18 ديسمبر، 2024 9:34 م

تطلعت في الصورة عدة مراتٍ فلم أعرف صاحبها !
كان تاريخ الصورة يقرأ سنة ١٩٩١م، وأرسلها لي على(الفايبر) صديقٌ عتيدٌ بطريقة الحزورة، وانتظر جوابي، ولما يئس مني قال : إنَّ هذه الصورة صورتك!!
قلبتُ ذاكرتي ظهراً لبطنٍ فلم أجد فيها ما يدل على أن الصورة تعود لي!
استعنت بطرفٍ (ثالث) لمعرفة صاحب الصورة فأجاب : إنَّه أنتَ يا عليّ !
هل من المعقول أن أنكر أصلي؟
تذكرت رفض بعض الأدباء من كبار السن إلتقاط صورةٍ لهم في شيخوختهم، فهل كان ذلك لاحساسهم أنَْها لا تمثلهم؟
عدت إلى الكلام العلمي فوجدت فيه تأكيداً على أنَّ الإنسان يتغير كلياً كل خمس سنوات إلا دماغه وقلبه فلا يتغيران لأنَّهما جامعان لأفكاره ومعارفه ومشاعره وخبراته .
قال ذلك الكلام الدكتور أحمد راتب النابلسي في إحدى محاضراته.
تذكرتُ بعض الأعمال الدرامية التي تناولت عملية إستبدال دماغ شخصٍ بدماغ شخصٍ آخر، وما يترتب على ذلك من مفارقات وتبدل في الأفكار والمشاعر !
إذنْ فكل ما يتخيله الكتّاب يُمكن أن يثبت العلماء صحته، ولو بعد حين.
قرأتُ في صحيفة الوفد في عددها الصادر يوم ٢٠١٩/٤/١٧م كلاماً لأستاذ التشريح في جامعة (يورك) بول أوهيجينز يشير فيه إلى تأثير الطعام على الوجه فيقول فيه : إنَّ الوجبات المعاصرة الناعمة الصناعية تعني أنْ وجه الإنسان يستمر في التقلص والنحافة من حيث الحجم.
وأعود إلى محنتي واكتشافي أنَّ الشخص الذي في الصورة لستُ أنا، فقد عدتُ إلى صورتي بعمر شهرين، وكانت النتيجة أنَّني لطمت على صدري!
فما الذي يحصل؟
لكنَّ المصيبة الكبرى حين اضطررت قبل خمس سنوات إلى فحص جسمي بجهاز الرنين المغناطيسي فرأيتُ نفسي عبارةً عن هيكل عظمي !
ليس أمامي الآن في هذه المرحلة الحرجة إلا الإقرار بالهزيمة الكبرى لقوانين المادة التي تتغير باستمرار، وأنَّ الشيخوخة قادمةٌ بقوةٍ، إنْ نكن فيها !