اجتاحت المنطقة العربية صراعات اطاحت بأنظمة عاتية واحداً تلو الاخر مما اثر على الجوار الاقليمي واوجد غليان وبراكين في المنطقة قابلة للانفجار في اية لحظة ، وما نشاهده في تركيا اليوم ما هي الا امتداد لهذا الغليان المكبوت بعد ان ظل الشعب التركي يترقب ما يحدث في العالم العربي من تخبط وظهور انظمة جديدة اتسمت بالتطرف وكان اوردغان عرابها ومهندسها في انتهاج افكار التطرف والمراوغة واشعال المنطقة بنار الكراهية والحقد وظل يمارس التضليل اتجاه شعبه ويتدخل في شؤون المنطقة لنشر التطرف ويلتف على العلمانية التركية ومبادئها الثابتة. نعتقد ان هناك اسباب مباشرة وغير مباشرة كانت وراء الشرارة الاولى لانطلاق التظاهرات في ساحة التقسيم في استانبول حيث استلم حكم حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه اوردغان في تشويه الصورة الحقيقة ليس للعلمانية التركية فحسب وانما للاسلام كدين ومنهج بعدما انتهج ايديولوجية مخادعة للغرب والمسلمين لتمرير احلامه في اعادة امجاد الخلافة العثمانية، فضلاً عن ايمانه ان تظاهرات ( اللصوص ) التي اسماها لن تنال تأييد النخب السياسية والثقافية والاجتماعية التركية والتي انقسمت الى قسمين ، الاول عدم قناعتهم بالتغيير فيما لو حدث ولذلك لا جدوى من التظاهر واراقة الدماء وان المشاركة لا تجدي نفعاً لهم ، فضلاً عن كون تركيا حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة ولم يبقى في المنطقة حليفاً ومنفذاً لسياساتها الا اوردغان وبالتالي لن تتوانى امريكا بمساعدة اوردغان للتغلب على ما يمر به وبالتالي لن يكتب النجاح للتظاهر حسب زعمهم ، والقسم الثاني يبقى يترقب ولن يحرك ساكناً لان النظام قد اطبق عليه وجعله ادوات تنفيذية له . لذا نرى اوردغان يتصرف من منطلق الواثق من النصر وسحق المتظاهرين ولم يقطع حتى زيارته للمغرب العربي وانما اطلق على المتظاهرين بـ ( اللصوص ) واوعدهم بالهزيمة . ان هذا السلوك الاوردغاني لن يأتي من فراغ وانما جاء باتباع اسلافه من الحكام امثال مبارك عندما اطلق على المتظاهرين بـ ( البلطجية ) والقذاقي مفردة ( الجرذان ) واليوم اللصوص . عذراً ايها المتظاهرون الاتراك لا نبغي الصاق مفردة اللصوص بكم فأنتم اصحاب قضية لاسقاط التطرف والتسلط والدكتاتورية . وانما لنثيت انه اطلقها بملىء فمه و نذكره مرة اخرى كيف يحترم الساسة شعوبهم وعدم التدخل بشؤون الاخرين . فيا ترى ماذا سيكون رد فعل (اللصوص ) رجالاً ونساءاً ؟ هل ستستمر التظاهرات واسقاط اوردغان ام سيسحقها مثلما توعدهم ؟ ولم نستغرب ابداً لان الطغاة والحكام يشبهون اصحاب القضية بابشع النعوت والاوصاف . وقد اعذر من انذر .