على الرغم من ان هناك ارتكازا ذهنيا من ان قضية الامام المهدي هي القضية الرئيسية في المنظومة الفكرية الشيعية ولا يمكن باي حال من الاحوال التغافل عنها او محاولة ايجاد بديل عنها الا ان الملاحظ في زماننا هذا ان هناك من يعتقد في قرارة نفسه انه ليست هناك حاجة فعلية للإمام المهدي وهذا الاعتقاد وان لم يظهره في العلن الا تصرفاته وكل ما ينتهي اليه بصلة يثبت ذلك وبدون اي مناقشة وهذا الاعتقاد او التصور ليس مختص بجهة معينة او شخص معين وانما جميع الجهات الشيعية تكون قواعدها على هذا المنوال فمثلا اتباع السيد السيستاني يعتقدون بالرجل هو المنقذ وهو المخلص ولا حاجة لهم بغيره وهكذا الحال مع اتباع السيد مقتدى الصدر واتباع الشيخ اليعقوبي واتباع الصرخي واتباع الشيرازي …. وهكذا الجميع وبدون استثناء ولعل كلامي هذا قد يلاقي رفضا اوفهما خاطئا الا انها الحقيقة ولن يتم التخلص منها في الوقت الحاضر وانا وحسب فهمي ستبقى هذه الحقيقة وستمدد الى ان تشمل اشخاص اخرين قد لا يمتلكون ما تمتلكه الشخصيات الانفة الذكر فمثلا هناك اشخاص يعتقدون ان قدوتهم في الحياة رونالدوا او ميسي او جيفارا او فيدل كاسترو او غاندي بل ويعتقدون ان هناك التباسا قد وقعت فيه الشيعة في تفكيرهم او اعتقادهم بقضية الامام المهدي فالأصل وحسب تصورهم هو ان يكون الدين في الجامع او الحسينية فقط ولا يسمح بخروجه خارج اسوارهما وهذا التفكير لو كان من خارج اتباع المذهب الشيعي لقلنا ان ذلك لا يضر لاختلاف الأيديولوجية الشيعية عن بقية الايديولوجيات ولكن ان يكون هذا التفكير من داخل الفكر الشيعي فهذا يشكل بحد ذاته انتقالة خطيرة جدا قد تؤدي في المستقبل القريب الى ضياع الكثير من المسلمات والثوابت وستنتج جيلا متهتكا بعيداً عن الاخلاق جيلا حائرا لا تعرف منه ماذا يريد وماذا لا يريد ومن هنا فهذه دعوة الى الجدية في التفكير وان يكون هناك حزما في الامور فأما السير الى الخطى التي رسمها لنا ال البيت عليهم السلام في المولاة لهم واتباعهم او السير في طريق اخر والا يكون احدنا مصداقا لقول الامام الصادق عليه السلام (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة المشي الا بعدا).