المرحومة شمهودة للذين لا يعرفوها هي واحدة من نساء الجنوب اللواتي تعلمن طحن المعاناة بين حجر الرحى منذ الطفولة وحتى القبر الا ان المرحومة بالاضافة الى ذلك لها قصة خاصة فقد عرفت في السلف وبين نساء القرية التي كانت تعيش فيها بانها عندما يكون هناك الحاجة الى تشجيع النساء على اللطم في مجالس العزاء في جنوبنا الجميل كان لشمهودة القدح المعلى وكانت اول من تذكر في ذلك ولكن عندما ياتي الطعام كان يتم ارسالها لتاكل مع الصغار والاطفال . تذكرت قصة المرحومة شمهودة التي كانت تضحكنا ايام الطفولة على وقع طبول واهازيج الفرح بالانتصارات التي حققها كل العراق في تحرير الرمادي من كلاب اهل النار من دواعش الارهاب واستعادتها الى حضن الوطن . هذا النصر المؤزر الذي يصدق عليه المثل القائل ان للنصر اباء كثيرة ولكن للهزيمة اب واحد فالكل يدعي انه هو من حقق النصر ولكن في خضم تبادل انخاب النصر يمكن ان نلاحظ التجاهل المتعمد لمن توسدوا ارض المعركة منذ ثمانية عشر شهرا من اجل هزيمة داعش منذ ان تداعوا تلبية لنداء اسد العراق اية الله العظمى السيد علي السيستاني وفتواه في الجهاد الكفائي والذين اتخذوا من سلاحهم وسادة ومن سماء العراق ونجومه غطاء .
ان فرحة النصر جعلت الكثيرين ممن كانوا يتسولون في فنادق اربيل و عمان ودبي بدعوى مظلومية اللاجئين على جسر بزيبز تخرس السنتهم الا في التطاول على ابطال الحشد الشعبي ليبدائها من صرخ بان تحرير الرمادي كان عملية نظيفة لان الحشد الشعبي لم يشارك فيها وسانده في ذلك كل من شابهه في التوجه ليقفوا على منصة مجلس النواب معلنين وقوفهم مع زميلهم متناسين انه لولا فتوى السيد السيستاني وتضحيات ابطال الحشد الشعبي لما بقيت في مجلس النواب منصة يقفون عليها ليتطاولوا على اسيادهم في الحشد الشعبي , بل ان من اطلق على داعش تسمية ثوار العشائر ومن اعتلى منصات الاحتجاج ليحي انتصارات داعش ومن نادى بقادمون يابغداد ومن تغنى بالحرية التي يعيش فيها اهالي الموصل تحت ظل داعش اصبح ممن شاركوا في تحرير الرمادي متناسين بان داعش لولا بطولات الحشد الشعبي لكان قد باع نسائهم واطفالهم في سوق النخاسة مثلما باع حرائر الايزيديات والمسيحيات . الادهى والامر ان السيد رئيس مجلس النواب الذي من المفترض ان يكون ممثلا لكل الشعب العراقي يتجنب ذكر الحشد الشعبي وتضحياته ليستبدل بدل عنه بالحشد العشائري الذي مع احترامنا لمن شارك فيه لم نسمع بذكره حتى قبل عشرة ايام ماضية . وكانت الداهية الكبرى ان يظهر زعيم تيار الفقراء ليقول بان تحرير الرمادي كان من قبل القوات النظامية فقط وكأن الحاج هادي العامري وابو مهدي المهندس والشيخ الخزعلي وابطالهم كانوا يقضون اجازة في فنادق الدرجة الاولى .
ان من يحاول ان ينكر بطولات الحشد الشعبي عليه ان يتذكر ان اولئك الابطال قد تعلموا في مدرسة الفدائي الاول في الاسلام الامام علي بن ابي طالب عليه السلام انهم يقدمون في ساعة الخطر ويعفون عند المغنم وهم الذين لولا تضحياتهم لما كان هناك دولة عراقية ولما كان هناك وجود لمجلس نواب او مجلس وزراء ولامجلس رئاسة ولكانت كلاب داعش الان ترعى في لحوم الابرياء من اهلنا واعراضنا .
قد يظن البعض بانه بنكران تضحيات ابطال الحشد الشعبي او بالسماح بالتطاول عليهم يحقق اهدافه في المحافظة على كراسي الحكم الذي وصلوا اليه بغفلة من الزمن ولكن ليعلم بان بقائه في موقعه مرهون ببنادق اولئك الابطال وان من حقهم علينا امام الله والوطن ان نتذكرهم وان اقل ما يمكن ان نقوله هو شكرا على ماقدمتم سلمتم وسلمت الارحام التي حملتكم والصدور التي ارضعتكم .
ان القصد هنا هو ليس التقليل من اي جهد او دم بذله ابطال قواتنا المسلحة وقوات الامن وابطال الفرقة الذهبية وكل من شاركهم في القتال ولا حتى التقليل من الجهد الدولي المساند ولكن ان يتم تجاهل بل نكران التضحيات التي بذلها ابطال الحشد الشعبي ويتم اعطاء فضل تضحياتهم للاخرين بدعوى المحافظة على اللحمة الوطنية فهذا ظلم يفوق الظلم التي تعرضت له المرحومة شمهودة .