23 ديسمبر، 2024 10:18 ص

كتبتُ ذات يوم هنا متسائلاً : ماذا لو لم أكن شيعيا؟! ، وهل أنا حقاً شيعي أم سني وبأي مقياس؟.. وقلت : هل توجد لائحة معترف بها عالمياً بأسماء أتباع الشيعة أو السنة في هذا البلد أو ذاك عدا لبنان؟.

شخصيا لا أحسب نفسي على الشيعة ولا على السُنّة، وأعلنت ذلك مراراً ، كما أعلنت أنني أكره كثيرا الاجابة على سؤال يُطرح باستمرار ويواجهه الكثير من أمثالي في مناسبة أو في أخرى :

– هل أنت شيعي أم سُنّي؟.

ومن هنا فقد رفضت أن أكون سُنّياً أقبل كل ما هو ” متواتر” ” وصحيح حتى ” الدشداشة القصيرة ” ، إذ لا صحيح الا “كتاب الله”، كما رفضت أيضاً أن أكون شيعياً أقبل بكل ما قد يُصبح بالتقادم كالتطبير (وهو بالمناسبة حديث يعود الى الدولة الصفوية) من أركان المذهب”وبالتالي من أركان الدين”، قبل أن أعرضه على القرآن الكريم، فهو الوحيد الذي لم يحرف ،ولن يتعرض للتحريف ولن يُدس فيه ، لأن الله هو من تعهد بحفظ كتابه وقال تعالى ” إنّا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون”..

إذاً فأنا مسلم قبل كل شيء، ولكنني لا أكفر غيري من أتباع الأديان الأخرى التي أقر بها ،وأقبل التعايش معهم..فأنا إنسان عندي كل الطرق تؤدي الى الله وهي بعدد أنفاس الخلائق حيث لافرقة ناجية ولاهم يحزنون، وكلٌّ يبحث عن السبيل الذي يختصر المسافات..

إذاً أنا أرفض التسنن “غير المحمدي” السياسي لأنني لم أجد له في كتاب له ذكر، كما أرفض التشيع الصفوي السياسي ” غير العلوي” لأنني أيضا لم أجد له في القرآن محملا.

هذا الكلام أغضب أتباع العدوين المتآخيين  “التشيع الصفوي والتسنن غير المحمدي، وأراح أبناء الأخوين  ” التشيع العلوي والتسنن المحمدي”..

نعاج الشيعة لم يقرأ معظمهم المقال وكالوا لي الشتائم وبألفاظ نابية جداً (تثبت لي أنني لستُ منهم والحمد لله وأنهم ليسوا من أتباع علي وبنيه) وكان أقل ما وكتبوه عني  : أنا وهابي إذاً. بعت مذهبي وديني لأحافظ على عملي في “قناة العربية” ، وهي بالمناسبة قناة إخبارية لا دخل لها بالدين والمذهب، ويهاجمها أقطاب السلفية المتشددون،  وعدد كبير منهم أفتى بحرمة  مشاهدتها وباقي أخوات mbc ، بزعم أنها قناة غير وهابية.

أما نعاج السنة الذين لايمتّون لسنّة النبي بصلة، وهم لايعرفون أن  البعرة تدل على البعير، لم يفهموا الدرس من مقالي، وظلوا يرددون أنني شيعي صفوي رافضي مجوسي الى غير ذلك من المصطلحات التي كنت شرَّحتها في مقالي السابق وغيره، فهؤلاء أيضاً لم يقرأوا أو أنهم الا كالأنعام بل هم أضل سبيلا : 

يا ناس مصيبه مصيبتنه نحجي تفضحنه قضيتنه 

نسكت تكتلنه علتنه  بس وين نولّي وجهتنه 

دلينه  يا دكتور

(…)

دكتور…… دكتور دَخْل الله ودَخْلك ما تداوينه

داء اللي بينه منّه و بينه …..دتجينه الحمى من رجلينه

دسگينه العلقم بس شافينه

مشكلتنا في العراق الجديد، أن غالبية العراقيين، ولأجل التخلص من صدام رضوا بقسمة “المكونات” ، وقبلوا بأن يتوالى عليهم من يزعم أنه يمثل هذه ” المكونات “، وطبعاً فان المرجعيات الدينية  والسياسية من جميع “المكونات” ، تتحمل مسؤولية التجهيل ” الانتخابي ”  الذي جرى ويجري بحجج ودوافع طائفية ، رفع مغمورين وفاشلين وفاسدين الى السطح ، وهذا بالطبع مايجب أن يتحمل نتائجه المفزعة المرعبة، من ذهب الى صناديق الاقتراع (ولستُ منهم) ، ليصوت لصالح من أصبحوا لصوصاً وحرامية وقتلة وارهابيين (بعضهم كان…)..

و ” إذا وضعت أحداً  فوق قدره فتوقع أن يضعك دون قدرك “.

 فالدين الذي أؤمن به هو دين الإله الذي يتساوى البشر أمامه أكثر من كونه واحدا (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا…) .. والدين الزائف الذي أكفر به هو دين يميز بين البشر عرقيا أو طبقيا ومذهبياً ، فلكل آلهة إضافية ..

والعاقل يفهم

مسمار:

” الذئب ما كان ليكون ذئباً ما لم تكن الخرافُ خرافاً … “

 شكسبير