تحقق النصر في الأنبار, ودحر الدواعش في بداية سنة, نأمل ان تكون مكللة بالانتصارات, وتحقيق الأمن, وعودة الوطن الحبيب مستقرا أمنا, وكل ذلك بفضل الله تعالى أولا, وهمة الأبطال في صنوف القوى الأمنية جميعا, والحشد الشعبي المغوار.
كان الحشد الشعبي من أكثر الأصناف المقاتلة حضورا في معركة الرمادي, رغم عدم اشتراكه المباشر في المعركة, فقد كان يوفر سنداً واستعداداً عالي للتدخل, اذا ما استجد أي طارئ, ولا يخفى ما يوجده ذلك من ثقة, وعزيمة, لدى القوات المباشرة في القتال, فيكون الحشد بمرابطته على الحدود, قد أدى أدوارا جمة, تفوق إشتراكه الفعلي في القتال, فإضافة الى جانب الإسناد, والمرابطة على حدود المعركة, أعاد للقوات المسلحة الأخرى مزيدا من الثقة, التي تضعضعت بعد سلسلة الانتكاسات التي أعقبت سقوط الموصل, وغيرها من المدن, لانها خاضت معركة كتب لها النجاح بامتياز باهر, وقديما قيل: بدل أن تعطيه سمكة علمه الصيد.
زامن الانتصار الكبير هذا, إثارة أمور كانت كالغبار, الذي يشوش على الناظر جمال الطبيعة, فالبعض لا يروق لهم إن ينتصر المسلمون الا أن يكونوا حجج المسلمين, فاخذوا عبر قنواتهم, ومواقعهم التي الفت الثرثرة, وقلب الحقائق, وإلباس النعامة جلد الأسد, اخذوا يرددون أمورا من شأنا تشويه بهجة النصر لدى المواطن الطامح في انتصار بلده, فتارة يفترون على العبادي عزله للحاج المهندس, وأخرى يذهبون بتحليلاتهم البائسة الى ربط النصر بألا رادة الأمريكية, في أرذل تحليل, وأشده أثرا على عزيمة, وثقة مقاتلي القوات المسلحة, والتي نطمح جميعا في ترميمها, وثالثة في إثارة مواضيع جانبية من قبيل فرية, ان الحكومة تريد خفض راتب الموظف الى النصف, من اجل سرقة المتلقي لذة هذا الإنجاز الكبير.
ليس من الصعب على المتابع, معرفة تلك الجهات, التي تستخدم هذه الأساليب, فليس منهم بطبيعة الحال ظافر العاني, فان الرجل خبث معدنه, وبانت طويته منذ زمن, وهو في خانة النسيان اليوم, لولا ان جاءت به من جديد, مساومة الطامحين للسلطة, ولكن تلك الأقلام والأفواه, التي طالما تشدقت بحمل راية الدفاع عن الحشد الشعبي, تسفر اليوم عن نواياها البائسة في ان دفاعهم ذلك, ليس حباً بهذه القوة المجاهدة, ولكن لتكون مركبهم في بحر الفشل الذي سببوه, الى مرسى الانتخابات المقبلة.
إن هذه الأساليب تتضمن؛ معاني الحسد, وعدم تقديم المصلحة العامة متمثلةً برفع معنويات القوات المسلحة وجعل انتصاراتهم فرحة, ليس بتحرير ارض الأنبار, وطرد الدواعش وحسب, بل باستعادة الروح المعنوية, والثقة بالنفس, لدى الجنود في الجيش العراقي والشرطة الاتحادية البواسل, لذلك علينا ان ننظر بريبة لكل من يحاول تشويه هذا النصر المؤزر, مهما كانت حججه, كما ينبغي التساؤل؛ ما بال من كان-او كانت- يهرف في كل حادثة في البلد, التزم الصمت تجاه هذا الحدث المهم؟.واخيرا نقول؛ ان داء الحسد مهلك فقد كان عبد الله بن الزبير, عندما يخطب لا يذكر الصلاة على محمد وال محمد, وعندما سئل عن السبب كان جوابه: إن له أهيل سوء ينغضون رؤوسهم عند ذكره …. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم