16 سبتمبر، 2024 9:53 م
Search
Close this search box.

لسنا كالنعامة.. ولكننا من أتباع الحكيم!

لسنا كالنعامة.. ولكننا من أتباع الحكيم!

بسمه تعالى:( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ).
من المؤكد إن الآية تتكلم عن ذلك الانسان المتذبذب، والمنافق، والمشكك في كل شيء حتى في نفسه، ليس له مبدأ يؤمن به، ولا موقف يثبت عليه، سرعان ما يتأثر بالمؤثرات الخارجية الباطلة، كالتضليل الإعلامي والإشاعات، فتراه يميل مع كل ريح تمر به.

هذه الشخصية المهزوزة والمتقلبة، لها مصاديق عديدة مرت عبر التاريخ، ومن أبرزها شخصيتين هما:(الأشعث بن قيس،و زياد بن أبيه)، فتجدهما يوما مع علي عليه السلام، و يوما مع معاوية عليه لعنة الل…، والسبب ان لامبدأ لهما ولا ايمان، وإنما عقيدتهما المنافع المادية.

هناك قول روي عن الإمام الصادق عليه السلام، وان كان على مستوى العلاقات الفردية، لكنه يصح أيضاً، في مجال التحرك السياسي والاجتماعي، قال:(احذرْ أن تواخي من أرادَكَ لطمعٍ أو خوفٍ أو ميلٍ أو للأكلِ والشّرب، واطلبْ مواخاة الأتقياءِ وإن أفنيت عمرك في طلبِهم).

توجد نماذج عديدة كذلك للشخصية المتزنة، الآمنة المطمئنة بالأيمان، المليئة بالعلم والفكر، ثابتة مستقرة، لا تتأثر بعواصف الفتن، ولا تشكك في القيادة الصالحة، ولا ترفع قدم وتضع أخرى.
سئل النبيّ-صلواته تعالى عليه وآله- سلمان المحمدي في حديث يروى، ما مضمونه:(ماذا تقول لو رأيت عليأً يشرب الخمر، قال سلمان:أقول إن الخمر حلال)، وفي قول آخر ينقل عن أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، قال: لو قسم الإمام تفاحة نصفين، وقال لي:هذا النصف حرام، والآخر حلال، وهو من نفس التفاحة، لأكلت الحلال وتركت الحرام.

مابين هذه-الشخصية-وتلك، على الانسان أن يختار أحدها، ويكون واضح وصريح، فلا يتلوّن بلونين، ويلعب على الحبلين كما يعبرون، راجياً بذلك منافع دنيوية وقتية، فلا بد أن يأتي اليوم الذي ًيفتتن به، ويفتضح أمره، وهذا المنهحية في الأختيار، منهج أشار إليه القرآن بقوله:(إنا هديناه النجدين إما شاكرا وإما كفورا).

كل من ينتمي إلى جهة ما، سوى كانت هذه الجهة دينية، أو لا دينية، سياسية أو غير سياسية، لابد أن يكون مؤمن بها فكرا وسلوكا، وإلا كيف أنضم إليها، وهذا لايعني بالضرورة، أن يكون المنتمي موافقاً لبعض الممارسات والسلوكيات الخاطئة، من بعض المنتميين لها، ففي كل الجهات، توجد فئة من الناس من المنضويين تحتهم، تمارس التحايل والخداع والنفاق، لهم نفوس جامحة، وعيون طامحة، وأقدام متسارعة، تبتغي الوصول إلى المال والجاه والسلطة.

نحن آمنا بالشهيد السعيد”محمد باقر الحكيم”رضوانه تعالى عليه، فكراً وسلوكا ومنهجا، وفي كافة المجالات التي خاضها، نقولها و نعلنها بصراحة، ونفتخر بها، ولا يوجد عيب في ذلك، شأننا شأن الذي يقول أنا علماني، وأنا شيوعي، ولسنا من الذين يدسون رؤوسهم في الأرض كالنعامة.
لذا وجب على جميع هذه الكتل والأحزاب، طرد الأشخاص النفعيين والأنتهازيين والفاسدين الموجدين في داخلهم، فأنهم كالوباء الفتاك الذي ينخر في الجسد!

أحدث المقالات