18 ديسمبر، 2024 10:12 م

فكرت ملياً في الأنتماء لحزب معين لغاية في نفسي للوصول لكرسي السلطة ولكسب المغانم والتمتع بالاموال والحصول على بيت فخم يلوح للناظرين عن بعد ,فرئيس الدولة المترامية الاطراف وخليفة المسلمين أمير المؤمنين علي (ع) ,ذهبت الى مقر أقامته في الكوفة ومعي مستمسكاتي الشخصية وطلب يوضح فيه رغبتي بالانتماء لحزبه ,وفي الحقيقة ليس لديه أي حزب ,

أنما هو مصطلح أنا اصطنعته لكي أعلم الاخرين مع من أنا ,فسألت عن قصره فأرشدوني وبكل بساطة لبيته البسيط المتواضع,وعند الوصول أليه تفاجئت أنه لم يكن هنالك مدير لمكتبه أو سكرتير أو حاجب بوابة أستاذن منه الرخصة للدخول لغرض مقابلته ,وجدت الناس متجمعة عند بابه تبحث عن حقوقها المستلبة ممن غلب الشيطان على نفسه فأصبحت أسيرةٌ له ,فوجدته قامة شامخة ليس لها أول ولا نهاية ,فحدثني عن الزهد ونكران الذات والعدالة الاجتماعية والمساواة ,واحترام الناس دون النظر للون والهوية ,ومعاملة الجميع بروح الاخوة الانسانية التي تسمو فوق مسميات عديدة ,وأن المرء عليه بالتضحية والايثار لإجل مواقف يعتز بها ويناضل ويستشهد من أجلها,الثوابت لا تتجزأ ولايساوم عليها المبادىء هي رصيد الإنسان لتاريخ يتشرف ويفتخر به يصنعه للأجيال القادمة ,كان جالساً بقربي فقراء وأغنياء لم الاحظ فرقاً بمعاملته لنا ,لقد رسمت في مخيلتي صورة وعشت أطوف بها بين أحلامي التي لا اعرف أين ستسير بي ؟

ولكني صدمت بالحقيقة التي هزتني من أعماقي فلا وجود لمكاسب سلطوية وحصص مالية ,وأما المنصب فأنه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق من يتصدى اليه ,وهنالك أختيار دقيق من قبل الإمام لأعطائه من لمن هو مؤهل لخدمة الناس ومؤتمن على مقدراتهم ,وليس كما كنت أظن علاقات أجتماعية تقضى مع تجار كبار وشخصيات مؤثرة في صنع القرار السياسي وعزائم وولائم لمآدب فيها مالذ وطاب,وهدايا تصل لبيتي مقابل غض النظر عن اساءات وأخطاء تصدر ممن وليت عليهم وعاهدت نفسي وضميري بأن أكون مخلصاُ لهم ,في حزبه سوى فقراء وضعفاء ومستضعفين يريد لهم العزة ,ورفع شأنهم والاخذ بأيديهم نحو حياة

كريمة تسودها القيم الإنسانية ,مدافعاً عنهم وسط زحام ذئاب مفترسة تريد نهشهم متى ما سنحت الفرصة بذلك ؟ في الانتماء أليه يجب أن يكون الانتماء بالسلوك والمنهج والفعل المترجم على ارض الواقع ,يعطيك مواعظ وحكم وارشادات وتجارب وتوجيهات وعلمٌ فائض ,يعرفك الباطل من الحق ,يُقدم لك رصيد مؤمن يستفاد منه الإنسان بعد الرحيل ليأخذ معه الزاد للوطن الذي سيستقر به ,ثم جيء له بالغداء وهو نوع واحد قرصين من الخبز مع الملح ,في حين أكلة المضيرة كانت موجودة لدى الطرف الآخر الذي أود الاحتفاظ بأسمه,لمن يبيعون ثوابتهم ومواقفهم ومعها صرة من المال هديةً تثميناً للجهود المبذولة في الولاء لعبادة رمز كرسي السلطة وصولاً للإلوهية,فقد سمعت منه ومن الثقاة حتى أخاه عقيل لم يسلم من محاسبته عندما طالب بزيادة عطاؤه لكثرة أولاده ,فكانت الحديدة هي الجواب له ,فيكف بي وأنا الباحث عن المال والجاه والسطوة والنفوذ ,فتركته خجلٍ وحملت معي طلبي وأوراقي الثبوتية وقلت : بأني لست في حزبه …