عندما تختار الارادة البشرية سلم النهوض والتطور والرقي فانها ترسم صورة بكر لوجودها على الارض التي تعيش عليها ومن ثم تتوحد المشاعر الجياشة لدى المنظومة الجمعية لبناء ( شعب,قومية,امة) وهذا هو ما تصبو اليه الامم والشعوب والقبائل ومن خلال المخاض الطويل والصارعات والتناقضات تبعث جدلية هذا المفهوم المتجسد الان في عموم المعمورة ومن مستلزمات هذا السلم التصاعدي لخلق مفردة شعب-قومية-امة هو وحدة الفكر المدني والحياة المستمرة والبناء الخلاق لمجمل احتياجات المجتمع وبالفكر المدني التحرري والمتفتح على حضارات العالم تنبثق الشعوب والاقوام والامم.
وبنظرة استشفافية وتمحيص معالم العالم نلاحظ ان هناك اسس وتضحيات صنعت عالماً جديد يمكن ان نسمي اصحاب هذه النهضة بالشعب او القومية او الامة نتيجة الوحدة والتسامي في بناء الحياة.
اما ان ترى دولة ممزقة الاطراف والارجل وبلا عقل او دماغ يسيرها فهي والحالة هذه تكون مجردة من الالفة والمحبة والوطنية والتفاني حيث تشرذمها المتعدد الاواصر وشعورها بانها ترفض كل معالم النهضة ومواكبة شعوب العالم. اذ انها مخدرة بخطاب سلفي مبطن بالاقاويل والشعارات والاعتقاد بافضلية وجودها على كل العالم والمعمورة.
من هنا مبعث المشكلة , فغياب الرؤية النقدية لدى اي جماعة يجعلها بدون بنيان رصين وان ادعت انها تملك التاريخ والسجل الحافل بالوصايا والمعتقد تاركه انظارها للتجديد للحاضر والاتكاء على وسادة الاف المؤلفات والاشعار والاحاديث والقصائد والتي لم تصنع ازرار قميص بل انها تعيش الفراغ القاتل لكل ما هو معبر.
اذن ما هو معيار القول ان تلكم الاجناس من البشر يمثلون شعوباً وامماً وقبائل ومن البديهي جداً اذ تأتينا الاجابة من طبائع البشرية المتمثل بجانبي الخير والشر.
فالاجناس التي تنجب افذاذ العلماء وتقدم الاف الاكتشافات لاجل البشرية وتجعل لحافها ووسادتها الاتكاء وراحة الشعوب الاخرى وتقيم وتشيد ما يخدم الانسانية حقاً هي شعوب حية واقوام نبيلة وامم زاخرة بالقيم.
اما الشعوب والامم والقبائل التي حباها الله ببيته المعمور والرسل والانبياء والثروات الطائلة والتي لا تعرف من وجودها غير الترنم بالاطلال والسيف والخنجر والدرع ولا تعرف الا لغة القتل والارهاب تحت مسميات السلفية والوهابية والمذهبية الضيقة والعنصرية القومية والاجناس الذين حباهم الله بسيد الثوار الامام الحسين وامام المتقين الامام علي هذه الاجناس التي تتوافد لزيارة هذه المراقد ولو جمعناها بميزانين لتساوت الكفة من حيث اهمية الوجود فهناك شعب يصدر الارهاب والقتل والدمار وهنا شعب مخدر نائم لا يعرف للنهضة اي معلم سوى الثارات والخطابات المثقلة بالالغاز وعاجز عن ان ينجب حكومة ودولة من عشرين شخص لادارة الدولة لا يمكن القول بانه يمثل شعب او امة او قومية.
من هنا نتسائل متى نصبح شعب او قومية او امة.