قالت الكاهنة طريفة، حين تنبأت بخراب سد مأرب نتيجة السيل العرم، فقالت ناصحة قومها: من كان يريد الثياب الرقاق، والخيل العتاق، وكنوز الأرزاق، والدم المهراق، فليلحق بأرض العراق تذكرت هذه العبارة وانا اشاهد على شبكة الانترنيت احد المسؤولين العراقيين ممن انيطت بهم مسؤولية التقريب بين مكونات الشعب العراقي وهو يقول ويكرر ان الشعب العراقي هوبقايا شعب واضطررت ان اعيد العبارة عدة مرات لاتاكد بان اذني لاتخدعني وانني لم اصب بخلل في السمع فهل من المعقول بان جمجمة العرب وارض المال والرجال اصبحت في نظر ساكني المنطقة الخضراء ارض بقايا شعب هل من تحمل ظلم صدام ونظام البعث وصمد في الارض وتمسك بها وتحمل حرها وحصارها ورفض ان يغادرها اصبح محض بقايا هل هذا مانستحقه جزاء صمودنا وولائنا للعراق ثم للتتكرر الاهانات التي يوجهها السادة المسؤولون للشعب العراقي مابين النائبة التي وصفت العراقيين بالعملاء لمجرد ان طالبوا بالمساواة والسيد النائب الذي وصفنا بالبائسين لمجرد مطالبة الشعب بالغاء الرواتب التقاعدية . ان مجرد مطالبة خجولة بالمساواة جعلت من الشعب العراقي بقايا شعب بائس من العملاء هكذا ينظر لنا سادة المنطقة الخضراء الجدد ومن الطريف ان صدام حسين الذي سبقهم في السكن قصور المنطقة التي تسمى اليوم بالخضراء اذا كان يمن على الشعب العراقي ويقول باننا كنا قبله نلبس ( نص نعال ) .
لا ادعي باننا شعب من الملائكة ولا ادعي باننا نخلو من العيوب ولكن الايكفي ان هذا الشعب هو الذي علم العالم بضمنها الدول التي تسمى اليوم بالمتقدمة معنى الحضارة وان هذه الارض هي التي انتجت اول الشرائع القانونية والتي انتجت عباقرة العالم والتي نقلت الى العالم علم الكيمياء والفيزياء والفلسفة وعلم الكلام وغيرها من العلوم والتي حملت المشعل لتنير للدنيا كلها طريق العلم والتقدم الارض التي عندما اراد الفيلسوف والمؤرخ البريطاني الشهير ارتولد توينبي ان يضرب مثلا عن تطور الحضارة الانسانية وفقا لنظريته التي اسماها نظرية التحدي لم يجد سوى شعب وادي الرافدين ليضرب به المثل عن قدرة الانسان على تحدي ظروف البيئة المحيطة به لخلق الحضارة وتطويع الظروف الصعبة لبناء علمه المتطور هذا الشعب العنيد اصبح في نظر السادة الجدد مجرد بقايا شعب من العملاء البائسين
الشعب الذي قاوم اصعب الظروف من نظام قمعي ظالم لايقارن به اعتى الطغاة في التاريخ وحروب مرثونية وحصار اكل الاخضر واليابس وبقي محافظا على ابتسامة الحياة وبقيت معاهدنا مفتوحة وطلبتنا يذهبون للدراسة رغم ان مايحيطهم من ظروف لو اصاب عشرها اي شعب اخر لانتهى من زمان ولكن شعب التحدي الذي كان يتحدى صدام ونظامة ويذهب سيرا الى زيارة ابي الشهداء ليستلهم منه العزم والاصرار ليستمر في طريقه وفي عيشه الكريم والشعب الذي كان يطحن الصخر خبزا اسمر للمحافظه على رمق الحياة والذي كان يطعم اطفالة ماء الرز بدلا من حليب الاطفال والذي انشاء علاقة صداقة مع الباذنجان كان يامل بان معاناته انتهت مع تغير النظام السابق وان من حقه الان ان يرفع راسة ليتنفس الحرية والكرامة مع رغيف الخبز الابيض ولكن فوجئنا انه في نظر السادة الجدد هو عبارة عن بقايا شعب بائس من العملاء .
بعد هذا هل نلوم السادة المسؤولين ؟ الجواب كلا لانهم لم يتذوقوا الخبز الاسمر والذي نطلق عليه اسم اسمر من باب المجاملة وهو بالحقيقة ازرق اللون ولم يعرفوا صديق العائلة الاسود ولم يعرف اطفالهم طعم (الفوح) فقد تعودوا على الخبز الابيض الذي كانوا يستجدونه من مكاتب المساعدات في البلدان الاوربية التي كانوا يقاومون صدام من فنادقها ذات الخمسة نجوم ولكنهم نسوا باننا نحن من انتخبناهم ليتمتعوا بالثياب الرقاق وكنوز الارزاق وليحلوا في مساكن الظالمين ويطلقوا على الشعب العراقي لقب بقايا شعب من العملاء البائسين .
فليتذكر صاحب كلمة بقايا شعب اننا نحن الناس واننا نحن الشعب صمدنا عندما هرب من هرب من السفينة الغارقة وربطنا مصيرنا بمصير العراق عندما قرر غيرنا ان يربط مصيره بدول المهجر ولتتذكر صاحبة كلمة العملاء بان يد الام العراقية التي تشققت من حمل قالب الثلج صيفا وبرميل النفط شتاء هي اشرف من اليد التي تمتد كل شهر لتأخذ الملايين بدون حق وليتذكر صاحب كلمة البائس بان البؤس لمن ارتضى ان يتمتع باموال السحت الحرام ان لم يكن في الدنيا فان الاخرة ليست ببعيد .
هل خدعنا ؟ نعم , ولكن لم تخدعونا بذكائكم فانتم اقل من ذلك ولكن خدعتنا السبحة والتربة وزبيبة الصلاة ، خدعتنا المنابر وخدعتنا قصص المظلومية لقد استغليتم معاناتنا واعتقدنا بان البديل عن صدام سيكون افضل والان يبقى الرد مطلوبا من الشعب العراقي لنجبر من تطاول علينا على الاعتذار وهذا بلاغ الى جهاز الادعاء العام الذي يمثل ضمير الشعب والى نقابة المحامين العراقيين لتحريك دعاوى ضد من اهان الشعب لنثبت هل نحن شعب الحضارات ام بقايا شعب من البائسين العملاء ؟