15 أبريل، 2024 8:58 م
Search
Close this search box.

لزكة جونسون الأصلية

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما يعود الوالد رحمه الله ويرحم أمواتكم من العمل، متعباً، منهكاً، مفكك الأوصال لايقوى على إسناد ظهره الذي أحناه التعب والجهد، وهو يعمل بكلَ إخلاصٍ، ونزاهةٍ، وحرصٍ على أن يكون العمل قد أكتمل وبأحسن وجه ، يستلقي على سريره وهو يئنّ … عندها تشرع الوالده أطال الله عمرها بإعداد سفرة طعام الغداء له، كنًا أنا وأخوتي صغاراً حينها، وكان يطلب مني أو من أحد إخوتي أن نمسَد له ظهره، وفرك أكتافه ، وعندما تعجز أيادينا الصغيرة عن إراحة أكتافه، وتنشيط جسمه، كان يرسلني إلى الصيدلية القريبة من دارنا، لأشتري له لصقة الظهر!.
هذه اللصقة لها سمعة طيبة، وانتشاراً واسعاً في محلتنا آنذاك، خاصة ً عند كبار السنَ رجالا ً، ونساءا، وهي لصقة جونسون الأصلية الأميركية الزهيدة الثمن !؟ ثمَ نشرع بإلصاقها على ظهره .
تساعد الحرارة المتولَدة من احتكاكها بالجسم، ووجود مواد كيميائية فيها على تنشيط الدورة الدموية، وارتخاء عضلات الظهر، حيث يشعر براحة وتحسَن يقوم على أثرها نشطاً، مرتاحاً، وكأنَ لها مفعول السحر حتى أدمنها!؟.
لكنَ المشكلة الكبرى تبقى في كيفية ازالتها من موضعها، والتخلَص منها بعد أستعمالها !.إذ يتطلَب الأمر جهداً، وصبراً على الألم، حتى يتمَ رفعها من موضع اللصق وربما يدوم إلتصاقها ايَاماً بسبب شدَة إلتصاقها!؟
أدَت تجربة العراقيين آنذاك وأستعمالهم لهذه اللصقة إلى أن يضيفوها الى امثالهم الدارجة، وهي ( لزكة جونسون )، ويضرب هذا المثل على (الملحاح ) الذي يلحَ ، أو الضيف الثقيل الذي يحلَ على صاحب الدار بدون موعد، ويطيل المكوث عنده، لا عمل، ولا رأي، ولا منفعة !؟.
لزكة جونسون الأصلية تنطبق اليوم على أكثر الوجوه السياسية الموجودة في الساحة العراقية السياسية من نوابٍ، ووزراء، وزعماء كتل، وأحزاب، وتيارات، وقوائم، والتي لاتريد، بل لاتفكًر أن تترك الساحة لمن هم الأكفأ، والأفضل، والأحرص على مصالح الشعب العراقي ، إذ ترى هذه الوجوه الكالحة في سباقٍ محمومٍ على أن تبقى في مكانها! برلمانيين كانوا، أو وزراء، أو زعماء، أو أو أو….. وبأيَ وسيلةٍ كانت ! مشروعة، أو غير مشروعة ، شريفة، أو غير شريفة، دستورية أو غير دستورية ، المهم أن يلزك هذا السياسي في منصبه ولأطول فترة ممكنة !؟
وليته لصق خدمةً لأبناء شعبه ووطنه، كلا، بل، لكي يخدم نفسه، وحزبه ،وتياره، وقائمته، وكتلته، وليذهب الشعب العراقي ليشرب من ماء البحر !.
وهنا أوجَه سؤالي إلى السياسي العراقي المتربَع على عرش المنصب ومن كلَ الاتجاهات : هل تعلم أنَك أثبتَ وبكلَ جدارة على فعالية ونجاعة لصقة جونسون الأصلية الأميركية !!!!؟
وهل تعلم أنَك أصبحت مادَة دعائية تجارية لأكبر شركة أميركية لأنتاج اللصقات!!؟؟ وعلى هذا الأساس من الأفضل، بل والواجب أن تأخذ مكافآتك، وأجورك، وراتبك من هذه الشركة؟ وليس من قوت المساكين والفقراء وسكَان العشوائيات، لأنَك خير من مثلت هذه الشركة في العراق؟ والحر تكفيه الاشارة!؟
لذا نحن نعتقد أنَ فترة العشر سنوات من الألتصاق بظهور وأكتاف العراقيين ونهب خيراتهم وسرقة أحلامهم تكفي!!
وهنا يأتي دورك يا شعبي العزيز في إزالة هذه اللصقات، والملتصقين، والملتصقات من على ظهرك وأكتافك، نعم أيَها الشعب أزل لصقة جونسون الأميركية عنك وإلى الأبد، وأنَك لقادر .
وللحديث صلة….
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب