23 ديسمبر، 2024 7:00 م

“ذهبنا الى العراق بذريعة تخليص العراقيين من الارهابيين،لكننا اكتشفنا هناك،بأننا نحن الارهابيون”! ؟
هذا ما قاله (ايتن ماكور)الجندي الاميركي المشارك في عملية قتل المصور الصحفي نمير نور الدين في منطقة الامين ببغداد من قبل سلاح الجو الاميركي عام 2007،وبعد سنوات على وقوع تلك الجريمة،جاء هذا الاعتراف مُسجَّلا في اللقطات الاخيرة لنهاية فلم وثائقي تناول تفاصيل تلك الحادثة،والذي عرضته قناة الجزيرة الوثائقية أكثر من مرة على شاشتها.. هذه الجريمة تكشف بوضوح تام همجية وقذارة السياسة الاميركية وهي تتعامل مع الشعوب.كما تكشف ايضامسؤوليتها الكاملة عن الخراب والدمار الذي تعيشه المنطقة العربية منذ منتصف خمسينات القرن الماضي وحتى الان.فهي التي خططت وهيّأت وساهمت وساعدت على وصول معظم الاحزاب الشمولية والحكام الطغاةالى سدة الحكم(من عسكريين واميين ومجانين واشقياء وابناء شوارع)سواء كانت مساهمتها قد تمت بشكل (غير مباشر)كما حصل في خمسينيات القرن الماضي وماتلاها من العقود أو بشكل (مباشر )كما حصل في العراق بعد العام 2003.
وليس بعيدا عنّا سياستها المخادعة هذه مع الثورة السورية التي نعيش تفاصيلها المرعبة والمؤلمة منذ اكثر من عامين ،فقد عملت دوائرها السياسية والاستخبارتية بكل ماتملكه من دهاء وخبرة متراكمة في التعامل مع مثل هذه الموضوعات وخاصة في المنطقة العربية على إطالة أمد الصراع وتغذيتة بكل صور التطرف والعنف،لذا لم تبخل بأي جهد من أجل تهيأةالظروف الملائمة لكي تتسلل من كل انحاء العالم جماعات اسلاموية متطرفة من اوربا واميركا وافغانستان وباكستان والشيشان والعراق ولبنان.ولتترك لها فرصة أن تتجمع وتعمل وتنشط على الاراضي السورية ليس بهدف القضاء عليها ــ وهي قادرة على ذلك فيما لو أرادت ــ لكن بقصد خلط الاوراق وادامة الفوضى،مما يعني:قطع الطريق الواضح أمام السوريين،وإدخالهم في متاهة لها بداية لكن ليس لها نهاية،عندها لن يصلوا الى ماكانوا يبغون الوصول اليه ساعة خروجهم السّلمي نساء ورجالا وأطفالا الى الشوارع والساحات في الايام والاشهر الاولى من انتفاضتهم عام 2011وذلك :بقيام نظام حكم مدني ديموقراطي يضمن لهم الحرية والكرامة التي طالما افتقدوها طيلة اكثر من 40 عاما من فترة حكم عائلة الاسد.وليس اسهل على الاميركان تحقيق هذه المهمة طالما المسألة مرهونة بتوفر المال الكافي الذي يمكنها بكل سهولة ويسر من استدراج وشراء وتأجير امراء الحرب بمختلف العناوين والتنظيمات الاسلاموية التي يتسترون وراءها الى الساحة التي تريد وبالوقت الذي تريد وبالشروط التي تريد .