في مقولة مشهورة للاديب عباس محمود العقاد ” لست اهوى القراءة لاكتب ، ولا اهوى القراءة لازداد عمرا في تقدير الحساب . وانما اهوى القراءة لان عندي حياة واحدة وحياة واحدة لاتكفيني ، والقراءة هي التي تعطيني اكثر من حياة ، لانها تزيد من الحياة من ناحية العمق ” .
لكن الناس عموما وفي مجتمعاتنا العربية على وجه العموم والمجتمع العراقي على وجه الخصوص قد صاروا اليوم بانشغال وانصراف تام عن القراءة والعزوف عنها واضح جدا وبشكل ملفت للانتباه وصل الحد الى اننا لانشاهد اليوم اي مقتني للكتاب فالمكتبات اصبحت خالية من القراء وبائعوا الكتب يعانون من شحة بيع الكتب والمصادر ، بحيث اصبحت الحاجة للكتاب اما للدراسة كالبحوث والمراجع او لاحتياجهم لمعلومة ما ، وصار مكتفيا بقراءة الجرائد والمجلات رغم قلتهم ايضا ومشاهدة ما يبثه التلفاز او ما يطلع عليه بعجالة على شبكة الانترنت لاجل الحصول على ثقافته العامة وتشكيل وعيه وافكاره عما يدور حوله في هذا العالم السريع المتسارع .
لهذا السبب وجملة من الاسباب الاخرى كانت الحاجة لان يتعلم الانسان كيف يجعل القراءة جزءا من حياته ، بل كيف يجعلها منهجا لحياته .
ففكرة مجموعات القراءة وهي الفكرة التي وان كانت تعتبر جديدة نسبيا على العالم العربي ، الا انها فكرة قديمة في الغرب ، حيث تنشط مجموعات القراءة ونوادي الكتاب وتنعقد بكثرة لكل الاعمار والفئات . وتنبع اهمية مجموعات القراءة من كونها تحث الانسان على القراءة ، من خلال جعلها جزءا لا يتجزأ من جدول حياته اليومي المزدحم فتجد له مكانا راسخا في هذا الجدول ، وتدخله بذلك الى عالم القراءة الرحب وتجعله من اصدقاء الكتاب الدائمين لا يفارقه اينما يذهب وفي اي وقت كان .
لنتذكر دائما المقولة الخالدة ” امة تقرأ امة ترقى ” ، وان اي امة ما هي الا افراد يجتمعون ويعملون على نثر البذور والغرس في تربة حاضرهم ومن ثم حصد الثمار في مستقبلهم ، والقراءة هي البذور التي سرعان ما تنمو وتستوي على سوقها لتثمر باذن الله تعالى .