الان نكمل ما بدأنا…………
عجبت من ذلك وزاد دهشتي انها راحت تتحدث بصوت اشبه بالهمس وقد ارتسمت على محياها الجميل بسمة خفيفة تنم عن اطمئنان نفسي وسعادة ورضا توهمت ان مرجع ذلك هو فوز ابنتها وما نالت من اعجاب بعد القاءها ذلك الخطاب لكن الامر كان غير ذلك اذ تحدثت قائلة:
احمد الله واشكره ليس من اجل هذا التكريم وانما من اجل امر آخر مر بخاطري وهو كثيرا ما افكر به الا وهو حادثة عشت فصولها ولو لم يكن الله تعالى لطيفا بي لما وجدتيني اليوم بهذا الحال ………..
قلت في سري سأحاول تشجيعها على ان تحدثني بذلك سيما وانا اسجل في دفتر خواطري ما اجده مناسبا من احداث وكلمات ووقائع مؤثرة لذا هتفت بنبرة رجاء قائلة:-
لطفا …هل يمكنك ان تحدثيني عنها …………….؟
بدى ان كلامي اثار دهشتها بادئ ذي بدئ لكنها بعد لحظة من الصمت قالت:
نعم ….استطيع لكي تكون درسا وعبرة للأخرين الذين يلج بهم العناد في سني صباهم او فيما يلي من سنوات.
وما هي تلك الحادثة ……………؟
قبل ان تتحدث لتجيب وقف احد الحاضرين من مقعده ملقيا قصيدة شعرية يحي فيها الشباب ويحثهم على بذل اقصى ما يستطيعون من جهد لبناء الوطن قائلا عنهم انهم بناة الوطن وعماد مستقبله…وقد حازت القصيدة الشعرية على اعجاب الحاضرين وجعلتهم يصفقون طويلا على الرغم من ان هذه القصيدة لم تكن ضمن برنامج الاحتفالية .
اثار هذا الموقف ملاحظتي وكنت اتمنى لو ان هذا الشاب قدم قصيدته وادرجت ضمن برنامج الاحتفالية وفكرت في ان اخطو اليه واتحدث حول ذلك ولكني لم افعل لانني كنت اريد ان اواصل الحديث مع (أم سما ) واتلهف لتسجيل الحادثة التي قالت عنها انها قد اثرت بها ولم تزل تستذكرها لذا عدت اواصل حديثي اليها واستحثها الحديث فقالت:
كنت احيا بين اهلي في هناء وسعادة واحلم كأي فتاة بالمستقبل السعيد واسعى بكل جهد لتحقيق اهدافي واولها اهدافي الدراسية فقد كانت الدراسة بالنسبة لي هي الحياة او الموت او هي كما يقال خط أحمر .
كنت اعيش تلك الاحلام والاماني وابني في خيالي قصورا بل مدن ,سعيدة بما اتاني الله من ذكاء وافر وجمال باهر بدأت الحياة تكشف عنه الحجب بمغادرة سني الطفولة والصبا الى سنوات الشباب والنضج .
كنت اتمنى ان تفتح الحياة لي ذراعيها وتخلصني من بعض الاعباء التي يرزح تحتها كيان اية فتاة في بيئتي الاجتماعية جراء عسف التقاليد التي تتشبث بها الاسرة في ذلك المحيط .
نعم …انا فتاة من عائلة محافظة وفي بيئة محافظة لكنني في قرارة نفسي اجد الكثير الكثير من العسف في هذه التقاليد وكان هذا يدفعني للتمرد لأنني احب الحرية والحياة .
اجل احب الحرية والحياة ولكن ليست الحرية المشوهة التي تتمناها البعض من الفتيات ,فانا لم اكن اسعى الى تقليد آخر الموضة في ملابسي ولا اسعى الى تزيين وجهي بالمساحيق ولا افكر بالاسترخاء والعيش الرغيد على حساب كرامتي ولا افكر بالثراء الفاحش ولا بزوج المستقبل الذي يحقق لي الاماني…
كلا انني افضل ان احيا حياة كريمة اعمل بجد واجتها د واساهم في بناء الحياة الانسانية ,ان احيا حياة حرة كريمة وان اكسب من خلالها احترامي لنفسي واحترام اهلي وذوَّي ومجتمعي .
كنت اؤمن بأهمية عمل المرأة وكان هذا الامر مرفوضا رفضا تاما وقاطعا ليس بالإمكان مناقشته مع اي فرد من افراد الاسرة ,
انا اقدس العمل ولا اريد ان اكون طفيلية في بيتي او مجتمعي وان لا أكون مكبلة بقيود انوثتي ومحاصرة من قبل ذوىَّ الذين كنت احس انهم يترصدونني بكل شاردة وواردة.
كنت أؤمن بالحرية التي لا تتعدى الحدود الانسانية ولا تضر بالأخرين ولا تهدر كرامتي بالزلل ولا ان يمتهن انسانيتي احد.
هذه هي الافكار التي كنت اؤمن بها واعيش بها وكان ذلك يسبب مشادات كثيرة خاصة وانني كنت اجهر بآرائي التي ترفض بعض ما كانوا يتمسكون به واعتبره ظلما لإنسانيتي ولم اعر اذنا صاغية لتوضيحاتهم ذات المنشأ الاجتماعي والتقليدي واعتبرها تبريرات واهية لا تصمد أمام الواقع ….اسموني الوقحة … !!!!
هنا هتفت دون ارادة مني فقد كانت دهشتي عظيمة حين سمعت الكلمة الاخيرة وتساءلت مع نفسي سؤال مفاده هل يمكن لهذه المرأة ذات الشخصية المحترمة والتي استطاعت ان تربي اولادا وبنات مثل الطالبة (سما ) ان تكون وقحة …!!!
من هو الذي اطلق هذه التسمية … ؟
انهم اقرب الناس اليَّ …انهم افراد اسرتي المقربون…!!!
عجبت للأمر ودارت في رأسي تساؤلات حول كيفية التعامل مع شخصيات كهذه في ادوار مختلفة وارتسمت في ذهني صور مشابه لهذه الاحداث دفع البعض جرائها ثمنا باهضا من الالام والصعوبات والانكسارات والخيبات و و و……………..الخ
ثم ما لبث ان ايقظني من تساؤلي صوتها وهي تفصل لي احداث حياتها كأنها كانت تريد ان تفرغ عن نفسها وطأة الالم والعنف الذي عانته خلال صباها وشبابها فأنصت اليها وواصلت هي الحديث قائلة:
نعم…تعرضت للعسف والتعنيف بل وحاولوا حرماني من الدراسة لأني كنت اعرض افكاري داخل المدرسة واكتسبت صداقات كاذبة من بعض ممن يسمون انفسهن صديقات كن يثنين على افكاري ويشجعنني على التمسك بها ويثرن في نفسي اوار التحدي وفي الخفاء تتناولني السنتهم بالبغضاء والضغينة فكاد نبأ الحرمان ان يدفعني للانتحار ثم ما لبثت ان عدلت عن ذلك الى امر آخر ………………
ما هو ذلك الامر ………………… ذلك ما سنعرفه في لقاء آخر فللموضوع بقية