23 ديسمبر، 2024 11:09 ص

سأل رجل صديقه :

– أعرف أن لديك بنتاً  كانت زميلة لبنتي في المدرسة الابتدائية. أين هي الآن؟ وهل تخرجت ؟ ماهي أخبارها؟

رد عليه صاحبه  بفخر بعد أن تنحنح وهو يفتل شاربه وصار كالقط مفتول الشنب في قصيدة ” مشاتمة ” لشاعرنا الكبير ” أحمد مطر ” :

-الحمد لله كبرت وتخرجت من الجامعة بامتياز وهي تعمل سكرتيرة في شركة كبيرة، وقد تدرجت في عملها حتى صارت الذراع اليمين للمدير فقدم لها علاوة .. سيارة وبيتاً، وهو لايستغني عنها حتى في اجتماعاته الليلية وفي سفراته للخارج حيث ترافقه وهو يعتمد عليها في كل شيء.

وبينما علت الدهشة الصديق السائل رسم ابتسامة عريضة لكنها ماكرة وفيها شيء من الغيرة وقال :

– طيب .. حتماً ستسألني عن أخبار بنتي؟.

– نعم .. 

رد الثاني دون أي تفكير :

– نعم بنتي تشتغل ” ….”  لكنني لا أعرف ترتيب الكلام مثلك.

ولذي يتابع مايصدر من اتهامات واتهامات متبادلة بين ” المقاولين السياسيين” بشأن الفساد وسرقة المال العام، والوثائق التي يسربها هذا الطرف أو ذاك، لايشك أبداً أن هناك بالفعل فساداً كبيراً صار السمة البارزة للعراق الجديد، وأن الجميع متورط بهذا الفساد عمداً أو سهواً.

هذه الحقيقة ماعاد يشك بها إثنان، ولكن المشكلة التي قد تغيب عن بال الكثيرين ، تكمن في أن الصراع حول كشف ملفات الفساد، دائر كلامياً بين ” الاخوة الأعداء” داخل التحالف الوطني الذي يمكن أن نصفه بالتحالف الحاكم من واقع كونه شكل أكبر كتلة نيابية، مايعني أن هذا التحالف – كما تظهره سجالاتهم هم – ليس الا ” كياناً كرتونياً ” هدفه فقط ، تحقيق مكاسب سياسية ” طائفية على الأرجح” ، تؤدي بالتالي الى ” لطش وتفرهد ” للمال العام ” وجيب ليل وخذْ عتابه”.

والمضحك المبكي في كل هذه المساجلات “،  والصراخ في وسائل الاعلام ” أن معظم  أطرافها ” إسلاميون ” وهم طبعاً ذوو الجباه السوداء و ” صلاة الليل إتعَطّش” بينما هم قسّموا أنفسهم أمام الرأي العام دون أن يشعروا الى : لصوص وحرامية،وكلاهما إذاً لص والشاطرمن يعرف يحكي حلو.  

وحتى إذا لم تثبت الاتهامات بالفساد والسرقة على جهة متهمة من قبل الجهة الثانية فان كلا الجهتين ، تصبحان بلا عدالة لكثرة ما تبادلاه من فحش وكلام بذيء وركيك ” وتسقيط وتسفيه وتخوين ” . ويصبح من نافلة القول إذاً أن لايثق العراقيون بهم جميعا( تسقط عدالتهم ) ، فهم : إما لصوص أو فسقة لايتحرجون عن إطلاق الاتهامات يمنة ويسرة لكل من يخالفهم مع ملاحظة حقيقة واضحة كالشمس في رابعة النهار وهي  الجميع يدعي القداسة ، لكنه يمارس الابتزاز بنذالة مع خصومه ومنافسيه وحتى الناقدين له من أمثال ” الفقير لله” بأبشع صوره. وأنصاره جاهزون لفتح جبهة القذف والشتم وإطلاق الاتهامات الكريهة لمجرد توجيه نقد لأدائهم الفاشل والذي شوه وجه الحركة الاسلامية والتشيع والشيعة والمناضلين ضد النظام السابق … أجمعين!…

” يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ” .

وسؤالي لجميع المتاجرين بالدين بلحاهم الطويلة وجباههم الباذنجانية ، وألسنتهم السليطة ، وتهديداتهم بقتل وتصفية منتقديهم :

بالله عليكم أفتوني :

من أفضل  : العاهرة أم المعمم والمتدين المزيف أو المتاجر بالدين؟

وقبل أن يتم تحويلي الى من هب ودب ممن لبس العمامة في العراق الجديد ، وأصبح يفتي في كل شيء ، إستعنْ بالمفكر الكبير الراحل  محمد جواد مغنية الذي قال بوضوح منذ سنين  إن  العاهرة أفضل فهي تتاجر بأقذر ما في بدنها ،فيما يتاجر رجل الدين المزيف بأقدس ما جاء به الأنبياء.

 كان أحدهؤلاء يصلي، فأخذ قومٌ يمدحونه ويصفونه بالغارق في الخشوع ،.. فقطع صلاته والتفت إليهم قائلاً : والذي لا تعلمونه أنني صائم أيضاً. 🙂

والعاقل يفهم.

مسمار:

بعدما طارده الكلبُ

وأضناهُ التعبْ

وقفَ القطُ على الحائطِ

مفتولَ الشنبٍ

قال للفأرةِ : أجدادي أسودْ .

قالت الفارةُ : هل أنتمْ عربْ

“أحمد مطر”