18 ديسمبر، 2024 5:46 م

كان هنالك مدينة كبيرة ينعم اهلها بالحب والالفة والتفاهم فيما بينهم ولكن كان اهل هذه المدينة يعانون من شيء قد ازعجهم حول هذه السعادة والالفة الى تفرقة وحزن وتشكيك فيما بينهم وهي قضية كثرة اللصوص في المدينة . وفي يوم من الايام اجتمع وجهاء هذه القرية وقرروا الذهاب الى الملك لينظر في هذة المسألة ويضع لها حدا , وفعلا في اليوم التالي تجمع الوجهاء وتوجهوا الى الملك وعند وصولهم الى قصر الملك رحب بهم كثيرا وسألهم عن سبب الزيارة فقصوا له القصة . وعندما سمع القصة غضب غضبا شديدا وصاح بالوزير هل يحدث مثل هذا الشي في حكومتي فاجابة الوزير لا اعلم بمثل هكذا امر سيدي . فأمرة الملك بتكثيف الحماية على دور الرعية بشكل كبير ولا اريد ان تتكرر هذه الحالة مرة ثانية . فشكر الوجهاء الحاكم على اهتمامة الكبير برعيتة . وعادوا الوجهاء يبشرون الناس بما قالة الحاكم . ولكن ماذا جرى بعد ذلك ! العجب ان مع كثرة الحراس لم يتغير شي فالسرقة مستمرة ! فعادا الوجهاء واخبرواالملك فأمر بزيادة عدد الحراس ولكن الحال هو الحال وكلما يزيد الحرس الحال هو الحال . فغضب الملك غضبا شديدا وأمر بجمع كل وزراءه وحاشيته وقال اريد حلا لهذه المشكلة التي سوف تحطم عرشي وبأسرع وقت ممكن . فأشار علية احد الوزراء فقال سيدي ان افضل شي نعملة ونسيطر على هذه السرقات هو تقسيم المدينة الى عدة اقسام ونعطي كل وزير منا منطقة يكون مسؤولا عليها ومدبرا لشؤونها وبذلك يتم السيطرة على السرقات بشكل نهائي ؟ ففعل الملك ما أشار به علية هذا الوزير ولكن ماهي النتيجة !! النتيجة ان السرقات قد ازدادت وبشكل اكثر وبقي مسلسل السرقات مستمر . اتعلمون لماذا لم يتم السيطرة على تلك السرقات رغم كل المحاولات . كون ان السراق هم انفسهم وزراء الملك وأداتهم التنفيذية هم الحراس انفسهم . ولا تنتهي هذه السرقات الا بتغيير جميع الوزراء مهما وضعت الخطط والتدابيير والبدائل فانها سوف تفشل بكل تأكيد . وهذا ينطبق تمامن على من يريد تغيير الواقع العراقي بقضية الفدرالية وتقسيم الثروات بشكل عادل على الشعب ! ألا يعلم هؤلاء الساسة ان هذه المشكلة سببها الساسة انفسهم ولا دخل للشعب فيها , وان الواقع العراقي لا يتغيير أ لا بتغيير هؤلاء الساسة وقلعهم من الجذرور وهذا هول الحل الوحيد للعراق .