6 أبريل، 2024 10:32 م
Search
Close this search box.

لطيف دوري والحنين إلى بغداد ..!

Facebook
Twitter
LinkedIn

كثير من المثقفين العراقيين اليهود الذين كان لهم أثر فعال في المجتمع العراقي والحياة الثقافية والأدبية العراقية ، نزحوا من بلاد الرافدين إلى الدولة العبرية بعد قيامها في أواخر الأربعينات على ارض فلسطين التاريخية ، وواصلوا بعد نزوحهم الكتابة باللغة العربية ، وساهموا في رفد الثقافة العربية في إسرائيل بكتاباتهم وأعمالهم الإبداعية المختلفة في شتى فنون وضروب الأدب . وتجلت في هذه الكتابات روح الثقافة العراقية والتقاليد الثقافية العراقية . ونذكر من بين هؤلاء المثقفين : أنور شاؤول ، شموئيل موريه ، إسحق بار موشيه ، مير بصري ، ابراهيم عوباديا ، نسيم رجوان ، شالوم درويش ، سليم شعشوع ، سمير نقاش ، سامي ميخائيل ، مراد ميخائيل السموألي ، ودافيد صيمح ، وسواهم العديد . وبرز في كتابتهم عمق ارتباطهم والتصاقهم بالعراق ، وطن النخيل ودجلة والفرات ، ومدى انتمائهم للثقافة العراقية وللمزاج الثقافي العراقي .

ويعتبر لطيف دوري احد هؤلاء المثقفين الذين انخرطوا في النضال ضد السياسة الإسرائيلية الاضطهادية ، التي تمارسها ضد جماهيرنا العربية ، وضد شعبنا الفلسطيني في المناطق المحتلة ، وهو من المشاركين بفعالية في الكفاح وأعمال الاحتجاج ضد الاحتلال وممارساته وموبقاته ، والتضامن مع الشعب الفلسطيني في كفاحه التحرري العادل ، ولأجل إرساء صرح السلام العادل والشامل الذي يضمن الحق الفلسطيني .

ولطيف دوري القادم من بغداد الرشيد ، كان في السادسة عشرة من عمره حين غادرها ، يقطن في رمات غان ، ويعمل صحافياً ورئيساً للقسم العربي في حزب “ميرتس ” اليساري ، وله تاريخ نضالي ومواقف سياسية يشهد لها في مقارعة اليمين الصهيوني المتطرف . وهو من مؤسسي لجنة الحوار الإسرائيلي – الفلسطيني وسكرتيرها ، وهذه اللجنة كانت أقيمت رداً على قانون منع اللقاءات مع قيادات منظمة التحرير الفلسطينية .

ورغم البعد ومرور السنوات الطوال على الرحيل والهجرة ، فما زالت بغداد في خاطره ووجدانه ولغته وتفكيره وخياله ، وكم يعصف في قلبه الشوق والحنين الجارف لعاصمة الرشيد التي تحارب الداعشيين هذه الأيام . وكما يقول لطيف إنه حنين متأصل في الوجدان، وفي قلب كل يهودي عراقي خرج منها وانتمى إليها .

أننا نشد على أيدي لطيف دوري ، المناضل اليساري الليبرالي ، ورفاقه من حركات ونشطاء السلام في المجتمع الإسرائيلي ، نتمنى له المزيد من العطاء

والنضال حتى انتصار الحلم الذي يصبو إليه ، حلم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران العام 1967 ، لينعم شعبي هذه البلاد بالسلام والهدوء والطمأنينة والأمن والاستقرار ، وما أحلى الرجوع إلى ربوع بغداد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب