استمعت الى السيد رئيس الوزراء في اللقاء الذي جمعه بعدد من ألمختصين بالشأن السياسي والاقتصادي (والثقافي). وبالرغم من وجود أزمه حقيقيه وهي هروب أكثر من 500 سجين ألا أنني كنت متأكد أن السيد المالكي سوف لن يأتي بجدد. وسوف يكون خطابه كما هو حال البقيه السابقة فالرجل يتوعد بملفات .وأنى له ذلك وقد أستخدم خطابه والأجوبة للحديث عن معارك حدثت قبل أكثر من ثلاث سنوات. السيد المالكي أستخدم اللقاء للهجوم على ألتيار الصدري والمجلس الأعلى. وأقتصر كلامه عن هروب السجناء بجملة واحد أتهم بها التيار الصدري بتهريب الإرهابين.
ويبدو أن هذا اللقاء قد أعد مسبقاً بعد ألمناوشات الأخيرة بين التيار الصدري والسيد المالكي وهو واضح من طريقة الهجوم التي يتكلم بها السيد المالكي ويصف بها التيار الصدري والبدريين. وهذا يعيد الى الأذهان الخلاف الذي حدث بعد المعارك التي خاضتها القوات النظامية التابعه للحكومةفي البصرة ضد المليشيات التباعه للتيار الصدري والتي أتهم بها المالكي التيار الصدري واصفاً إياهمبأسوء من القاعدة. لكن المفاجأة التي كانت بهذا اللقاء هي أتهام التيار الصدري بقضية هروب السجناء في حادثة سجن أبو غريب. والغريب أن المالكي كان يتحدث على ألطريقة التي يستغلها خصونه للنيل منه وإثارة الأكاذيب. ولا أدري هل مثل هذه التصريحات تخدم العملية السياسية أم أن السيد رئيس الوزراء يريدنا أن نصدق ما يقوله وقد عودنا على مثل هذه التصريحات التي لم يمض زمن حتى يتراجع عنها. الكلام عن هروب أكثرمنخمسمائةسجين كان مقتضب ولم يشير السيد المالكي الى فتح تحقيق بهذه الحادثة ولم يحاول حتى الكلام عما يترتب عليها.ورغم أن العراق يمر بأسوء مرحلة من الإنفلات الأمني الأ أن ألسيد رئيس الوزراء كرر الحديث عن دولة القانون ودولةالمؤسسات وهو حديث يشابة حديث الرئيس المصري مرسي الأخير عن الشرعية وتكرارها بطريقة مملة.
المصيبة أن من كان الضحية في هذا اللقاء هو الأستاذ حامد المالكي فقد أطلق رئيس الوزراء العنان الى السيد الصميدعيطرح الأسئلة بحرية وبقي صوتهمسموع الى أخر دقيقه وأخر سؤال. خصوصاً بالقضايا التي أراد المالكي أن يستمع لها وينتقي منها ما يناسب مزاجه وتخدم الهجوم على خصومه في هذا اللقاء. في حين كان سؤال السيد حامد المالكي من شقين أجاب رئيس الوزراء عن واحد بصورة عامة وتولى القطع والمونتاج مهمه الأجابه عن السؤال الثاني فلم نستمع الى الجواب ولا الأسئلة التي أشار الأستاذ حامد المالكي أنه طرحها لكن تم حذفها. وحتى عنوان هذا اللقاء كان مقتصراً على الشأن السياسي والأقتصادي بدون ذكر للشأن الثقافي. ولا أدري اذا كان هذا الأمر قد تم عن قصد أو عن غير قصد.
يبدو أن الهوه بين التيار الصدري ودولة القانون أصبح أكبر مما هي عليه بين دولة القانون والجبهة السنية. والدليل أن السيد رئيس الوزراء خصص النصف الأول من اللقاء كله للهجوم على التيار الصدري والتهديد في محافظة البصرة وبغدادللثورة عليهما في هذين المحافظتين. تطرق للسجن بصوره لم تتجاوز الجمله الواحده وكان الكلام فيها عن التيار الصدري لأنه يبدو أن الكلام والمؤتمر كان موجها للتيار الصدري. حتى الكلام عن أحداث حدثت قبل أكثر من ثلاث سنوات والإسهاب بها بدون مبررأو ربما أن السيد المالكي أراد أن يستنفذ الوقت بطريقته الخاصة. لم يهاجم السيد المالكي العصائب ولم يتكلم عنها بسوء كما تكلم عن السيد البطاط الذي اتهمه بأنه (مخبول). وقد ذكرنا في موضع سابق أن السيد البطاط هو من أنصار المالكي وما كشفته قناة البغدادية من لقاء مع البطاط أتضح ان السيد البطاط موجود في بيته وما الكلام عن أرسال قوات لألقاء القبض عليه إلا دعابة.
كرر السيد نوري المالكي أنه أرسل مجموعه لألقاء القبض على من قام بمهاجمة المقاهي ويقول السيد المالكي أنني أرسلت هذه المجموعة وبقيت مستيقضاً حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل الى أن جائني خبر إلقاء القبض عليهم. لكن نهايات السيد المالكي تنتهي بنفس الطريقة فلا دليل ولا وثائق.لكن السيد المالكي لم ينتظر هذا الوقت ولم يتكلم عن مصير البطاط وكيف أستطاعت قناة البغدادية أن تجري لقاء معه في بيته في الوقت الذي أدعىالسيد نوريالمالكي أنه يطارد السيد البطاط ويلاحقه. حاول السيد المالكي توظيف المشاعر من خلال الحديث عن الأماكن المقدسة والعتبة الحسينيه في الإشتباكات التي حدثت بين جيش المهدي والشرطة في كربلاء التي على أثره جمد التيار الصدري العمل بجيش المهدي وحاول رئيس الوزراء ربطها بمعركة الطف وحرق الخيام وهذا خير دليل على تأجيج المشاعر من خلال أستخدام قضايا الدين لكسب الأصوات ومشاعر العامه.
كعادة السيد المالكي هو تذييل خطاباته بوعود يعلم الشعب أنها لا تتحققومن ضمن صفقة الاسئلة المتفق على طرحها مع السيد أبراهيم الصميدعي هو السؤال عن الأنتخابات. ورغم أن المالكي أتهم خصومه أنهم يستغلون كل شيء للحديث عن الأنتخابات فقد ضربلنامثلاونسينفسه.فقد قالأنه لن يكون بحكومة فيها محاصصة مستقبلاً والأمر الأخر هو أنه ينتظر تحقيق في مسألة الكهرباء ووزارة النفط وأنه سوف يقيل من كان السبب في مشكلة الكهرباءوكلاهما لا يعدو أن يكون مزايده وإفلاس سياسي.