18 ديسمبر، 2024 11:11 م

لسنا حزباً ديمقراطياً

لسنا حزباً ديمقراطياً

جميع الأحزاب والحركات السياسية الإسلامية والعلمانية وغيرها ، منذ سقوط نظام البعث إلى يومنا هذا تنادي بالديمقراطية في العهد الجديد ونقطة التحول المهمة في تاريخ العراق الحديث .
وتناول الدستور العراقي الجديد شكل نظام الحكم في العراق ووصفه بالديمقراطي في المادة الأولى منه ، واصطنعت الأحزاب والحركات السياسية جميعها أغطية تناسبت مع التغيير الحاصل في الأجواء السياسية العراقية.
وقد شارك العديد منها في العملية السياسية منها من كانت فاعليته بقوة ، ومنها من كانت مشاركته متوسطة ، وأخرى شاركت على استحياء وقد انضوت تحت عباءة غيرها ، وأخرى لم يحالفها الحظ في الحصول على شيء ومنعتها ظروفها من ذلك.
لكن أفعال الكثير منهم لم تكن ولازالت تدل على عملهم وفقاً لمبادئ ديمقراطية وإنما على العكس فهم يبعدون الأكفاء ، ويجمدون النزهاء ، ويساندون الفاشلين ، ولايرغبون في تفعيل ذوي الخبرة ، ويقصون من يعارضهم ولو بالرأي ، ويحاربون الأفضل منهم ، ويسرقون ويفسدون ويدمرون غير آبهين تحت ذرائع وحجج متنوعة ،وبدأ الكثير منا يشك أن الديمقراطية ليس لها حضور في عقولهم ، فهي لا تعدو أن تكون دعاية إنتخابية شعاراتها تملأ الشوارع والأزقة فقط وتنتهي بنهاية المواسم الإنتخابية .
خلال تلك الفترات انخرط الكثير من أبناء الشعب العراقي في صفوف الكثير من الجهات السياسية وقد تأثروا بالعبارات الرنانة والشعارات البراقة ، جذبتهم ألوان الطيف اللطيف ، والتي تسر الناظرين ببهرج جميل ، استترت به حقيقة مغايرة تماماً ، وقد رأوا وسمعوا مايدور خلف الأبواب المغلقة ، وكانت الصرخة المدوية لأحد المسؤولين الكبار وهو يتحدث لأحد المنتظمين في حزبه على إثر اختلاف في وجهات النظر حيث قال ” إننا لسنا حزباً ديمقراطياً ولايمكنكم الإعتراض علينا في قول أو فعل ”
ومن ثم تم طرد هذا المنتظم وإقصاءه ووضعت حوله عدد من الدوائر الحمراء ومنع التعامل معه بأي شكل من الأشكال وصودرت الجهود وظهر الجحود .
حسناً … كيف سيحكم أمثال هذا بلداً ديمقراطياً متعدد الأديان والطوائف والمذاهب والقوميات بأسم الديمقراطية ؟
وكيف سيحترم الدستور بل ويقسم على صون الديمقراطية ؟
وهو لايؤمن بها من قريبٍ أو بعيد وقد ترسخت فيه الدكتاتورية التي جبل عليها ، إذن الديمقراطية في بلدي ذبحت في مهدها .