23 ديسمبر، 2024 9:24 ص

لسنا طائفيين !

لسنا طائفيين !

لا يمكن الإقرار بأن الإنسان المسلم قد وصل إلى مستوى من السذاجة , بحيث لا يستطيع التمييز بين ما يضره وينفعه , فيعادي أخاه المسلم لأنه من هذا المذهب أو ذاك.

إن المروجين لهذه الثقافة النكراء أيا كانوا , إنما يريدون تدمير الدين والقضاء على الإنسان المسلم في كل مكان وزمان.

فالمسلم يعرف أن من أساسيات دينه الأخوة والرحمة والألفة والمسؤولية الإنسانية , فدينه للناس كافة , وعليه أن يتحلى بالخلق الحَسَن , ويقدم القدوة الصالحة بسلوكه لكي يُظهر معاني دينه القويم.

المسلم مهما كان مذهبه , يعبد الله الواحد الأحد ونبيه ورسوله محمد (ص) , وكتابه القرآن , وأمته أمة واحدة , ويحافظ على أركان دينه من شهادة وصلاة وصوم وزكاة وحج لمن إستطاع سبيلا.

المسلمون ربهم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد وأركان دينهم واحدة.

فمن أين جاءت هذه الدعوات اللاإسلامية التي ترفع رايات الدين الحنيف؟!!

المسلم لا يمكنه أن يكون عدوَ المسلم , فكيف بربك صار يقاتله؟!!

إن ما نعيشه صناعة عاطفية إنفعالية معززة بأحداث وأفخاخ شديدة الإنفعال , كتفجير مراقد الأئمة والجوامع وأماكن العبادة الأخرى , وإقرانها بمسميات وأفكار سامة قاتلة , يُراد لها أن تتملك الناس وتؤلبهم على بعضهم.

وقد أسهم بعض رجال الدين في تعزيز السلوكيات الجائرة , لترددهم وإنفعالهم وخوفهم , وعدم وعيهم الكافي بما يُدبر للدين وأهله , فكانت إرادتهم ضعيفة , ووقفاتهم غير ثابتة , ولا تساهم في التنوير والوقاية من الأخطار والتصدي لها بالإعتصام بحبل الله المتين.

ومن أسباب ذلك إنزلاقهم في الأحزاب السياسية والمناصب التي تملي عليهم أجندات لا علاقة لها بالدين , فأغفلوا دورهم الحقيقي وانحرفوا بسلوكهم , مما أصاب المجتمع بالمخاطر وأضر بالدين.

فما تحقق أسهمت فيه عوامل متنوعة مبرمجة وفقا للمصالح , وما فكر الناس بمصالحهم , وبأنهم ذوي دين واحد ومصير واحد , وأنهم على حق وصواب , لأن دينهم لم يفرقهم وتواصل معهم على مر العصور , وتفاعلهم الرحيم المتآلف كان من أهم أعمدة البقاء والرقاء والرسوخ.

إن ما يمر به المجتمع الإسلامي عبارة عن هجمة شرسة  فتاكة للنيل من الدين بأبنائه أنفسهم , وتحويلهم إلى طاقات معادية للدين , فالمسلم لا يعرف الطائفية ولا تعرفه , وهي ليست من دينه أبدا , فالذي دينه للناس كافة لا يمكنه أن يكون طائفيا , ضيق الأفق والتصورات , المسلم يعرف أن رسالته إنسانية , وهو يجاهد للتعبير عن هذه الإنسانية السامية النبيلة النقية الصافية.

فالطائفية غريبة عن الدين الإسلامي وتُعدّ عدوانا آثما عليه.

فالمسلم أخو المسلم , ولن تفلح الأضاليل الإنفعالية المقرونة بالخطايا وأفعال السوء والبغضاء مهما تصور الآخرون!!

وسينتصر الإسلام الحقيقي على الإسلام المستورد؟!!