يقول دين راسك وزير خارجية أمريكا ألأسبق أن ألعالم ألذي نعيش فيه يعج بالمؤمرات ألخبيثة؛ ففي ألوقت ألذي ينام فيه نصف سكان ألعالم يبقى ألنصف ألآخر مستيقظا يحيك ألمؤمرات ضد ألنصف ألآخر.
في صراع ألنفوذ وألسيطرة وألتخلص من ألأعداء ألمحتملين ؛ وخاصة شبح ألخطر ألأيراني وبرنامجها ألنووي ألذي يهدد هيمنة أسرائيل ألمطلقة في ألمنطقة ألعربية ومصالح ألدول ألعظمى كأمريكا وبقية ألدول ألأوربية وخاصةفيما يتعلق بأمدادات ألطاقة ألحيوية لأقتصاديات هذه ألدول ؛ لأن فقدان ألسيطرة على أنسيابية ألطاقة سيؤدي ألى خنق أقتصاديات هذه ألدول لفترة طويلة ؛ وقد ألتقت مصالح هذه ألدول مع دول ألمشايخ ألخليجية وخاصة مشيخة ألسعودية ألتي تهيمن عليها ألعقلية ألسلفية ألوهابية ألتكفيرية وخوفها من تمدد هيمنة آيران على ألمنطقة بالمشروع ألوهمي الذي أخترعته { ألهلال ألشيعي} ألمتمثل بحزب ألله وحكومة ألأغلبية ألشيعية في ألعراق وألنظام ألسوري .
للتخلص من هذا ألمثلث سعت هذه ألدول بالتعاون مع أسرائيل وأمريكا والغرب ألى أستغلال ألأنتفاضة ألسورية ضد حزب ألبعث ألفاشي وساعدت بعض ألحركات ألسلفية وزودتها بالسلاح كما سهلت للمجاميع ألأرهابية كالقاعدة وغيرها بالتسلل الى داخل ألأراضي ألسورية لتقوم بأعمال أرهابية تشابه ماقامت به هذه ألمجاميع في ألعراق من ترويع ألآمنين وقتل ألناس بدم بارد وتدمير ألأقتصاد ومؤسسات ألدولة ألصحية وألخدمية وتعطيل شبكات ألكهرباء وتفجير أنابيب نقل ألنفط والغاز وبث ألرعب بين ألسكان وتجنيد ألأطفال وقد أشارت لذلك منظمات حقوق ألأنسان في تقريرها ألأخير .نحن لاندافع هنا عن جرائم ألنظام ألسوري ضد ألشعب ألسوري ألذي يطالب بحقوقه ألمشروعة في أختيار حكامه وأقامة نظام ديمقراطي تعددي يحترم حقوق ألأنسان وفقا للقوانين ألدولية ألمتعارف عليها .أن أستخدام ألنظام ألسوري للقوة ألمفرطة ضد ألمتظاهرين وخاصة أستخدام ألدبابات وألمدفعية في قصف ألمدن عمل أرهابي غير مبرر وكان على ألنظام أن يحاور ألمعارضة بطريقة حضارية للوصول ألى أتفاق يرضي ألطرفين ويحقن دماء ألشعب ألسوري ألعزيز.
أن ألمضحك ألمبكي أن من يدعي ألدفاع عن حقوق ألشعب ألسوري هي مشايخ ألخليج ألتي تفتقد لأبسط قواعد ألدول ألمتعارف عليها فلم تحصل فيها أنتخابا ت منذ تأسيسها ولا توجد برمانات منتخبة وألنظام فيها وراثي لايختلف عن حكومات ألقرون ألوسطى أن لم تكن أسوء؛ وكما يقول ألمعلق ألأسرائيلي في جريدة هآرتس ألأسرائيلية ؛ أن من مصلحة آسرائيل أن تقوم حكومة سلفية في سوريا للتخلص من محور ألشر ويعني ألمثلث ألذي أشرت أليه سلفا؛ وفي مقالة أخرى يقول معلق آسرائيلي أخر؛أن أصوات حكام ألخليج وتحريضهم على ألحكومة ألسورية يذكرنا بنواب أليمين ألأسرائيلي وهم يطالبون بأسقاط ألأسد في ألكنيست ألآسرائيلي!!.
أن مطالب ألشعب ألسوري ألمنتفظ لاتختلف عن مطالب ألشعب ألبحريني وألشعب ألسعودي حيث قامت قوات درع ألجزيرة وخاصة ألسعودية منها بقتل ألمتظاهرين سلميا في ألبحرين بينما قامت قوات ألأمن ألسعودية بقتل ألمتظاهرين ألسعودين سلميا في ألقطيف وغيرها ؛ سكت ألأعلام ألغربي عن جرائم مشايخ ألخليج بحق شعوبهم لأن ألمصالح مشتركة والغاية تبرر ألوسيلة!!.
فأذا كانت ضمائر مشايخ ألخليج تؤرقهم مأسات ألشعب ألسوري ؛ فأن ألشعب ألفلسطيني يعاني من ألأضطهاد ألصهيوني وألأحتلال وألقتل وألتهجير منذ أكثر من ستين عاما ؛فقد ضربوا بالصواريخ وألطائرات واسلحة ألدمار ألشامل ومأسات غزة ألأخيرة ماثلة للعيان فأين عروبتكم وأسلامكم ؛ فكونوا عربا كما تدعون بدلا من تكونوا أبواقا لأسرائيل وللدوائر ألغربية ؛ ألتي ساهمت بسلاحها ودعمها للكيان ألأسرائيلي في قتل شعب أعزل وطرده من أرضه ويعيش في ألخيام منذ النكبة.
لقد أصدرت ألأمم ألمتحدة مئات ألقرارات لصالح ألشعب ألفلسطيني ولم يطبق قرار واحد بفعل ألفيتو ألأمريكي وتواطئكم معها ؛ فكما أستخدمتم نفوذكم وأموالكم لأسقاط ألقذافي وألأن بشار ألأسد؛ فلماذا لاتستخدموا ثقلكم ألأقتصادي في أرغام حلفائكم بأنصاف ألفلسطينين لذر ألرماد في ألعيون!!.
أن ألمخطط غير ألمعلن وألذي أتضحت معالمه من خلال ألتسريبات ألتى بدأت تظهر في ألجرائد ألغربية وخاصة ألنيويوك تايمز ألأمريكية وألغارديان ألبريطانية وألليموند ألفرنسية ألتي ذكرت في تقاريرها مؤخرا أن ألهدف من أسقاط ألأسد هو تمهيد ألطريق لأسقاط ماتبقى من محور ألشر ؛وبعدها ستتعاون أسرائيل مع ألسعودية واليمين ألمسيحي ألمتطرف في لبنان للأجهاز على حزب ألله ألذي يمثل خطرا على مصالح آسرائيل وأمريكا؛ ثم يتوجهون ألى ألنقطة ألأضعف في ألمنطقة هي حكومة ألمالكي ألذي يعتقد ألسلفيون في ألسعودية ودول ألمشايخ ألأخرى أنها تشكل خطرا على مصالحهم في ألمنطقة وأعادة ألنظام ألقديم ألذي كان يخدم مصالحهم لفترة طويلة من ألزمن .
أن ألمناورات ألبحرية ألتي جرت مؤخرا بين ألأسطول ألأمريكي والبحرية ألسعودية وبمشاركة غير معلنة لقطاعات من ألبحرية ألأسرائيلية ؛ يستطيع ألوقوف على ألهدف ألنهائي ألخبيث لهذه ألقوى وهوضرب ألمشروع ألنووي ألأيراني والتخلص من أي خطر محتمل على أسرائيل وبذلك تكتمل فصول ألمؤامرة.
لقد ثبت مما لايدفع ألشك أن حركات ألشعوب ألعربية ضد حكامها ألطغاة قد تم أختطافها من قبل ألسلفين بعد تقديم ألطاعة والولاء للمخطط الغربي في ألمنطقة وهو تجزئة المجزء وتقسيم ألمقسم ؛ فاليبيا في طريقها للتمزق الى قبائل ومقاطعات عشائرية تسيطر عليها القبائل وألمنظمات ألسلفية ألأ رهابية وأليمن ستقسم الى يمنين شمالي وجنوبي كما قسمت السودان من قبل ومصر في حالة هرج ومرج بعدما سيطر عليها ألأخوان ألمسلمين وتونس تعاني مشاكل مع السلفين وألعراق أذا مانجحت خطة ألخليج فسيتحول ألى ثلاث كانتونات شيعية ؛ سنية وكردية وستصبح مستعمرات تأخذ أوامرها من ألكنيست ألأسرائيلي وعندها لاينفع ألندم .
أن ما تقوم به أمريكا وألدول الغربية وحليفتهما آسرائيل هو عملية تغيير وجوه في المنطقة وليس تغير أنظمة ؛وفي ألحقيقة هي عملية تدمير ممنهجي للبنى ألأساسية لهذه الدول وأستزاف أقتصادياتها وجعلها ذيولا طائعة مستسلمة لها تأتمر بأمرها .
فبعد تدمير ألبنى ألأساسية تأتي الشركات الغربية لأعادة بنائها ثم تقوم بتوريد ألأسلحة أليها بحجة ألحفاظ على ألأمن وتخوفيها من دول الجوار وأستنزاف النفط وهي السلعة الوحيدة التي تعتمد عليها دول ألمنطقة في توفير ألسلع ألأساسية لأدامة الحياة لمواطنيها ؛ وللدليل عل ذلك ألتحول الذي حصل في مصر ؛ فقد قام حسني مبارك بخدمة أمريكا وأسرائيل وألألتزام بكافة متطاباتها ؛أبتداءا بالألتزام بأتفاقية كامب ديفيد وأحكام ألحصار على غزة وقطع ألعلاقات مع آيران ومحاربة حزب الله ؛ وتوفير الغاز لأسرائيل بأسعار زهيدة . ألرئيس الجديد مرسي وافق على كافة هذه الشروط مقابل موافقة أمريكا وآسرائيل على تسنمه للرئاسة وألدليل أن أول زيارة قام بها بعد توليه ذهب لزيارة السعودية عرابة ألمنطقة للأستماع ألى شروط العم سام باللغة العربية من مشايخ السعودية !!.
في ليبيا بعد تدميرها ونهب ثرواتها من قبل الشركات النفطية وألأحتكارية جاءوا بمحمود جبريل الصديق القديم لهم ودعموه للنجاح في ألأنتخابات ألأخيرة في بلد تسيطر عليه ألمليشيات وألقبائل المتناحرة وبقي ألشعب الليبي على حاله أما مهاجرا يعيش في دول الجوار أو جائعا .
مزقت ألدول الغربية العالم العربي الى دويلات ومحميات لاحول لها ولا قوة فدول المشايخ قواعد عسكرية للدول الغربية أما بقية الدولة فقد أشعلوا فيها الحروب الطائفية والعراقية وأخذوا يسلحون كل ألأطراف وهذا مانراه في عراق أليوم يبيعون ألأسلحة للحكومة المركزية ولأقليم كردستان ؛بينما تقوم شركاتهم ألأحتكارية بنهب ألنفط على مهلها دون رقيب أو حسيب!!
وأصبح واضحا ألآن أن ماأطلق عليه بثورات الربيع العربي هي مسرحية وضعت خطوطها العريضة في البنتاغون وألموساد ألأسرائيلي!!.
أن مايحدث أليوم في عالمنا العربي من مهازل يشابه ماكان يحدث في العراق في أثناء ألحكم الملكي وتسلط ألأقطاع على ألأراضي ألزراعية وأستخدام ألفلاحين كعبيد لايحصلون حتى على لقمةألعيش أسوة ببقية البشر ؛وأذا ماحاول أحدهم ألأعتراض على ظلم ألأقطاع وألمطالبة بحقوقهم يتصدى ألسركال وزبانيته يشبعونه ضربا وركلا ويطردوه وعائلته من ألأرض ؛فيقوم ألأقطاعي بلعب دور الشهم المنقذ فيرسل الى ألفلاح ؛ علما بأنه هو ألذي أمر بتأديبه ؛ويطلب من ألسركال ألأعتذار له ويعطيه بعض المال ويطيب خاطره ؛ يتحول هذا الفلاح المشاكس الى ذراع للشيخ في أضطهاد أخوانه من ألفلاحين ؛ وهذا ماحصل في السابق وفي الوقت الحاضر في عالمنا العربي؛ مسرحية تتكرر في كل العصور.
فأمريكا والغرب والشركات ألأحتكارية لاتؤمن بالديمقراطية خارج حدودها وتعتبرها سلعة لذر الرماد في العيون ؛ففي سبعينات القرن الماضي قامت ألمخابرات ألأمريكية بتدبير أنقلاب على الرئيس الشرعي ألمنتخب لتشيلي ؛سليفادورألليندي ؛ وجاءوا بالجنرال بينوشت ألذي قام بأعدام مئات ألألوف من أبناء ألشعب ألتشيلي ؛أنها مسرحية تتكرر عبر العصور تقوم بأدوارها ألدول الغربية وألشركات ألأحتكارية!!.