القوي على حدود الإتحاد السوفييتي بسبب عدم تعاونه مع أميركا حول بعض الأمور التي لا مجال لشرحها هنا- إن ذاك التعاون استمر في وقوف إيران “الإسلامية الشيعية”! والسعودية “الإسلامية السنية”!! مع أميركا وحلفائها “الصليبية”!! في التصدي للتواجد السوفييتي “الأرثوذسكي” في أفغانستان! حتى أسقطوا النظام الشيوعي فيها وهزموا الجيش السوفيتي هناك!! .. وتغاضي أميركا من وضع الجزر الثلاثة في الخليج التي منحت للشاه سابقاً ولم تحرك أميركا أو الغرب بشكل عام أي ساكن حولها وكأن شيئاً لم يكن وكائن!.. رغم صراخ وعويل أشباه الرجال في محميات الخليج “الغربي”! على أبواب الإدارات الأميركية المتعاقبة لتحريرها! وكأن جوابهم يكون “لم يحن الوقت بعد”!!.. وهكذا لا زالت أميركا تتخذ من إيران وسيلة لبيع الأسلحة وتقوية العلاقة بين محميات الخليج وتخويفها أخيراً بالسلاح النووي الإيراني مما جعل “محمد بن سلمان” يحاول بناء مفاعل نووي في السعودية وهذا ما سوف يجعل أميركا وانكلترا وفرنسا أن تستعد وتتعاون لتلبية “طلب الحلفاء” في بناء المفاعلات المختلفة وتوفير مستلزماتها وهو المطلوب!! بل طالب “ترامب” علناً وبكل صراحة وعلى ملأ العالم كله إن على دول الخليج أن تدفع أكثر!! لأن حمايتهم تكلف أكثر وإلا فإن أنظمتهم سوف تسقط خلال أسبوع!!؟ من غير أن ينطق أحدٌ من أشباه الرجال في محميات الخليج بكلمة ويطالب “ترامب” بأن يدفع هو وحلفائه لهم أجور تواجد قواعدهم على أرضهم منذ عشرات السنين!! لحماية مصالحهم وأهمها النفط والغاز الشريان المهم والخطير لوجود أميركا والغرب وحلفائهم.. لكن الرئيس الأميركي علاوة على ذلك هو يطلب “أجور حماية أشباه الرجال في محميات الخليج”!!؟

نفس اللعبة أراد أن يلعبها “ترامب” مع كوريا الشمالية حيث يستمر في السجال معها والأخرى ترد بتجربة جديدة وتتصاعد الصرخات من اليابان وكوريا الجنوبية وبقية دول المنطقة هناك التابعة للهيمنة الأميركية لتثبيت تواجد الأساطيل الأميركية وبيع الأسلحة لتلك الدول والاتخاذ منها ترسانة للأسلحة المختلفة والمتنوعة وحتى النووية للتحضير لمواجهة الصين في المستقبل البعيد.. إلا أن رئيس كوريا الشمالية صفع “ترامب” صفعة العمر!! بإعلانه توقف تجارب الصواريخ البالستية وغلق مركز إطلاقها واستعداده للتفاوض ولقاء “ترامب”! وتصالح مع “ولد عمه” في كوريا الجنوبية وطمأن “خواله” في اليابان وقال لهم “لا تخشوني واخشوا من ضربكم بالهايدروجيني وقتل نصف مليون ياباني في خمسة دقائق”!! ..وطمآن غيرها من الدول في المنطقة وقد وجه في هذه الخطوة التي لم يكن يتوقعها “ترامب” في الوقت الحاضر؛ وجه سهماً قاتلاً إلى “ترامب” لا زال يتعالج منه إلى الآن وعليه أن يشفى “غصباً عليه” ليتم لقاء “دونالد ترامب” و”كيم جونغ أون” الذي هدم المخطط العدواني الأميركي الغربي الإستراتيجي في المنطقة وضد “الصين”.