23 ديسمبر، 2024 2:25 ص

لشَباب العراقي..هِجرَة الى المَجهول….أو القتـــــــل

لشَباب العراقي..هِجرَة الى المَجهول….أو القتـــــــل

في السابق كنا اينَما نَحِل ..أو نسافر داخل العراق تصادفنا عدد من المقولات المخطوطة منها.. ( نكسب الشباب ..لنضمن المستقبل ) … ( الشباب هم قادة المستقبل )..وترجُمة لهاتين المَقولتين . كانت الدولة حينذاك لم تبخَل بكل الأمكانيات المادية والمعنوية  من أجل صقل مواهب الشباب العراقي وعلى كل فئاته سواء في اشراكِهم بالمؤتمرات العلمية داخل القطر او خارجه وتنمية مواهبهم وطاقاتهم المبدعة ودعمها اللآمحدود و اِيفادهم الى الدول المتطورة من اجل مواكبة الواقع العلمي المتطور في تِلك الدول. أِضافة الى تَرسيخ قيم ومفاهيم حُب الوَطن والمواطنة وروح التعاون فيما بينهم من خلال اشراكهم بالمعسكرات الكشفية والطلابية وغيرها ليصبحوا قادة المستقبل في أدارة شؤون البلد ومؤسساته…لهذا كان العراق زاخرآ..ورافدآ للطاقات الشبابية المبدعة التي أمتلأت بهم دوائر ومؤسسات الدولة ومصانعها العملاقة أضافة الى تَهافُت دول الجوار الى كسب أغلب الطاقات الشبابية العلمية من خلال الحوافز والأغراءات المادية لرفد جامعات تلك الدول بهذه النخبة الخيرة من الجيل المتألق الذي..مع الأسف لن يعود مثيل له.

ورَغُم ما أصَابَ العراق من وَيلات الحروب..فأن الجُزء الأكبر الذي أصابتَهم هذه الويلات هم جيل الشباب لأنخِراطهم في جبَهات القتال والتي ابتلَعت خيرة شباب هذا الوطن مع هِجرة الكثير منهم لدول الجوار والى شتى بقاع العالم.

كل هذا وذاك..كان العراق..وما زال ..الآرض الولاّدَة التي لاتنضب في أخراج كوادر عراقية وثاّبَة متألقة تُبدع ..وتُبدع بما هو أجود وأمثل للكثير من الطاقات الشبابية وعلى كافة المُستويات العِلمية..

وبعد الأنتكاسة التي حلت بهذا البلد من جَراء الأِحتلال ومصائِبه بعد عام 2003 ..كان يَعلم المُحتل أن البُنية الأساسية لأي بلد هم الطاقات الشبابية والتي تُمثل الشريان الحيوي لديمومَته مُنطلقين من مقولة ( أذا اردت تحطيم بلد فأبدأ بتحطيم عقول شبابه ) . وفي نفس الوقت تُعتبر هذه الطاقات هي  التهديد الرئيسي لهم ولعَملائهم. ولهذا عَمَد الأحتلال الأمريكي واللوبي الصهيوني ومن خلال أدواتهم اللعينة من بعض الساسَة الذين اشرَبت أجسادهم  ( النَتِنه ) وعقولهم ( المُتصَتهينه ) بتعليمات أسيادهم الى تحطيم هذه النخبة الخيرة من خلال كسر الروح المعنوية والتصفية الجسدية لهذه الفئة.فبدؤأ بتصفية الكوادر العلمية والطبية والهندسية التي كان لها الدور الأساسي في بِناء العراق ومجده وتاريخه الزاهر كذلك تهديدهدم بشتى الوسائل من أجل مغادرة هذا البلد ومن لم يلحق بركب الفارين طالته يد الغدر عن طريق المليشيات التي تدربت في دول الخارج والتي جَلبها الأحتلال معه وماأسهل طرق التهديد ( رصاصة..داخل ظرف )..أو ( رصاصة طائشة ).

ولم يَهدأ بال المُحتل وعملائه جراء نتائج أعمالهم المُقيته.فعَمدوا الى تحطيم روح المحبة والأواصر العائلية التي كان الشباب العراقي يتمع بها  وكيف  كان التآلف الأسري للعائلة العراقية الملتزمة بالعُرف الأسلامي والعشائري الذي لم يتَزعزع ومُتغرس فيها منذ الأزل. فبادَر المُحتل ومن خلال ضَخ الأموال الى تطبيق أجندة تحطيم روح العائلة المُتماسكة للبيت العراقي الأصيل بشتى الوسائل وبما أن ( التلفاز والأنترنيت ) هما المادة الأساسية لكل بيت عراقي..لذا عمدت الى تكوين عدد من الفضائيات الموبوءة وألأشراف عليها بصورة غير مباشرة وفتح حرية البحث الحُر في مواقع الأنترنيت .ولهذا عَمَدت هذه الفضائيات الى بث مُسلسلات اوربية تُسئ الى تعاليم الأسلام الحَنيف وبث البرامج العاهرة وألأغاني الهابطة والرقص الخليع الذي يمثل أقوى طُرق الأسفاف والأنحلال الخُلقي  والتي حطمَت أغلب شبابنا كذلك عمدت الى تأسيس شبكات من مافيات الحسان اللواتي حطمّن عقول الكثير من الشباب ضعيفي الأيمان وتعاليم ديننا .وما نلَمسه ونُشاهده من تفكك أُسَري وعائلي وكُثرت حالات الطلاق وتَشرذم الأطفال خير مثال على ذلك. ولم  يكتفي الأحتلال بهذا الشئ…فأوعزَ الى أذنابه وعملائه ببث سمومَهم اللعينه والضَرب على الوتر الحَساس من خلال بث الشعارات  الطائفية المَقيتة التي لم نَعرفها منذ الأزَل وعلى مَبدأ اسيادهم ( فَرق..تَسُد )…وحَدث ماحدَث وخسِرنا ما خسِرناه من أحبة وخيرة شبابنا…وهَتك وأستِباحة أعراض أشرف العوائل العراقية . وتَشتيت شبابنا في كل بقاع العالم.

لهذا أقول..كل شبابُنا العراقي  مُستهدف ومن كل طوائفه ومذاهبه ….من يَعمل ويَكد لسَد رُمق عائلته..يُقتل…ومن يَعمل بشرف ليبني هذا الوطن…يُقتل…ومن يَبدع من أجل بقاء العراق شامخآ..يُقتل…ومن يُغني للعراق  وللآلام شعبه ولبطولات جيشه….يَقتل ..

الهدف واحد لدى المحتل….يجب تدمير البنية الأساسية لهذا البلد…وهم الطاقات الشبابية..

يقينأ..وبعد كل هذه المصائب ..بدأنا نترحم..على  ايام خيرآ وَلَتْ..وبدأنا نَتَرحم على كلمات شاعرنا الكبير أبراهيم طوقان حين سَطَرت أنامله ..

مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي

الشبابُ لنْ يكِلَّ هَمُّهُ أنْ تستَقِـلَّ أو يَبيدْ

نَستقي منَ الـرَّدَى ولنْ نكونَ للعِــدَى

كالعَـبـيـــــدْ كالعَـبـيـــــدْ

أسَفي..على ماجرى..وما سيأتي..ولكن أقول…نتفائل..وسنظل نتفائل..أنها غيمة سوداء على عراقنا الأشم..وسحقآ لمن أراد بك سوءآ…ولن نكون كالعبيد…يابلدي..
حيالله..العراق..وشعبه..وجيشه